• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الدكتور عبد الكريم بكارد. عبدالكريم بكار شعار موقع الدكتور عبد الكريم بكار
شبكة الألوكة / موقع الدكتور عبدالكريم بكار / مقالات


علامة باركود

أكبر نقطة قوة (2)

د. عبدالكريم بكار


تاريخ الإضافة: 21/5/2007 ميلادي - 4/5/1428 هجري

الزيارات: 15060

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
تحدثت في المقال السابق عن بعض حيثيات (الإرادة)، ووعدت أن أتحدث عن بعض الأمور والإجراءات التي تساعد على تقويتها، وأنا الآن أوفِّي بما وعدت به، ولعلي أتحدث عن ذلك عبر المفردات الآتية:

1 - بين الفرد وبيئته نوع من التطابق والتخالف، ونوع من الشدِّ والجذب المستمرين، وهذا يعني أن الأفراد يتأثرون ببيئاتهم تأثراً سريعاً وشاملاً، لكنهم وعلى المدى البعيد هم الذين يصنعون تلك البيئات، وهم الذين يطوِّرونها، وإن كان ذلك لا يظهر دائماً على نحو واضح.

ونستفيد من هذا أن تصليب إرادة الشباب - والناس عامة - يحتاج إلى نوع من الإجماع الوطني والتحفيز الإعلامي؛ فمن عادة الإنسان أن يظل ذاهلاً عن كثير من الأشياء المهمة والجوهرية، بل أن يظل جاهلاً الكثير من الواجبات الشرعية والحضارية؛ ما لم يظفر بمحرِّض -إعلامي أو تعليمي أو تربوي - يدفع بتلك الأشياء والواجبات إلى مقدمة اهتماماته، ويضعها على سطح وعيه.

ومن هنا فإن على الإعلام مسؤولية كبرى في هذا الشأن، والمطلوب منه تحديداً هو إثارة اهتمام الناس، وتفتيح أذهانهم، وتحفيز هممهم، في اتجاه بعض الأمور الضرورية لنهضة الفرد والمجتمع، وذلك مثل: الاستقامة، والالتزام، والجدية، والتعاون، والمثابرة، والاهتمام، وحسن الاستماع، والتطوع، والعطاء المجاني...

إن الإعلام - بما يملك من سطوة وانتشار وتأثير - يستطيع فعلاً تقوية إرادة الناس نحو هذه المعاني، كما يستطيع إضعافها، ونأمل أن يدرك المسؤولون عنه هذه المسؤولية، وينهضوا إليها.

2 - نحن في حاجة ماسّة إلى معونة الله - تعالى - وتوفيقه؛ كي ننتصر على أنفسنا، وشهواتنا، وعاداتنا السيئة، وخير ما نستنـزل به تلك المعونة هو الدعاء ومجاهدة النفس، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]. وقال تباركت أسماؤه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة:24].

إن أي إصلاح أو تغيير أو ترقّي لا يمكن أن يتم من غير مجاهدة للنفس، وإن كثيراً من الإخفاق الذي نعانيه سببه أننا نريد التقدم والازدهار، لكننا غير مستعدين لمخالفة أهوائنا أو التخلي عن شيء من عاداتنا السلبية، أو بذل شيء من الجهد الإضافي، وينبغي لهذا الأمر أن يكون واضحاً كلَّ الوضوح.

3 - يتطلب تقوية الإرادة أن نلزم أنفسنا بتنفيذ أشياءَ صغيرةٍ، لكن بشكل يومي، وعلى نحو دائم، ولا بد من الالتزام بذلك على نحو صارم، ومن تلك الأمور والأشياء على سبيل المثال:
- قراءة نصف جزء من القرآن يومياً.
- قراءة في كتاب جيد مدة ساعة.
- الالتزام بصلاة الجماعة في المسجد، إلا لضرورة.
- المسارعة إلى تنفيذ طلبات الوالدين، بهمة ونشاط وطيب نفس.
- الالتزام بالحضور إلى الوظيفة أو العمل والانصراف في الوقت المحدد.
- الاستيقاظ قبل الفجر مرة في الأسبوع على الأقل.
- الاتصال يومياً بذي رحم أو صديق؛ من أجل السؤال عنه والاطمئنان عليه.
- الصدقة بمبلغ من المال - ولو كان زهيداً - على نحو يومي.
- الحرص على المبادرة بالسلام على من نعرف ومن لا نعرف.

وإذا لم يستطع المرء أداء ما التزم به في يومه، فإنه يقوم به في وقت تال من ليل أو نهار، وكأنه يقضيه، وهذه طريقة سنَّها لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكرت عائشة رضي الله عنها: ((أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا فاتته الصلاةُ من الليلِ، مِن وَجَعٍ أو غيرِهِ - صلّى من النهارِ ثِنْتَي عشرةَ ركعةً)) [رواه مسلم].

وقال - عليه الصلاة والسلام - مرشداً إلى هذا المعنى: ((من نَامَ عن حِزْبِهِ من الليل، أو عن شَيْءٍ منه، فَقَرَأَهُ مَا بين صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ؛ كُتِبَ له كَأَنَّمَا قَرَأَهُ من اللَّيْلِ)). [رواه مسلم].

4 - لابد لتقوية (الإرادة) من اتباع أسلوب التدرج في اكتساب العادات وتنفيذ المهمات، وأنا أشجع دائماً على أن يلتزم المرء بالقيام ببعض الأعمال الصغيرة والمحدودة، فإذا صارت جزءاً عادياً من حياته وأخلاقه وسلوكه؛ قام بزيادة شيء قليل عليها، فإذا كان فلان من الناس لا يقرأ - مثلاً - في اليوم أي شيء، ثم التزم بقراءة نصف ساعة، فإنه بعد ذلك الالتزام بستة أشهر، يزيد عليها ربع ساعة، وبعد ستة أشهر أخرى يزيد عليها ربع ساعة أخرى، وهكذا...

5 - يحتاج الواحد منا إلى أن يُثْبِتَ نفسَه أمام نفسه، وذلك بحرمانها من بعض الأشياء، وبعدم الاستجابة لبعض وسوساتها وخواطرها، فإذا حدثته نفسه بأن يترك العمل الذي بين يديه حتى يشرب كأساً من الشاي؛ فليرفض طلبها، أو ليقم بتأجيل تنفيذه ساعة. وإذا كان يجد نوعاً من المتعة في القراءة وهو مستلقٍ على السرير؛ فليحرمها من تلك المتعة، وليجلس خلف مكتب، وليمسك بقلم وهو يقرأ من أجل تلخيص بعض الأفكار... إن مخالفة النفس تُشعر صاحبها بالقوة، وتجعل منجزاته ومكتسباته أكبر، وهذا ما يجعله يشعر بفوائد المجاهدة.

6 - من الأمور المهمة على صعيد تقوية الإرادة: مصاحبة الأشخاص أصحاب الإرادات القوية والهمم العالية، فعدوى الأرواح مثل عدوى الأجسام، وليعمل الإنسان على الابتعاد عن (الفوضويين) والكسالى والمحبطين واليائسين، فإن هؤلاء يسممون أرواح من يصاحبهم، ويشدونه نحو الوراء. كل شيء من الخير والتقدم يمكن أن يحدث؛ إذا تحلينا بالاهتمام والمثابرة.


والله الموفق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- قوة الإرادة
أسماء - مصر 05-10-2012 10:17 PM

في أوقات كثيرة يكون لدي إرادة حديدية وبعد فتره من الوقت تختفي هذه الإرادة فماذا أفعل؟

2- إرادة العظماء
زين العابدين - المملكة العربية السعودية 09-07-2008 06:49 PM
كل الشكر الجزيل لسعادة الدكتور الفاضل الهمام البكار رعاه الله

شخصية إسلامية فذه لها عطاءات عدة استوقفتني كثيراً أناملك الذهبية وأفكارك

الإبداعية النيرة ومنهجك الوسطي السوي .....وتواضعك الكبير ....وهمتك العالية


وفقكم الله لكل خير
1- السحر
osama mater - eygpt 01-06-2008 12:37 PM
سيدي الدكتور بكار احب ان اوافيك علمابان كتاباتك اضحت هي اللغم الاول في تفجير طاقاتي على نحو رشيد وانا مدين لقلمكم الرصين وفكركم النير بالرشاد الفكري والانقاذ النفسي لك مني عظيم الحب والامتنان اسامه مطر .... 26سنه .مصر
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة