• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الدكتور عبد الكريم بكارد. عبدالكريم بكار شعار موقع الدكتور عبد الكريم بكار
شبكة الألوكة / موقع الدكتور عبدالكريم بكار / مقالات


علامة باركود

أمة مستنيرة (2)

د. عبدالكريم بكار


تاريخ الإضافة: 19/2/2007 ميلادي - 1/2/1428 هجري

الزيارات: 13340

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ذكرتُ في مفتتح المقال السابق أن أمَّةَ الإسلام تواجه على صعيد الاستنارة واكتساب المعرفة تحدِّيَين أساسيَّين، وتحدَّثت عن أولهما وهو: إنتاج المعرفة المطلوبة للمعاصرة.
أما الثاني فيتمثَّل في نشر المعرفة وتعميمها. وهذا ما سأتحدَّث عنه اليوم.

لدينا على الصعيد الاجتماعي فكرةٌ جوهريَّة، هي أنه لا يعادل قوَّةَ الأفكار وصفاءها سوى إمكانيَّة نشرها؛ فالفكرةُ مهما كانت عظيمةً ومتألِّقة، تكون محدودةَ الفائدة والقيمة إذا لم ينجح تعميمُها على أعداد كبيرة من الناس بسبب بعض الاعتبارات المتعلِّقة بالفكرة نفسها.
وهذا المعنى يحتاج إلى أن يكونَ موضع اهتمام كلِّ أولئك الذين يقومون بالتنظير لإصلاح أوضاع العالم الإسلامي، إذ إن من المهمِّ أن ندرك مدى إمكانيَّة تطبيق الأفكار والنظريات التي نَعرضها على الناس، فنحن نعرفُ أن القيمَ والمبادئ والأفكار لا تعمل في فراغ، وإنما في إطار شروط وظروف ومعطَيات محدَّدة وملائمة.

وحتى تكون الفكرة واضحة أمثِّل بالمشروعات والأفكار التي طرحها أهل الخير والصلاح على صعيد توحيد أمَّة الإسلام، إذ إن من الملموس أن أياً منها لم يلقَ الاستجابة في أيِّ بلد إسلامي، مع أن الأمَّة كلها تتشوَّق إلى الوَحدة والاتحاد، ولكن المسألةَ ليست مسألة حبٍّ وشوق وإنما مسألة ملاءمة المشروعات الإصلاحية للظروف والأوضاع المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة...

إن نشر الوعي العامِّ وما يتطلَّبه ذلك من معارفَ ومعلومات ومفاهيم، يتطلَّب منا الكثير الكثير، ولعل من ذلك الكثير ما يأتي:

1– نحن ندرك على نحو جيِّد أن أمة الإسلام حديثةُ عهد بأميَّة، فالأميُّون ما زالوا يشكِّلون نحواً من (30%) من المسلمين، كما أن كثيراً من الذين يقرؤون ويكتبون لا يبتعدون كثيراً عن الأميِّين بسبب تدنِّي مستواهم المعرفي وإعراضهم عن القراءة... هذا كلُّه يعني أن علينا أن نحاول صياغةَ نوعين أو مستويَين من الخطاب:
أ – خطاب موجَّه لأصحاب الثقافة العليا من خرِّيجي الجامعات وطلاب الدِّراسات العليا، ومن قاربهم. وهذا الخطابُ يتناول المسائلَ الدقيقة والقضايا الفرعيَّة، كما أنه يعتمد سَوق البراهين المعقَّدة ويستخدم المفاهيم التي قد لا تكون مألوفة...
ب – خطاب تنويري تعليمي موجَّه إلى ذوي الثقافة الشعبيَّة والمتدنِّية، وهذا الخطاب يركِّز على الأساسيَّات، ويستخدم العاطفة في التأثير، وتكون تعبيراتُه سهلةَ الفهم، ولا يغوص نحو المسائل الفرعيَّة، كما أنه لا يطرح الرؤى الإستراتيجيَّة والقضايا الكبرى التي يشعر معظمُ الناس أنهم غيرُ قادرين على الإسهام فيها، لكنه يحاول إشعارَهم بأن هناك انحرافاتٍ وأخطاءً محددة، تحتاج إلى معالجة، ويسعى إلى مساعدتهم على حلها.

وإني أعتقد أن من الممكن اعتمادَ الكتب والمجلات بوصفها وسائلَ أساسيَّة في مخاطبة الصفوة، كما أن المقالات التي تُنشر في الشابكة  (الإنترنت) تعدُّ وسيلةً ممتازة للوصول إلى الشباب الطامح والمتعلِّم.

أما الموادُّ المسموعة والمرئيَّة، فهي ملائمة جداً لكلِّ أولئك الذين يرغبون عن القراءة، ويزهدون في صُحبة الكتاب. ومن الواضح جدّاً أن أشرطة التسجيل (الكاسيت) والبرامج الجيِّدة التي تُبثُّ في الإذاعات والفضائيَّات – قد عرَّفت الناسَ بالكثير من أمور دينهم، ورفعت مستوى الوعي العامِّ لدى الخاصَّة والعامَّة.

ومن المهم أن أؤكِّد في هذا السِّياق أن استنارة الأمَّة تحتاج أن تتصف كلُّ الخطابات الموجَّهة إليها بالصِّدق والموضوعيَّة والدقَّة والتوازن والإنصاف، كما ينبغي أن تتَّسم بأكبر درجة ممكنة من الوضوح ووضع النِّقاط على الحروف. لا يصحُّ أبداً اللعب بعقول الناس وإخفاء الحقائق عنهم، كما لا يصحُّ تخدير مشاعرهم، بالعبارات التي تدلُّ على تفاؤل ليس له رصيدٌ من الواقع.

أضف إلى كلِّ هذا اتصاف الخطاب بـ(العمليَّة) فالأمَّة تعرف الكثير الكثير من فضائل الصلاح والاستقامة والتقدُّم، كما أنها تعرف الكثير الكثير من المبادئ والقيم والأخلاق المطلوبة لذلك، لكنها لا تعرف إلا القليل عن السياسات والبرامج والأساليب والأدوات التي ينبغي توفيرُها من أجل النُّهوض بجوانب الحياة المختلفة. ومن المهم أن أشيرَ إلى أن عدم الاهتمام ببحث هذه الأمور جعل تنظيرَنا للتقدُّم يتسم بالمثاليَّة ويمتلئ بالتكرار الذي يصلُ إلى حدِّ الابتذال!.

إن المطلوب على مستوى الخطاب هو أن ننتقل من (يجب) إلى (كيف)، ومن (المبادئ) و(الكلِّيَّات) إلى (الخطط) و(البرامج) و(الكيفيَّات)، فالناس يحتاجون حاجةً ماسَّة إلى من يدلُّهم على الطريق، ويساعدهم على المضيِّ فيه، ويوفِّر لهم الأدوات التي يمكن أن يستخدموها في كلِّ ذلك.

2- من المهمِّ أن يدرك صنَّاع الأفكار والمنظِّرون للتقدُّم أن هناك عقبةً كؤوداً تحول دون تحقيق تواصُلهم مع الجماهير العريضة، وتلك العقبةُ تتمثَّل في إعراض معظم الشباب المسلم عن القراءة والاطِّلاع. إذ ما الفائدةُ من الكتب العظيمة التي نؤلِّفها إذا كان الناس الذين نظنُّ أنهم يحتاجون إليها معرضين عنها؟! وما فائدةُ الأنوار الساطعة إذا كانت توقَد في دار يسكنُها العُميان؟.

نحن نخطئ كثيراً إذا كنا نظنُّ أن الناسَ بطبعهم يميلون إلى تكبُّد مشاقِّ التعلُّم والتفكير، فالأمر ليس كذلك، فحبسُ النفس على معالجة الأفكار، والجلوسُ الساعات الطويلة من أجل زيادة المعرفة الشخصيَّة... يحتاجان إلى تربية وبيئة ملائمة وإلى مجاهدة للنفس.

وفي إمكاني القول: إن إعراضَ الإنسان المسلم عن القراءة هو أحد مُفرزات التخلُّف الذي نعانيه.
وإذا أردنا التفصيل، فيمكن أن نقول: إن البيئة المنزليَّة خالية أو شبهُ خالية من التقاليد الثقافيَّة التي تمجِّد العلم، وتغرس حبَّه في نفوس الصغار، كما أن ظروفَ احتكاك معظم أبنائنا مع الكتاب في المدارس هي ظروف محبطة وسلبيَّة، أضف إلى هذا أن معظمَ الوظائف والأعمال في ديار المسلمين لا تحتاج ممارستها إلى الازدياد من المعرفة، وإذا أردنا للاستنارة العامَّة أن تتوقَّد من جديد، فلابدَّ من معالجة هذه القضايا على النحو الصحيح.
والله الموفِّق

للحديث صلة




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- أتكلم عن الاغلبية ياأخى فمعى بعض المتعلمات
mmmmmmm - llll 22-02-2007 03:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا ياأخى لاأقول إلا ما أمر الله به من الاستغفار والتوكل وأن من يتقى الله يجعل الله له مخرجا فيظنون أننى أقصد بكلامى أن مشاكلهم نتيجة ذنوبهم فيدافعون عن انفسهم بأننى مرتاحة ولاأشعر بهم ورواد المساجد عندنا لديهن مشاكل فياتين إلى المسجد للتسرى وبعضهن يستجبن ويدعون لى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2- لنرقى بثقافتنا
أبو محمود - السعودية 20-02-2007 12:16 AM
اقتباس من مشاركة الأخ (مممممم) {ومن الغريب أو من المحزن أن المتعلمات ينصرفن عنى والحقد يملؤهن ويقولون أننى ليس لدى مشاكل ومرتاحة ماديا لذلك أتفلسف أما الاميات يبقين معى ويقولون كلامك صحيح ويفرحون جدا وكل واحدة تحكى لى نتيجة التوكل }

يبدو أنك ياشيخة من الصنف (ب) الذي ذكره الدكتور بكار وعسى أن يكون خطابك الوعظي فيه من الصدق والموضوعية ولا يعتمد على استثارة العواطف فقط!

حاولي أن ترقي بثقافتك حتى تستطيعي مخاطبة الصنف (أ) واقناعهم بما تقولين

وفقك الله!
1- علموا الناس الحب فى الله
مممممممم - egypt 19-02-2007 04:45 AM

الدكتور الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على المقال الجميل وبعد
لن تستنير الأمة بدون التوحيد الصحيح وإذا عرف الناس ماهو التوحيد سينصلح حال الأمة وسييسر الله أسباب النصر فلايغرنك انتشار المظهر الدينى فالذى يعاشر الناس يدرك ان التوحيد والإيمان نادر جدا فى هذا الزمان فمن خلال تعليمى للنساء فى المسجد التجويد ، أرى كل واحدة تصف نفسها بالإيمان وهى تعتقد ذلك حقا فهى معذورة فأبدأ تفهيمها ماهو الإيمان فتقول أول مرة أسمع هذا الكلام وهو عدم الخوف من فوات الرزق والتوكل على الله وعدم الحقد على القريب الغنى ومقارنة حاله بحالى أو أولادى بأولاده وعدم الذل لزوجة الابن إذا كان الابن ينفق على أمه والتصدق والصوم وطلب الفضل من الله كل بحسب الاستطاعة وعلمتهن بفضل الله أن تصلى كلما حدثتها نفسها بشىء من امور الدنيا ، ومن الغريب أو من المحزن أن المتعلمات ينصرفن عنى والحقد يملؤهن ويقولون أننى ليس لدى مشاكل ومرتاحة ماديا لذلك أتفلسف أما الاميات يبقين معى ويقولون كلامك صحيح ويفرحون جدا وكل واحدة تحكى لى نتيجة التوكل لقد توكلت على الله فى كذا فأعطانى الله كذا لقد دعوت بكذا فاستجاب الله لى ، وكان ابنى يذهب إلى مسجد قريب وبه إخوة عاملون فى الدعوة وجزاهم الله خيرا ولكنهم جعلوه يكره الذهاب إلى المسجد فكلما رأوه يقولون له طبعا ياعم أنت غيرنا انت غنى ولاتفكر فى المستقبل فمستقبلك مضمون (ونحن لاندخر لذلك يظن الناس أننا أثرياء) فاضطر إلى الذهاب إلى مسجد آخر به شباب أثرياء.

 هل يادكتور بكار هذا من الإسلام ؟ مسجد للفقراء ومسجد للاغنياء ! أين الرجال الإخوة الذى يقول كل منهم لأخيه بارك الله لك فى مالك وأهلك أو يقول الله أعلم بالناس او يقول من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه مع العلم أن الدعوة لن تنجح بالشعارات وإنما إذا تحاب المسلمون حقا فقراء وأغنياء (إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص).

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة