• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد


علامة باركود

ثباتا فلسطين!

ثباتا فلسطين!
أحمد مظهر العظمة


تاريخ الإضافة: 23/12/2013 ميلادي - 20/2/1435 هجري

الزيارات: 5766

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثباتاً فلسطين!

 

ومن يتذرع بالعبارات وحدها
لفك حديد الغلّ بات مصفّدا
وإن كان صلداً من رماك بظلمه
فتأديبه سهل إذا بت أصلدا

 

الله لإخوان لنا في النسب واللغة والدين، وفي الآلام والآمال، يعانون في قبلة الإسلام الأولى، ومنزل مسراه المقدس، وموطنه المبارك، من ظلم الحليف الناكث، ولظى الدخيل الماكر، وأذى الذليل الغادر، ما تهتز بأهواله هماً رفاتُ الفاتحين الراحمين الأجداد، وتأتزّ بأحاديثه غماً قلوب الآملين الباكين الأحفاد. ولكن ثباتاً فلسطين!

 

ثباتاً ابنة الهداية والعروبة والعزيمة والمجد! فكم من مانع الآن ما سوف يتركه من بعد، وآمل اليوم ما لا يدركه في الغد. ولربَّ ساع لسوء رُدّت سعايته عليه، وأصبح عظة لسواه، و﴿ لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ ﴾ [الأنعام: 67] ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].

 

إن أربعمائة مليون مسلم أو مئة مليون عربي، لا يجزون أو يجزى بعضهم جزاءً (سنمّار)، بعد أن أوفوا بعهدهم لمن وجد فيهم حين الحاجة إليهم في ساعات النضال، إخوان وفاء، وأعوان رجاء، فلوَّح لهم بالأماني الطيبات العذاب مستنصراً، فكانوا معه، ظانين بوجدان مدنية القوة، وشرف إنسانية أبنائها، ظنَّ الخير، ﴿ وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ [هود: 44]، ونُصر المُعان، فإذا به خبٌّ يدب لحليفه الضراء، ويمشي له الخمر[1] ويبرق له بخلَّب الوعد، ويتربص به الدوائر، وإذا به يمر على عهوده ﴿ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ﴾ [لقمان: 7] [الجاثية: 8]: فالوفاء دهاء، والابتسامة مكر والوعد مكيدة، والتمدن خداع، والشرف ﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ﴾ [النور: 39].

 

وفي هذه الظلمة المخزية الربداء أخذ الآثم بأيدي أبناء صهيون، يصافحهم بالوعد المشئوم[2] والمسلمون والعرب واجمون على مضض، والتاريخ يكاد يتميز من الغيظ، يسجل لمن نصر فغدر، ما هو له أهل: (ولربّ نصر كان عاراً خالداً).

 

مهلاً أيها المتبرعون من مال غيركم! إن هبتكم انتهاب، وللجاهلية زمان بعيد، فهل تبعثونها متمدنة، مغيروها وزراء، ومؤيدها مدافع؟

 

وإن المكرة الذين تغضبوننا لترضوهم، وتمنعوننا لتعطوهم، لم يخلصوا لكم النية أو لسواكم ممن عاشوا في أكنافهم بالقديم والحديث، ثم كفروا بأنعمهم، لما ينطوون عليه من أثره، وما يتخذونه من مكيدة، حتى ضاقت الشعوب بهم ذرعاً، وهم بين سغب، ونصب، وشتات، وندامة، ﴿ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً ﴾ [الأحزاب: 25]، والتاريخ بما نقول شهيد[3].

 

ولعل لهم في انكلترا يوماً كيومهم في ألمانيا يزيدون به برهاناً على إخلاصهم لكم ولغيركم في الود، وجدارتهم بالعطف، فنردد يومئذ قول أخي هوازن (دريد بن الصمة):

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ

 

وإن المعرّضين لنبال وعدكم في فلسطين وإخوانهم، هم من أحفاد من اطمأن اليهود في ظل حكمهم الهنيء في الأندلس وسواها، ومن أفراد

أمة تنشيء الحياة وتبني
كبناء الأبوّة الأمجاد

 

وقد سجل لهم التاريخ الحديث مراراً بعد حوادث كثيرة، كان للمصائب عليها فضل عظيم، أنهم يستوقفون فلا يقفون، ويظلمون فلا يهنون، ويقاتلون فلا يملون القراع، ويغروَن فلا يسكنون إلى حلاوة قول يرون وراءه الدماء تسيل.

 

فدعوا الأحرار آمنين، فإنهم لن يستخذوا لمستقبل أنتم جادون في إبرامه كما تشاؤون.

 

أيها المسلمون! أيها العرب!

إن الصهيونية لمصيبة على الإسلام والعروبة، ومصيبة على الشرق العربي فالشرق العام بأسره، وقد أخذت تتسع اتساع دوائر حجر ألقي في الماء الراكد، فمن لم يرهف منكم حسامه للذود عن سورية الجنوبية هدفها الأول، فللمال، وللمنابر، وللأقلام، جهاد.

 

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾[4].

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد الثاني، 1355هـ - 1936م



[1] جاء في نهاية الأرب للنويري - ج 7 ص 218 -: يقال للرجل إذا ختل صاحبه ومكر به: هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر. والضراء الاستخفاء، وجاء فيه نقلاً عن ابن شميل: ما واراك من شيء وادارأت به فهو خمر.

[2] وجه الوزير الإنكليزي (بلفور) إلى اللورد (روتشيلد) في 2 تشرين الأول 1917 تصريحه بإنشاء وطن قومي لليهود، وأظهرت فرنسا رغبتها في ذلك ثم بدأت اليهود هجرتها إلى فلسطين منذ ذلك الحين.

[3] اضطر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع حلمه الجليل أن يخرج بني النضير من بلده لاعتزامهم الغدر به، كما اضطر لقتل بني قريظة لنقضهم عهدهم وعزمهم على الغدر بالمسلمين في وقعة الأحزاب. وفي التاريخ القديم اضطهد المصريون اليهود ودمر الأشوريون ملكهم وشتتوا في أنحاء الأرض حين حكم الرومان أرض كنعان. وفي التاريخ الحديث اضطهدتهم بولونيا وفرنسا والمجر وروسيا.. وطردهم عام 1920 الملك ادوارد الأول من انكلترا وأصدر المجلس البابوي برئاسة آنوسنت الثالث قراراً يحتم عليهم أن يختصوا بلباس يميزون به. ثم أرغم اليهود في مدن أوروبا على سكنى أحياء محاطة بأسوار شاهقة خاصة بهم تقفل أبوابها في الليل عليهم (فتأمل هذا الماضي المجيد).

[4] ما ورد في هذا المقال من الآيات الكريمة هو من السور الآتية على الترتيب: الأنعام، الشعراء، هود، لقمان، النور، الأحزاب، محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة