تفسير سورة إبراهيم للناشئين (الآيات 1 - 18)

تفسير سورة إبراهيم للناشئين

( الآيات 1 - 18 )

معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (5) من سورة «إبراهيم»:

﴿ الر: ﴾ الله أعلم بمراده بذلك، وقال بعض العلماء: هي حروف للتحدِّي والتعجيز، ودليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب.

﴿ بإذن ربهم ﴾: بأمره أو بتيسيره وتوفيقه لهم.

﴿ العزيز ﴾: الغالب أو الذي لا مثل له.

﴿ الحميد ﴾: المحمود.

﴿ ويل ﴾: هلاك أو حسرة أو واد في جهنم.

﴿ يستحبون ﴾: يختارون ويفضلون.

﴿ يبغونها عوجًا ﴾: يطلبونها معوجة أو ذات اعوجاج.

﴿ بلسان ﴾: بلغة.

﴿ بأيام الله ﴾: بنعمه، أو ما أصاب به الأمم السابقة.

1 - تبدأ الآيات بالحديث عن القرآن المعجز، وأنه أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج البشرية من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والإيمان.

2 - ثم تبيِّن أن الله سبحانه وتعالى هو المالك لما في السموات والأرض، وتتوعد الكافرين بالهلاك والعذاب، وتصفهم بالضلال لأنهم يفضلون الحياة الفانية على الحياة الباقية، ويصرفون الناس عن دين الإسلام، ويطلبون أن يكون هذا الدين معوجًّا؛ ليوافق ميولهم وأمزجتهم.

3 - ثم تبيِّن أن الله سبحانه وتعالى أرسل كل رسول بلغة قومه؛ ليوضح لهم شريعة الله، أما الهداية أو الإضلال فهما بيد الله سبحانه وتعالى العزيز في ملكه، الحكيم في صنعه.

4 - ثم تتحدث عن إرسال الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام بالمعجزات الدالة على صدقه، وأمره أن يُخرج بني إسرائيل من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والتوحيد.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (5) من سورة «إبراهيم»:

1 - رسالة كل رسول كانت خاصة بقومه، أما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهي رسالة عامة للعالمين إلى يوم القيامة.

2 - أثر القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم في إخراج الناس مما كانوا فيه من الضلال والجهل إلى الهدى والرشد ونور الحق.

3 - الله سبحانه وتعالى هو الهادي لمن قدر له الهداية على يدي رسوله المبعوث بأمره عز وجل.

4 - من لطف الله سبحانه وتعالى ورحمته بالناس أنه يرسل إليهم رسلاً منهم وبلغاتهم؛ ليفهموا عنهم ما يريدون، وما أرسلوا به إليهم.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (6) إلى (10) من سورة "إبراهيم":

﴿ يسومونكم ﴾: يذيقونكم ويكلفونكم.

﴿ يستحيون نساءكم ﴾: يستبقون بناتكم للخدمة.

﴿ بلاء ﴾: ابتلاء واختبار بالنعم والنقم.

﴿ تأذَّن ربكم ﴾: أعلم إعلامًا لا شبهة معه.

﴿ نبأ ﴾: خبر.

﴿ فردُّوا أيديهم في أفواههم ﴾: عضُّوا على أصابعهم تغيظًا من الرسل وكلامهم.

﴿ مريب ﴾: موقع في الشك والقلق.

﴿ فاطر ﴾: خالق ومبدع ومخترع.

﴿ بسلطان ﴾: بحجة وبرهان على صدقكم.

﴿ مبين ﴾: ظاهر واضح.

1 - تذكر الآيات دعوة موسى عليه السلام لقومه، وتذكيرهم بنعم الله عليهم حين نجَّاهم من آل فرعون، وما كانوا يفعلون بهم من ذبح وإذلال، ويرغبهم في شكر الله، ويحذِّرهم من الكفران.

2 - ثم تقص علينا ما حدث للسابقين الذين أعرضوا عن رسلهم، وكفروا بما أرسلوا به، وتحذير الرسل لهم من الشك في الله، ولفت أنظارهم إلى عجائب قدرته وإبداع خلقه، مما يدعو إلى الإيمان بالله وبكتبه وبرسله، فما كان من أقوامهم إلا الانصراف عنهم بدعوى أنهم بشر مثلهم لا فضل لهم على غيرهم، ولن يتركوا ما كان يعبد آباؤهم من الآلهة.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (6) إلى (10) من سورة «إبراهيم»:

1 - إنكار نعم الله وعدم شكره عليها كفر بالنعم يشبه الكفر بالله عز وجل.

2 - شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه يزيدها، ويحفظها.

3 - اختبار الله سبحانه وتعالى لعباده يكون بالحسنات والطيبات والنعم كما يكون بالسيئات والمحن والشدائد.

4 - الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى والاعتراف به ضروري في الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها، ولكن قد يشك البعض فيضطر إلى النظر في الأدلة الموصلة إلى معرفة وجود الله سبحانه وتعالى ولذلك أرشدت الرسل الناس إلى طريق معرفته سبحانه وتعالى ولفتت أنظارهم إلى مخلوقات الله وإبداع صنعه؛ ليؤمنوا أنه لا إله إلا هو.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (11) إلى (18) من سورة "إبراهيم":

﴿ إن نحن ﴾: ما نحن.

﴿ يمنّ ﴾: يتفضل.

﴿ في ملتنا ﴾: في ديننا.

﴿ مقامي ﴾: مقامه وموقفه بين يدي الله للحساب.

﴿ وعيد ﴾: وعيدي بالعذاب.

﴿ استفتحوا ﴾: طلب الرسل من الله النصر على الظالمين.

﴿ خاب كل جبار ﴾: خسر وهلك كل متعاظم متكبِّر.

﴿ عنيد ﴾: معاند للحق، مخالف له.

﴿ صديد ﴾: ما يسيل من أجساد أهل النار.

﴿ يتجرعه ﴾: يحاول بلعه بصعوبة لشدة حرارته ومرارته.

﴿ لا يكاد يسيغه ﴾: لا يكاد يبتلعه لشدة كراهته ونتنه.

﴿ يوم عاصف ﴾: يوم تهب فيه الريح هبوبًا شديدًا.

1 - تبيِّن الآيات رد الرسل على المكذِّبين من قومهم بأنهم ليسوا إلا بشرًا مثلهم، ولكن الله سبحانه وتعالى يتفضل على من يشاء من عباده بالرسالة والنبوَّة، ولا نستطيع أن نأتيكم بحجة وبرهان على وفق ما طلبتم إلا بإذنه سبحانه وتعالى وعلى الله - وحده - فليتوكل المؤمنون في جميع أمورهم.

2 - ثم تخبر عمَّا توعدت به الأمم الكافرة رسلهم من الإخراج من أرضهم والنفي بعيدًا عنهم، أو يعودون لاعتناق دينهم، فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى رسله بأنه سيهلك الظالمين، ويسكنهم الأرض من بعد الهالكين هم ومن آمن معهم، وسوف يدخلون جهنم ويسقون فيها من ماءٍ صديد يقطع الأمعاء، ومع هذا العذاب فلا يذوقون الموت، بل يخلدون في عذاب مؤلم من بعده عذاب آخر أصعب وأشد وأغلظ.

3 - ثم تسوق مثلاً لأعمال الكفار الذين عبدوا مع الله غيره، وكذبوا رسله، وبنوا أعمالهم على غير أساس صحيح، فتلاشت وانهارت مثل الرماد الذي جاءت ريح شديدة فلم تبق منه شيئًا.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (11) إلى (18) من سورة «إبراهيم»:

1 - أهمية الصبر والتوكل على الله في الدعوة إلى دين الله وفي جميع الأمور.

2 - لا ثواب في الآخرة للكافرين على ما عملوا في الدنيا؛ لأن أعمالهم فيها كانت على غير أساس صحيح، فالإيمان شرط لقبول الأعمال الصالحة، والإثابة عليها في الآخرة.