• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد


علامة باركود

بطن الشاعر

بطن الشاعر
د. إبراهيم علي أبو الخشب


تاريخ الإضافة: 14/9/2019 ميلادي - 15/1/1441 هجري

الزيارات: 5058

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بطن الشاعر

 

«بطن الشاعر».. هذه كلمة أشبه بالألغاز والأحاجي، ظللتُ أستوضحها - بيني وبين نفسي - وأستلهم الله تفسيرها، فلم أجد ما يشفي الغُلة، اللهم إلا ما يتخبط فيه الفكر ويتعثر معه الخيال.. وربما قلت - في بعض الأحايين، إذا أردتُ التأريخ لها -: إنها ظهرت يوم كانت الفلسفة مبغضة محاربة. فلما خاف الفتى من الفلاسفة أن يموت من عثرة لسانه، أغمض وأغرب، وعمَّى وألغز، وأغلق وأبهم، لِيَنْجُوَ بجلده، ويخلص نفسَه إن اشتد عليه النكير، أو تجهّمت له أعين الجلاّد.

 

وأغلب الظن أن هذه الكلمة يوم (ماتت) لم تشأ إلا أن تترك لها ذَنبًا يلعب فيما يسمى بغرابة اللفظ وغموض المعنى. وقد كان المتنبي يلذ له أن ينام ملء جفونه عن أوابد شعره، في الوقت الذي يسهر معاصروه في شرحه، ويختصمون في بيان منزلته.

 

وهكذا يُحكي عن بعض المؤلفين القدامى، أصحاب الشروح والحواشي والتقارير... فقد كان الواحد منهم يروقه أن يتخبط الناس في كلامه، ويقلبوه على وجوهه المختلفة، ويزيدوا على عبارته، أو ينقصوا منها، ليستقيم المعنى ويظهر المراد، فإن لم تتطاحن فيه الأفهام، وتختلف العقول، وتتضارب الآراء، فهو كتاب ميت، أو مؤلف لا قيمة له.

 

وكان أخوف ما يخافه الإمام الشيخ (محمد عبده) أن يتصَّدى أحد بالكتابة على مؤلفاته، نراه يستعيذ بالله من هذا ويتبرأ منه، وقد حدا به إلى ذلك أنه رأى الكتب - في عهده - لا ترمي إلى المعنى الخالص، والبيان الصراح، ولكنها تتلوى وتتخبط، وترمي إلى التعقيد والإبهام... وربما كان فينا من أدرك هذا - في الأزهر - حين كان الأستاذ أو التلميذ في الدرس، يمر بالعبارة من العلم، أو الجملة من الكتاب، فإذا رأى أنه مر بها مرور الكرام، وعبرها عبورًا سهلًا، اتهم فهمه، وأساء الظن بعقله، واستكبر على نفسه أن يعلق المعنى بخاطره - عفوًا - دون تكلف أو معاناة، فعاد يرجع الضمير إلى مرجع آخر، أو يورد الشبه والاعتراضات، ليرى هل يسلم له الفهم، ويخلص المعنى، أم تحيط به الأشواك والعقابيل.. لأنه يعلم - حق العلم - أن صاحب الكتاب كدح فيه ذهنه، وأتعب نفسه، وأضاع من وقته الجم الكثير وأن تأليفًا كهذا لا يمر به قارئ إلا على جسر من التعب، وطريق أدق من الصراط... وبعض الناس يحيط الإغلاق ببيانه ولسانه.. فهو كاتبًا أشبه به محدِّثًا، بطنه كظهره، وظهره كبطنه... لا يضيرك أن تقول المعنى في بطنه أو ظهره... كأنما هم عالة على البيان، أو زائدة في بني الإنسان!!!

 

المصدر:

مجلة الرسالة: العدد 414 يوم 9- 6- 1941م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رحم الله العلامة إبراهيم ابو الخشب
محمود عبد الخالق محمود السعداوي - مصر 04/04/2020 12:51 PM

العلاّمة الدكتور إبراهيم علي أبو الخشب من العلماء الراسخين في علوم اللغة والأدب والشعر ، وهو من أكبر الشعراء المعاصرين ، و لم يأخذ الرجل حقه من الإعلام والتعريف به.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة