• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد


علامة باركود

مصر والسودان من أين؟ وإلى أين؟

محيي الدين صالح

المصدر: نُشرت في جريدة الشعب المصرية بتاريخ 14 فبراير 1995.

تاريخ الإضافة: 11/5/2010 ميلادي - 28/5/1431 هجري

الزيارات: 8388

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إذا تأرْجحت العلاقات بين الأشقَّاء بين الشدِّ والجذب، وأصبحت صلات الأرحام مداوَلةً بين الوصْل والقطع، وطرحت الثوابت الأبديَّة وتفاوتت بين المدِّ والجزر - فذلك نذير، وما تغني النذر!

 

ومصر والسودان شقيقان لا جِدال في ذلك؛ فأبناء النوبة في جنوب مصر أشقَّاؤهم وأرْحامهم في شمال السودان، وقبائل الجعافرة والعبابدة والبشارية منتشِرة ومتداخلة من شمال أسوان وحتَّى شرق السودان، ومئات الآلاف من البصيليَّة في صعيد مصر أشقَّاؤهم وأرْحامهم في وسط وغرْب السودان، ثمَّ أهالي نقادة والأقصر وقِنا جميعًا لهم إخوتُهم في أم درمان والأبيض ومدني وكلّ أنحاء السودان، وهكذا، حتَّى نصِل إلى الإسكندريَّة شمالاً، وجوبا جنوبًا، حلقات متَّصلة لا يفصِل بينها إلاَّ الجغرافيا.

 

وقد كانت الأرْحام موْصولة وعلى أحسن الأحوال، ومنذ قديم الزَّمان، وكان السَّفر بالباخرة من أسْوان مرورًا بكلِّ القرى النوبيَّة في جنوب مصر وشمال السودان، وحتَّى مدينة وادي حلفا - بدون جوازات سفر، ولم نكُن نسمع عن سلطات الجمارك في المنطقة، واستمرَّ هذا الوضْع حتَّى سنة 1963، عند بناء السدِّ العالي، وكانت نتيجة هذه الصِّلات الوثيقة أن ضحَّى السودان بما يقرب من 150 كيلو متر طولي من أراضيها لاستِخْدامها كخزَّان للمياه لصالِح مصر، وظنَّت أنَّ هذه التَّرجَمة الصَّادقة للعلاقات الحميمة هي اللَّبنة الأولى للوحْدة الشَّاملة الكاملة.

 

ولكن تتابعتِ الأيَّام، واختلفت الرُّؤى والتَّوجُّهات، وفرَّط الأحفاد في ميراث الأجداد، وأفسح الجميع مجالاً واسعًا وخصبًا للوشاة، وتفنَّن البعض في تعْكير الماء لهواة الصيد في الماءِ العكر، واستَسْلم البعض للقيل والقال، وانْزوى البعض الآخَر مذهولاً يترقَّب الأفعال وردودَها.

 

وتحرَّك أهل الغيرة والمروءة من الجانبَين لرأب الصَّدع وجَمع الشَّمل وإنقاذ ما يمكن إنقاذُه، ولكن لا أحد منهم يدري إلى أين؟ وإن كان الجميع منطلقين من نقطةٍ واحدة، هي إخلاصهم لإرْث الآباء، وذكرى الأجْداد، وشعار الإخوة، ووصية الأنبياء.

 

نعم، هي جهود مقدرة ومشكورة، نرجو لها التَّوفيق بإذن الله، أمَّا إذا فشِل أهل المروءة والغيرة في مسعاهم، وقطعنا بأيدينا صلات الرَّحِم بيْننا، فليْس لنا إلاَّ أن ننتظِر إلى أن يبعث الله غرابًا يَبحث في الأرض ليرِيَنا كيف نواري سوءاتنا، وسنصبح عندئذ من الخاسرين والنَّادمين.

 

﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44].

ـــــــــــــــ
[1] جريدة الشعب، 14 فبراير 1995.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة