• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات فكرية


علامة باركود

خير السبل لتوحيد كلمة المسلمين ولم شعثهم

خير السبل لتوحيد كلمة المسلمين ولم شعثهم
الشيخ محمود شلتوت


تاريخ الإضافة: 31/3/2013 ميلادي - 20/5/1434 هجري

الزيارات: 4858

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خير السبل لتوحيد كلمة المسلمين ولَمِّ شَعثهم


من القضايا التي لا تحتاج إلى برهان: "لا وجود لمن لا شخصية له".

 

والوجود منه حسي، وقِوامه شخصية حسيَّة، ومنه معنوي، وقِوامه شخصية معنوية، والموجود لا يَحظى بالوجود المطلق إلا إذا نال نصيبه من الشخصيتين: الحِسية، والمعنوية، فيتحقَّق له الوجودان الحسي والمعنوي.

 

نرى ذلك في الأفراد وفي الأُمم وفي كلِّ شيء، والشخصية الحسية للفرد ترجع إلى صورته التي رُكِّب عليها، والشخصية المعنوية ترجع إلى درجة عقله وتدبيره، وما عنده من ثباتٍ ومثابرة على مبدئه وهدفه، والشخصية الحسية للأُمة ترجع إلى إقامتها في إقليمها الذي نشَأت فيه، وترجع شخصيَّتها المعنوية إلى شعورها بقيمتها في الحياة وفي نصيبها منها، وعلى قدْر ما يكون لها من هذه الشخصية، يكون لها بين الأمم من الوجود المعنوي، فإما ارتفاع وسلطان وعزَّة، وإما انحطاط وقهْر وذِلَّة.

 

وقد درَج العرف البشري - منذ أن تعدَّدت خلايا الإنسان - على اتِّخاذ الإقليمية أو الجنسيَّة أو المذهبية، أساسًا للشخصية المعنوية، ومن هنا تبايَنت الأهداف، وتضارَبت الرغبات، واختلفَت السُّبل، وتولَّدت العداوات، وكانت الأطماع، وكانت الأنانية، وكان التسخير، وأخيرًا كانت الحروب، وكان الفتْك والتدمير.

 

• • •


كل ذلك وأرباب الشخصية الإنسانية العامة التي رسَمها العليم الخبير بطبائع الأمم والأفراد، والتي أدارَت دولاب العالم حينًا من الدهر، فوجَّهته إلى كثيرٍ من الخير، وفتَحت له أبوابًا من العلم النافع - قد انتابهم من الضَّعف والشَّلل - بسبب التفرُّق المذهبي أو السياسي - ما يجعلهم أشلاءً مُبعثرة في أنحاء الكرة الأرضية، يُسامون ويُساومون، حتى لقد نزَع كثير منهم شخصيته الإلهيَّة المُجمعة، وانحازوا إلى تلك الشخصيات التي لا همَّ لها إلا القضاء أولاً وقبل كل شيء عليهم، وعلى شخصيَّتهم، وعلى إخوانهم المُنتسبين إليها.

 

أيها الأخ الكريم، تسألني عن خير السبل لتوحيد كلمة المسلمين ولَمِّ شَعثهم، وهو في جوهره سؤال عن خير السبل لرجوعهم إلى شخصيَّتهم المعنوية التي رسمها الإسلام، والتي على أساسها يجتمعون وإليها يعزون، وهو سؤال شغَل من قديمٍ أفذاذَ المسلمين الذين أدرَكوا الداء وعرَفوه، والتَمسوا الدواء وبَحثوا عنه، والواقع أنه سؤال جوابه واضحٌ بيِّن في كتاب الله، كتاب الشخصية المعنوية للمسلمين، ولا عُذر لأحدٍ منهم في الجهل به أو الغفلة عن سبيله؛ يقول الله في كتابه الكريم: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]، ويقول: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 112 - 113]، ويقول: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، ويقول: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

 

فهذه الآيات التي تَلوكها بألسِنتها شعوبُ المسلمين؛ حُكامًا ومحكومين، معلِّمين ومتعلمين، رؤساء ومرْؤوسين - تَرسُم خير السبل لتوحيد كلمتهم ولَمِّ شَعثهم، وتُجْمِله في كلمة واحدة، هي: الاعتصام بحبل الله.

 

وليس من شكٍّ في أن الاعتصام بحبل الله يقضي على علماء المسلمين وقادتهم باجتماع عام، تُمثَّل فيه جميع الشعوب بالأفذاذ من علماء الدين والتشريع، وعلماء التربية والتهذيب، وعلماء الاقتصاد والحضارة، وعلماء القوة والحرب، وفي ظل هذا الاجتماع الذي تُنحَّى عنه شهوات العصبيَّات وأهواؤها، يتقرَّر النظر في تنقية العقائد والأعمال مما لحِقها من صور الشرك والابتداع، تِلكم الصور التي هيَّأت لخصوم الإسلام والمفتونين بهم من أبنائه المنتسبين إليه، هيَّأت لهم أن يقولوا: إن الإسلام ليس دينًا واحدًا، وإنما هو أديان متعدِّدة، تختلف باختلاف الأقاليم والمذاهب.

 

وفيه يتقرَّر وضْع نظام مُحكم الحلقات؛ لنشْر الدعوة الإسلامية في أرجاء العالم، يكون أساسه الإعداد القوي لرجل الدين الذي يقتحم الصِّعاب، ويَمتلك القلوب بعلْمه وبيانه، وفِعْله وسلوكه.

 

وفيه يتقرَّر إنشاء منظمة إسلامية اقتصادية وحضارية، مُهمتها تنسيق وسائل الاقتصاد والحضارة، وسدُّ حاجات الجماعات الإسلامية بعضها من بعض، فلا يجد المستعمر نافذة يَخلص منها إلى استنزاف البلاد، وتَثبيت قدمه فيها.

 

وفيه يتقرَّر العمل الجاد السريع في تكوين قوة حربية عُليا، ذات تدريبٍ واحد، وقيادة واحدة، على أحدث ما يعرفه أهل الحرب في هذا العصر، لا لتُخرِّب وتُدمر، ولا لتَستعبد وتَستعمر، ولا لتُخرج الناس من أوطانهم وأموالهم وأمْنهم، وإنما لتَدفع شرَّ الاعتداء، وتُخلِّص الرقاب المسالمة، وتُرهب أعداء الله وأعداء الإنسانية.

 

هذه هي جمعية الأمم الإسلامية، وهذا نموذج من أعمالها وأهدافها، أما السبيل لتكوينها وإعداد وسائلها، فإني أرى أن خير السبل في هذه الآونة، أن يَنطلق صوت الدعوة إليها والمفاوضة في شأنها من رجلين اثنين، ربطت بين قلبيهما - كما ربطت بين بلديهما - الشخصيةُ الإسلامية، وهما: حامي حِمى الحرَمين الشريفين، وحامي حِمى الأزهر الشريف؛ فالحرَمان مجتمعان مقدَّسان، يَشد إليهما المسلمون الرِّحال من كلِّ فَجٍّ.

 

والأزهر: هو المجتمع الثقافي الوحيد الذي احتضَن مبادئ الشخصية الإسلامية فيما يزيد عن عشرة قرون كاملة، وتلقَّى بصدره الرحب - وفي أَرْوقته الفسيحة - أبناء المسلمين من جميع الأقطار؛ ليَملأ قلوبهم بحب تلك الشخصية، ويُفقِّههم بخصائصها ومزاياها، ثم يعودوا إلى بلادهم يحملون شُعلة الهدى والنور.

 

وإذا ما انطلَقت هذه الدعوة من رجل المملكة السعودية، ورجل الجمهورية المصرية - ولا إخالها إلا منطلقة، ولا إخالها إذا انطلَقت إلا مسموعة - كانت هي السبيل، وكانت خير السُّبل، والويل للمعُوِّقين والمُتخلِّفين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة