• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد البراء بن عمر بهاء الدين الأميريد. أحمد البراء الأميري شعار موقع الدكتور أحمد البراء بن عمر بهاء الدين الأميري
شبكة الألوكة / موقع د. أحمد البراء الأميري / شعر


علامة باركود

حداد القوافي (قصيدة)

حداد القوافي (قصيدة)
د. أحمد البراء الأميري


تاريخ الإضافة: 21/1/2013 ميلادي - 9/3/1434 هجري

الزيارات: 14064

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حداد القوافي


مناجاة للراحل الكبير الغالي الشيخ عبدالعزيز الرفاعي

- طيَّب الله ثراه - الذي زرته في المستشفى لأراه

بعد غيبة طويلة على غير هيئته النضرة التي أعرفها!

ولما عدتُ إليه في اليوم التالي، قالوا: لقد رحل إلى مكة!!

 

لو كنتُ أعلمُ أن موعدَك الغدُ
لأقمتُ عندك ساهرًا لا أَرْقُدُ
أَتْلُو لك الذكرَ الحكيمَ مبشرًا
وأرتِّل الشعرَ البديعَ وأَنشدُ
وإذا الدموعُ خَنَقْن صوتي بالبُكا
ووَهَى، وخان - لَدَى الوداع - تجلُّدُ
فالعذرُ حبٌّ قد تمكَّن في الحشا
وفؤادُ صبٍّ ناره لا تَخمُدُ
عمرٌ[1] مضى بالأمس.. جرحٌ راعفٌ
في الصدر، حزّاز الجَوَى، لا يبردُ
واليوم أنت على الطريقِ مسافرٌ
يا لهفَ نفسي ما يخبِّئه الغدُ؟
عبدَالعزيزِ، أيا عوالم من شذًى
المكرماتُ عطاؤها المتجدِّدُ
ها قد مضيتَ مخلفًا غصصَ النوى
تُكوَى بها مُهَجٌ، وتُلذَع أكبدُ
قد كنتُ آتي - والجوى بي عاصفٌ -
دارًا، فيلقاني النَّدَى والسؤدَدُ
الشعر، والفكر المنير، ونخبةٌ
يسمو بها الأدبُ الرفيع ويمجدُ
ويضمُّني قلبٌ رحيبٌ عطفُه
فيُزِيل وحشةَ غربتي، ويبدِّدُ
ويُضيء آمالي لديه تبسُّمٌ
وتحبُّب، وتلطُّفٌ وتودُّدُ
أنسى بدنياك الجراحَ هنيهةً
والقلبُ يَسلُو، والمواجِع ترقدُ
فعلامَ تنكأُ من جراحي ما غفا؟
والعهدُ أنك للجراحِ تُضمِّدُ!!
عبدالعزيز، وأيُّ عيٍّ نابني؟!
عَصَت القوافي، والبيان مقيَّدُ
قد كنتُ أدعوها، فتبذل نفسَها
وتجودُ بالمعنى الفريدِ، وتَرفُدُ
كم قد سَهِرت الليالي أجلو بكرها
فيُضيء منها في الدَّياجي فرقدُ
أَرجُو لها يوم الخميس[2] لتجتلي
في النَّدوة الغرَّاء لما تعقدُ
وتنالُ منك رضًا فترفعُ رأسَها
مزهوَّةً برضا العميدِ تأوَّدُ
ما بالُها وَجَمت، وصوَّح روضها
وكسا محاسنها وِشَاحٌ أسودُ؟!
هي في الحدادِ على الفقيد فرجعُها
عند المصيبةِ آهةٌ وتنهُّدُ
عبدالعزيز، أيا حبيبًا قد نأى
خلفَ الغيوبِ، لقد جفاني المَرْقَدُ
خلَّفتني، ونجوتَ من عسفِ الدُّنَى
ترجو قِرًى من عفوِه لا ينفدُ
وأنا رهينُ محابسي وهواجسي
ينتابُني همٌّ مُقيمٌ مقعدُ
أنَّى التفتُّ وجدتُ آفاق الأسى
ليلي معاناةٌ، وصبحى أَربدُ
القدسُ: واقدساه باعَك خائنٌ
تأبَى العَوَاهِر ما أتى، والأَعبُدُ
ذبح اليهودُ بَنِيه في غلس الدُّجى[3]
وارتاع مما قد أتوه المسجدُ
والخائنُ الوغدُ الأثيمُ مُنَاه أن
ترضى اليهودُ، وأن يُسَرَّ السيدُ
سلمٌ على الأعداء يخطبُ ودَّهم
وعلى القريبِ وقومِه يَستَأسِدُ
وجبالُ أفغانِ الجهادِ تلطَّخت
بدماءِ إخوانِ الجهاد تردِّدُ:
مَن لم يكن للهِ حرُّ جهادِه
يخدَعْه برقُ الحكمِ، وهو مفنَّدُ
مَن أسرجَت شهواتُه صهواتِه
لا غروَ يَغتَالُ الصديق، ويَحقِدُ
والبوسنةُ الحمراءُ انهارَ على
ثلجِ الشتاءِ دماؤها تتجمَّدُ
شهداؤها زرعوا البِطَاحَ بطولةً
المجدُ من لألائها يتوقَّدُ
ترجو من الإفرنج إنصافًا! وهل
يرجو الأمان من الصليبِ موحِّدُ؟!
هل يَرتَجِي حَمَلٌ معونةَ جازرٍ
يَهْوِي بِمُدْيَتِهِ وَلا يتردَّدُ؟!
إني لأعذِرُهم على خذلانِهم
ما دام قومي للخيانةِ أيَّدُوا!
عبدالعزيز، شكوتُ بثِّي والجَوَى
لا بدَّ من شكوى لحرٍّ يسعدُ[4]
عذرًا إذا كدَّرت صفوَك بعدما
خلَّفت فانيةً لأخرى تخلدُ
قومي بذلِّ القيدِ أفنَوا عمرَهم
فكأنَّ ليلَهمُ عليهم سرمدُ
الحرُّ يَسرِي رغمَ ضيقِ سجونه
والعبدُ في الدُّنيا الفَسِيحَة مُقعَدُ
يا والدًا من بعدِ فقدي والدي
وأخًا كبيرًا للمكارمِ يُرشدُ
أبكي عليك بغربتي، وبكربتي
وبأحرفي، وبزفرة تتردُّدُ
في ذمةِ الربِّ الغفورِ مودَّع
وبحرمةِ البيت الطهور موسَّدُ[5]

 

المصدر: مختارات من شعر أحمد البراء الأميري

 


[1] هو والد الشاعر: الشاعر الكبير الراحل عمر بهاء الدين الأميري - رحمه الله.

[2] كان للفقيد الراحل ندوة تعقد مساء كل خميس، امتدت أكثر من ربع قرن، يرتادها كبار الأدباء والشعراء والمفكرين.

[3] إشارة إلى المذبحة التي قتل اليهود عشرات المصلين وهم سجود في صلاة الصبح في مدينة الخليل بفلسطين، يوم الجمعة 15 رمضان 1414هـ، والغَلَس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصبح، وفي الحديث: ((كان يصلي الصبح بغلس)).

[4] يقال: أسعدت النائحة الثكلى: أعانتها على البكاء.

[5] إشارة إلى دفن الفقيد الراحل بمكة المكرمة حرسها الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • شعر
  • رسائل متبادلة
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة