• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

أسماء بنت أبي بكر نموذج للفتاة المسلمة الصالحة

أسماء بنت أبي بكر نموذج للفتاة المسلمة الصالحة
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 29/12/2015 ميلادي - 17/3/1437 هجري

الزيارات: 30614

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها

نموذج للفتاة المسلمة الصالحة[1]


بيت كريم:

في بيت أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه بمكة، نشأت (أسماء) وأمضت طفولتها وشبابها، إلى أن هاجرت في سبيل الله مع زوجها (الزبير بن العوام) في السنة الأولى للهجرة.

 

في هذا البيت الكريم العريق في النبل وكرم الأصل - شاهدت (أسماء) ظهور الإسلام، ومسارعة أبي بكر إليه، وكان طبيعياً أن يدعو الصديق أهله إلى الدين الذي آمن به، فلم تلبث (أسماء) أن أسلمت، بعد أن أسلم سبعة عشر صحابيًا، وأصبحت بذلك من السابقات في الإسلام.

 

لقد تشبعت (أسماء) بمبادئ الإسلام، ورباها أبوها على أخلاقه، فخرجت من بيته الكريم نموذجًا إسلاميًّا رائعًا للمرأة المسلمة.

 

الفدائية الباسلة:

بعد جهاد ثلاثة عشر عاماً في مكة أذِن الله لرسوله الكريم - عليه الصلاة والسلام - بالهجرة إلى المدينة، وقد احتاجت هذه الهجرة إلى تضحيات كبيرة كي يسلم الرسول وصاحبه، ويبلغا مستقرهما الجديد بالمدينة المنورة.

 

وقد حفظت السيرة الكريمة لأسماء مواقف بطولية مشرقة، فلقد كانت تحمل الطعام والماء وأخبار مكة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء إقامته في الغار، ولما كانت الليلة الثالثة خرجت إليهما تحمل من الزاد ما يكفيهما أيام سفرهما إلى المدينة. وعندما أرادت ربط الزاد لم تجد حبلًا تعلقه به، فشقت نطاقها[2] شقين، وعلقت الزاد بشق منهما، واكتفت بالشق الآخر. ولذلك سميت ((بذات النطاقين))!!

 

وما أن نجحت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، حتى أسرع إلى بيت أبي بكر نفر من قريش، من بينهم أبو جهل، يريدون أن يعرفوا وجهة الرسول وصاحبه، وخرجت إليهم (أسماء) فسألها أبو جهل عن الرسول، فرفضت الإجابة، وأعرضت عنه، فلطم خدها لطمة أطارت قرطها[3] فما وهنت ولا اعترفت.

 

ثم جاء إلى البيت أبو قحافة - جدّ أسماء - يسأل عن حالها وأخوتها، وعما ترك أبو بكر لهم، وكان أبو قحافة رجلًا أعمى, فأخذت (أسماء) كيسًا به بعض الأحجار فوضعته في الكوة[4] التي كان أبوها يضع فيها ماله، وقالت لجدها: هذا ما ترك أبي، فوضع يده، فوجده كثيرًا، فقال: لا بأس إذا كان قد ترك لكم هذا، ولم يفجعكم في ماله، كما فجعكم في نفسه، ولم تنته مواقف (أسماء) عند حادث الهجرة، ولكن حياتها حفلت بكثير من مواقف البطولة، وقد كان لها فضل الجهاد ضد الروم في موقعة اليرموك، فقد اشتركت فيها مع زوجها (الزبير) وابنها (عبدالله).

 

زوجة صابرة:

تزوجت (أسماء) بالزبير بن العوام ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وكان حينذاك فقيرًا، لا يملك إلا فرسه. وعاشت معه صابرة مجاهدة، تعمل - في البيت - عملا يدرّ عليهما رزقا يستعينان به على الحياة.

 

وقد هاجرت معه إلى المدينة على هذه الحال، إلى أن أقطع النبي صلى الله عليه وسلم زوجها أرضًا من أرض بني النضير، فحسنت حالهما بعض الشيء، إلا أنها لم تبلغ مبلغ الثراء، وقد تعودت (أسماء) الصبر والقناعة والزهد، وعلمت ابنها (عبدالله) هذه الأخلاق الفاضلة فكان - رحمه الله - كأمه زاهدًا صوامًا قوامًا.

 

أديبة عالمة:

كان أبو بكر الصديق رضى الله عنه، ملازمًا للقرآن الكريم وللنبي صلى الله عليه وسلم. وفي ظل هذا الوالد المؤمن نشأت (أسماء) وتغذى عقلها ولسانها وضميرها، فلا عجب أن تكون أديبة بليغة تقول الشعر، وتجرى الحكمة على لسانها قوية صادقة، وتملك ببيانها العذب والألباب والعقول، وتقنع محدثها برأيها الصائب. وكانت - إلى جانب ذلك - عالمة بأمور دينها محدثة تروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تسمع من كلامه الطيب. وقد روى لها الشيخان (البخاري، ومسلم) ستة وخمسين حديثًا.

 

أم مثالية:

وكانت (أسماء) أما مثالية تتحكم في عاطفتها، وتقود ابنها إلى ساحات المجد الجهاد، والدفاع عن المبدأ الذي آمن به.

 

وقد كاد ابنها (عبدالله) أن يكون خليفة للمسلمين. ولما اقتحم الحجاج بن يوسف الثقفي (نائب عبدالملك بن مروان) مكة دخل على (عبدالله) سنة 73 هـ، وتخلى عنه أكثر أصحابه، وأهله وجنوده، ولم يكن أمامه إلا الموت، أو أن يقبل الاستسلام - رأى (عبدالله) في تلك اللحظة الحرجة أن يدخل على أمه ويستشيرها - وكانت قد بلغت المائة من عمرها، لكنها كانت لا تزال على رجاحة عقلها، وقوة إيمانها، فلما سألها ابنها الرأي: أن يستسلم لأعدائه الذين يعطونه ما يشاء من الدنيا، أو يقاتل حتى يموت؟ قالت له: ((يا بني إن كنت على الحق، وإليه تدعو فامض عليه، لقد قتل خدمة دينهم وأمنهم، مهما تكن التضحيات والنتائج)).



[1] أسماء بنت أبى بكر (عبدالله) بن أبي قحافة (عثمان) بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وأمها (قتيلة بنت عبدالعزى)، قرشية من بني عامر بن لؤي.

[2] النطاق: ما تشد به المرأة وسطها.

[3] قرط المرأة: الحلق.

[4] فتحة صغيرة في الحائط غير نافذة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة