• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد


علامة باركود

أعداء السلف

أعداء السلف
الشيخ عبدالظاهر أبي السمح


تاريخ الإضافة: 20/10/2013 ميلادي - 16/12/1434 هجري

الزيارات: 7682

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعداء السلف


إننا لم نر حقاً قط إلا رأينا له أعداء يناقضونه، ويسعون لإطفاء نوره ﴿ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].

 

السلف الصالحون هم الصحابة والتابعون وتابعوهم؛ وإن شئت قلت: هم الذين ورد ذكرهم في الحديث الصحيح "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" هؤلاء هم السلف الصالح؛ وقد مضى على آثارهم من الأئمة وأهل العلم الذين جاؤوا من بعدهم ما لا يحصيهم إلى الله تعالى في الشرق والغرب. ثم خلف من بعدهم خلوف اتبعوا أهواءهم وشهواتهم فضلوا وأضلوا.

 

ثم جاء آخرون كانوا أضل منهم وأجهل؛ أوتوا جدلا ولم يؤتوا علماً نافعاً؛ وتبجحوا بأنهم علماء وتصدروا للعوام وطلبة علوم الدنيا بعد أن تزيوا بزي القسس، ولبسوا للناس جلود الضأن وتكلموا بالدين؛ فظن الناس أنهم هم العلماء حقًا وما هم بعالمين. إنما العلماء حقا هم الذين يخشون ربهم بالغيب وإذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون.

 

كان العلماء حقاً أمثال الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك وحسن البصري ومجاهد وأضرابهم: يُعرفون بصيام النهار وقيام الليل وكثرة البكاء من خشية الله، وعمل الخير لأنفسهم وللناس، بعيدين من الشر قريبين من البر: لا يدخلون في باطل ولا يخرجون من حق، ولا يبتدعون في الدين ما لم يأذن به الله. كانوا وقافين عند كتاب الله وسنة رسوله لا يتجاوزنهما قيد شعرة: يخاف أحدهم أن يقول في شيء حرام لم ينص الكتاب والسنة على تحريمه؛ أو «حلال» لم ينص الكتاب والسنة على حله: ويقولون في الشيء يعرفون أنه من قبيل المحرم: إنا نكره كذا وكذا. وذلك لعدم ورود نص قاطع بتحريمه.

 

أما اليوم فيقتحم على الدين قوم يدعون العلم بل من كبار العلماء، ويتهجمون على كتاب الله وسنة رسوله يحللون ويحرمون ما شاء الهوى لهم، ويفتون في كل ما يسئلون عنه وما لم يسئلوا عنه، طلباً للرياسة والشهرة بين العوام ﴿ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾ [غافر: 56].

 

ولو كان للعوام والجهلة هيئة لقلنا إن أمثال هؤلاء الدجالين من كبار هيئة الجهلاء ولكنهم استكبروا في أنفسهم ووجدوا جهلة يعظمونهم فانتفخوا وعموا وقست قلوبهم، ولم يكفهم أن يتكلموا في مسائل الفروع حتى بدأوا يتكلمون في أصول الدين، ويردون عقائد السلف. ومنهم من يعلن عداوتهم، ويطعن فيهم، ويقدم سخافات عقله وعقل مشايخه الجهلاء على نصوص الكتاب والسنة، وما أجمع عليه السلف، وصرحت به السنة الصحيحة.

 

وعلامة هذا الغر الجاهل كثرة الوقوع في حفاظ الأمة وأعلامها وزهادها ومن جاهدوا في الله حق جهاده، ولقوا في ذلك ما يعده أولئك السفهاء الحمقى إهانة، وقد حرمهم الله من تلك المفاخر. لا يصلحون إلا للدجل والحظوظ الدنيوية قاتلهم الله أنى يؤفكون.

 

ومن المصائب التي مني بها الدين في هذا الزمان أن ينبري رجل أعجمي نبذته بلاده نبذ إلى الشام؛ فلما ظهر عواره وافتضح فيها نزح إلى مصر يظن أنها أقل غيرة من الشام، أو يجد فيها من ينصره على باطله، فلم يجد من يصدق فيها ظنه إلا أعمى واحدا كتب الله عليه الخذلان ولا قوة إلا بالله، ولقد لقي من محاربته أولياء الله كل خزي وإهانة وما كان له فيه معتبر ومزدجر ولكن لم يشعر بما نزل له.

من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام

 

ألا يتوب أولئك المساكين ويستغفرون الله فندعوا لهم بالهداية إلى الدين الحق؟ ألا يسكتون على الأقل ويتركون العلماء المخلصين يجاهدون؟ ألا يربأون بأنفسهم؟ ألا يرغبون إلى الله لعل الله يهديهم إلى أقرب من هذا رشداً؟ ألا يتهمون أنفسهم بما شبه عليها من علوم وآراء ما أنزل الله بها من سلطان وما عرفها السلف بل ذموها وقبحوها وحذروا منها؟ ألا يتذكرون يوم الوقوف بين يدي الله وسؤاله عن القرآن والرسول فقط؟ ألا إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

 

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ولا تجعلنا حرباً لأوليائك؛ سلماً لأعدائك، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الأولى

الخامس

شعبان سنة 1356 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة