• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

الطبقات الاجتماعية في الإسلام

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 30/10/2017 ميلادي - 9/2/1439 هجري

الزيارات: 52275

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطبقات الاجتماعية في الإسلام


لا يعرف الإسلامُ نظامَ الطبقات المغلَقة؛ فالناس سواسيةٌ كأسنان المشط؛ يُصلِّي الفقير بجوار الغني، وقد يسبقه، بل قد يكون - بفقهِه - إمامًا له، ولا فرق بين أسود وأبيض، كما أن المجتمع الإسلامي يسمح لكل إنسان بالترقِّي، فقد يصبح ابن الأجيرِ وزيرًا يسبق ابنَ الثريِّ الوجيه، وهكذا.

 

بَيْدَ أن سُنة الله تعالى في الاجتماع البشري تقضي بوجود طبقات اجتماعية (ليس بالمعنى العنصري أو المغلق) لكي يتعامل المجتمع وينجز كل مهماته؛ فهناك الزارع، والصانع، والعامل، وهناك الأديب، والوزير، والعالم الكبير، وهناك مَن استطاع تكوين ثروة، وهناك خامل لم ينجح في سباق الحياة.

 

وفي كل المجتمعات توجد طبقاتٌ خاصة تتكوَّن من الأسرة الحاكمة وعلى رأسها الحاكم (هو هنا الخليفة) ورجال الدولة وأبناء البيوتات العريقة.

 

الدور الحضاري للطبقات الاجتماعية:

وباستثناءِ الهاشميين والعباسيين - لأن النبوَّة كانت فيهم - وجد في المجتمع أرباب البيوتات العريقة، وهم أصحاب الأنساب من العرب ممن كانوا قد أجريت لهم الأعطيات من بيت المال عند تأسيس الديوان.

 

كما وجد رجال الدولة من الوزراء والكتَّاب، والقوَّاد، والوُلَاة، وأمثالهم من أرباب المناصب العالية.

 

ويُمثِّل هؤلاء أبناء الطبقة الخاصة الذين يعيشون حياة كريمة، وربما مُتْرَفة؛ لضخامة إيراداتهم مِن رواتبهم وأعطيات الخلفاء لهم، وإيرادات ضياعهم ومستغلَّاتهم؛ فكانوا يسكنون القصور الفخمة، ويرفلون في أغلى الملابس وأثمن الحلي، ويتناولون ما لذَّ وطاب من طعام وشراب[1].

 

أما الطبقات العامَّة، فهم بقية الرعية، وكانوا من أصناف مختلفة، منهم أصحاب مهن راقية محترمة، وآخرون أصحاب مهن متوسطة ودنيَّة، كما كان منهم التجَّار والمزارعون والفلَّاحون، فضلًا عن العلماء في شتى العلوم، والفقهاء، والأدباء، والشعراء، والأطبَّاء، والصيادلة، وعلماء الدين، وأهل الفن، وكانوا بمواهبِهم وكفاياتهم يكسبون الأموالَ الكثيرة، وبخاصة مَن تقرَّب منهم إلى الخلفاء وكبار رجال الدولة؛ كالشعراء والأدباء.

 

وهؤلاء يُمثِّلون القاعدة التي لا يذكرها التاريخ؛ لأن التاريخ لا يرصد إلا الشذوذ، كما أن القانون لا يقع تحت طائلته إلا المجرم.

 

وكان لهذه الطبقات الدورُ الأكبر في التقدُّم الحضاري الذي وصلت إليه الحضارة العربية والإسلامية؛ إذ أسهموا في حركة الترجمة والتأليف، وكان منهم كبار الفقهاء والعلماء والأدباء والمؤرِّخين ممن نَدين لهم بالفضل.

 

وخلال هذه القرون - ولا سيما الثالث والرابع - علا شأن كثيرٍ من العلماء، وكانوا أجلَّ مِن الملوك في نفوس الناس؛ على رأسهم عبدالله بن المبارك، وأصحاب الكتب الصحاح الستة: البخاري، ومسلم، وأبو داود والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأئمة المذاهب الفقهية الثلاثة عشر: أبو حنيفة، والشافعي، ومالك، وابن حنبل، والليث بن سعد، والحسن البصري، والظاهرية، وغيرهم.

 

وكان منهم الفلاسفة والمتكلِّمون؛ مثل يعقوب بن إسحاق الكندي، وأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، الذي تمكَّن - بما وهب الله تعالى من قوة الحافظة وسرعة الخاطر - أن يلمَّ بمختلف العلوم والمعارف، وابن قتيبة عبدالله بن مسلم الذي اشتهر بمعارفه الواسعة، وابن جرير الطبري المفسِّر الفقيه المؤرخ، والبتاني محمد بن جابر بن سنان الحراني الصابي، صاحب الزيج المعروف باسمه.

 

لقد قامت على أكتاف أبناء الطبقة العامة من سكان المدن والأرياف، النهضةُ الصناعية والزراعية والتِّجارية والعلمية؛ فكان منهم الصنَّاع والحِرْفيون؛ كالبنَّائين، والنجَّارين، والحدادين، والخياطين، والحلاقين، والخبازين، والقطانين، والصباغين، والنُّحاسين، والأساكفة، والصاغة، والبقَّالين، والجزارين، والزياتين، والبزازين، وباعة الحلوى، والخضروات، ومواد العطارة، وغيرهم.

 

أما سكان الريف - وهم الأكثرية الساحقة من الطبقة العامة - فإنهم يتألفون من الفلاحين، والأَكَرة الذين يعملون في الزراعة في مواسم معينة، وعدد كبير من العبيد ممن يعملون في الزراعة كذلك[2].

 

المرأة في المجتمع الإسلامي:

أما (المرأة الحرة) - وهي في وضعها الاجتماعي وثقافتها تختلف كثيرًا عن (الجارية) - فقد تمتَّعت بوضع كريم إلى حدٍّ كبير، في صدر الإسلام، وقبل دخول الحضارة الإسلامية إلى عصر الانحدار، خلال القرن التاسع الهجري (الخامس عشر) الميلادي؛ فكانت عنصرًا فاعلًا في المجتمع، وكانت مستشارًا أساسيًّا لزوجها في معظم الأحوال، حتى ولو كان الخليفة أو الوزير، وتحفل كتب (أعلام النساء) بأعداد كبيرة من النساء اللاتي لمع اسمُهن في أنواع العلوم المختلفة؛ ولا سيما العلوم الشرعية واللُّغوية.

 

وكانت المرأة موجودةً مع الرجل في المسجد، تتعلم وتُعلِّم بنات جنسها، ولم يكن هناك - في هذه القرون - ما يعرف في عصرنا بمساجد (للذكور فقط)، ليس فيها مكان للمرأة في تركيب بنائها وتنظيمها، ولم يوجد - إلا متأخرًا - فقهاء شواذ لا يفهمون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((وبيوتهن خير لهن))؛ لكيلا تهمل المرأة زوجها وأولادها وبيتها، وأن الأصل الذي لا يجوز الاعتداء عليه أو تحريفه هو قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله))، فضلًا عن دليل السُّنة العملية في عهده وفي العهود التالية؛ فقد كانت المرأة تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم، وتطالب بتخصيص وقت لتعليمها؛ لأن الرجال غلبوهن في مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كانت تجادل عمر في المسجد.

 

وفي موسوعة المقري - (نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب) - حشدٌ لعدد كبير من النساء الأديبات والشاعرات والمثقفات والفقيهات في الأندلس، ومثل ذلك كان في المشرق، وفي موسوعات (أعلام النساء) تراجم لنساء عمِلن في كل مجالات الإبداع والعطاء المنسجم مع فطرتهن ومع حدود الإسلام الشرعية.



[1] أحمد عبدالباقي: معالم الحضارة الإسلامية، ص (44، 45).

[2] المرجع السابق ص ((50).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة