• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد


علامة باركود

ثم جاء الدور على السودان

محيي الدين صالح

المصدر: نشرت متتابعة بجريدة الشَّعب المصرية في 30 يناير 1996

تاريخ الإضافة: 1/5/2010 ميلادي - 18/5/1431 هجري

الزيارات: 7066

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وداعًا أيَّتها الحرّيَّة، فلم تعُد هناك أيدٍ مضرجة تدق بابَك، وقد شيَّعناك مع بقايا كرامة كنَّا نتوهَّم أنَّنا أهل لها، وذلك حين رضعنا لبنًا مسمومًا من ثدي الاستعمار (الاحتلال)، وظللْنا نتجرَّعه لسنوات حتَّى أفسد حاسَّة التذوُّق، إلى أن تقاذفتْنا الأهوال، وفطمتْنا على الإقْرار بالأمر الواقع في كلِّ أمورِنا السياسيَّة والفكريَّة والاقتِصاديَّة، حتَّى الأمور الدينيَّة، وتخاذلْنا عن الثَّوابت الَّتي عاش أجدادُنا في ظلِّها.

 

معذِرة على هذه المقدمة، وهي ليست نظرةً تشاؤميَّة في واقعنا المرير، ولكنَّها الحقيقة المرَّة الَّتي يتعامى عنها البعض لحاجة في نفس أبناء "يعقوب".

 

وكلّ مَن يستعرض تتابُع الأحداث في منطقتِنا سيصاب بالذُّهول، أمَّا إذا نظر إلى مواقف ولاة الأمر فسيشعر بالإحْباط، ولا أقول: اليأْس، وأنا أكتب هذا الكلام بصفتي "عربيًّا" لا يزال يعيش في وهم عفَّى عليه الزَّمن، هو أنَّ حدود بلاده تمتدُّ من المحيط إلى الخليج.

 

وقد نال أجدادُنا قسطًا أوفر من الحرّيَّة، حيث كان العربيّ يتحرَّك من المغرب إلى بلاد العِراق بحثًا عن الرِّزْق أو طلبًا للعلم أو وصلا للرَّحِم، أو لمجرَّد الترْحال، متمثِّلاً قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً ﴾ [النساء: 97]، ولكن في عالم اليوم قام الاستِعْمار برسْم حدود للبلاد، فقلنا: سمعًا وطاعة، ثمَّ سنَّت القوانين الفرنسيَّة الَّتي تحدُّ من حركة المسلمين داخل بلاد الإسلام، فالتزمْنا بها على الرحْب والسَّعة، ثمَّ حيكت المكايد بين المسلمين على تلك الحدود الوهْميَّة فتقاتلنا عليها، ضاربين عرض الحائط بشريعة الله الخالِدة الَّتي جعلتْنا خُلفاء الله في الأرض، كلّ الأرض، ثمَّ استقطع جزء غالٍ من أرضِنا هديَّة لليهود فقبِلْنا واعترفنا وأقْررنا، بل وهنَّأنا اليهود على ذلك، ثمَّ فرض الحصار على أهلِنا في العراق وليبيا، فباركْنا ذلك، وشاركْنا فيه مسبِّحين بحمْد الشَّرعيَّة الدوليَّة، وليس بعد ذلك خردلة من حرّيَّة.

 

وإن كان من المتوقَّع أن تقوم دُول الاستِكْبار بتحْجيم حركتنا ما أمكن في بلادهم، لكن المؤْلم أن تقوم بلاد إسلاميَّة بتعْقيد حركة المسلمين لمجرَّد خلافات بين أهل الحكم هنا وهناك، والأنْكى أنَّهم يتواصَون بذلك، لا بالحقِّ والمرْحمة كما أمر الله، ولتذهب إلى الجحيم كلُّ العِلاقات الأُسريَّة الَّتي تنقطع وتزول بين تشدُّد هذا وعناد ذاك، وسحقًا للجامِعة العربيَّة الَّتي لا دورَ لها إلاَّ في الاحتِفالات.

 

وبعْدَ انقِطاع أواصر العلاقة مع العِراق في المشرق العربي، ثمَّ ضرْب الحصار على ليبيا في المغرب العربي، ما يزال المسلِمون في سبات عميق، مستسْلِمين لكلِّ هذا وكأنَّ على رؤوسهم الطَّير، وجاء الدَّور على استقطاع الرُّكْن الثَّالث في جنوب العالم العربي وتوْجيه ضربة قاصِمة في مقتل، فأصبح الدَّور على السودان.

 

ونحن نحذِّر ضعاف النفوس، وأعوان الاستعمار (الاحتلال) من مغبَّة ذلك؛ لأنِّي أرى أنَّ ذلك يصادفُ هوى بعض النَّاس، ولو حدث ما نحذر منه ونجح الأعداء في النَّيل من السودان، فلن يُجدي أن تقول مصر في نهاية المطاف: "إنَّما أُكِلْتُ يوم أُكِل الثَّور الأبيض".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة