• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

التكافل الاجتماعي وأساسيات الحياة

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 31/8/2013 ميلادي - 24/10/1434 هجري

الزيارات: 16371

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التكافل الاجتماعي وأساسيات الحياة


كفَل الإسلام بتعاليمه لكل الناس الذين يعيشون في المجتمع الإسلامي - مسلمين كانوا أو غير مسلمين - أساسياتِ الحياة، وتعاليمُ الإسلام ذات طابع إنساني عام يتَّصل بتقدير القيمة الإنسانية نفسِها، بل وحتى الحيوانات والطيور حثَّت تعاليمُ الإسلام على الرحمة بها، وتوفير حقوق الحياة لها، والإحسان إليها، فكيف بالإنسان؟!

 

ومِن هذه الأساسيات التي ضَمِنها الإسلام:

1- أمْن السِّرب[1]:

ويتمثَّل هذا اللون في حماية الدم، والعِرض، والمال؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجَّة الوداع: ((ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم؛ كحُرمَة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا))، ومِن ثمَّ فقد ظلَّلالإسلام بحمايته ورعايته هذه القضايا الثلاثَ، وأمر بالضرب على أيدي المُعتدين، وفرَض عليهم عقوباتٍ رادعةً، وأقام حدودًا لأيِّ عُدوان، أو ارتكاب جريمة؛ مِن سفك دم، أو قتل نفس حرَّم الله قتلَها إلا بالحق، أو سرقة، أو اغتصاب، أو قطع طريق، أو زنًا بامرأة، وليست الشدَّة "المزعومة" في الحدود الإسلامية إلا تقديرًا من الإسلام لحقوق الحياة الأساسية، وضربًا على أيدي العابثين بها، المعتدين عليها.

 

2- أمن الصحة:

ويتمثَّل في الحفاظ على صحة المجتمع؛ باعتبارها وحدة واحدة لا تتجزأ؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يُورِدَن مُمرض على مُصِح))[2].

 

وقال: ((إذا سمعتم الطاعون بأرض قوم، فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بها، فلا تَخرجوا منها))[3]، وهذا هو الحَجْر الصحِّي بمعناه الصحيح، ومِن مميزات الإسلام أن أول أبواب الفقه فيه "باب الطهارة"، بينما كان بعض رجال الدِّين اللاهوتيين في العصور الوسطى يتباهون بأن المياه لم تمسَّ أجسادهم لسنوات طويلة!

 

3- أمن القُوت:

إن واجب الدولة الإسلامية ضمان القوت للمجتمع الإسلامي، فالله - سبحانه - يخاطب المؤمن بفعل الأمر: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].

 

وتوفير القوت للمسلم ولغيره - بل للحيوانات - فرضٌ مِن الفروض الإسلامية، يؤخذ مِن القادرين بقوة الشريعة وبصلاحيات الحاكم؛ ففي المال حقوق غير الزكاة تؤخذ بحيث تَكفي المُجتمع.

 

4- أمن التعليم:

فمِن واجب الدولة الإسلامية أن تعمل على إشاعة التعليم بين أفراد طبقات المجتمع الإسلامي، وقد جاءت أول كلمة في القرآن فعل أمر بالقراءة، وجاءت آثار كثيرة تأمر بطلب العلم وتجعله فريضة، وعلى المجتمع المسلم تطبيقُ هذه الأوامر من خلال آليات ونظُم مختلفة تناسب كل العصور، وتستفيد مِن إنجازات التطور العلمي.

 

5- أمن الكوارث[4]:

ويُقصَد به مواجهة الكوارث العامة التي قد تقَع في المجتمع؛ كالزلازل، والفيضانات، والأمراض الفتاكة، سواء باتخاذ التدابير لحماية الناس منها، أم بالوقوف مع الناس بما يُصلِحهم عند وقوعها.

 

6- أمن الدِّين:

فالحفاظ على الدين هدفٌ وواجب ورسالة، بل هو خصوصية الأمة وقضيتها وجوهر عملها، وبغيره تَفقد رسالتَها إلى العالم، وتكون مؤهَّلة للذوبان في غيرها، وتعيش في ضنك وفِتن وهزائم؛ كما هو واقعها عندما تخلى كثيرٌ منها عن منهج الإسلام في السياسة والاقتصاد والاجتماع في العصر الحديث بعد نجاح الغزو الفكري والحضاري لها، فالحفاظ على الدين في داخل المجتمعات الإسلامية - صغيرة أو كبيرة - أساسٌ مِن أسُس البقاء، كما أن نشره بين الناس واجبٌ إسلامي عام.

 

• ومع تطوُّر أساليب الحياة، وتعاظُم التحديات، قد يُصبِح مِن أساسيات الحياة امتلاكُ الأمة والأفراد كثيرًا مِن الأشياء التي يَحمون بها وجودَهم، وإلا تعرَّضوا للفناء والحكْم بالإعدام عليهم مِن قِبَل أعدائهم، فلم يكن ملكية باكستان للقنابل الذرية ترفًا، ومن الواجب على العرب - في مواجهة إسرائيل - أن يمتلكوا هذه القنابل، وإلا كانوا في حكم الذين لم يأخذوا حِذْرَهم، ولم يُعدُّوا ما يستطيعون مِن قوة؛ يرهبون بها أعداء الله وأعداءهم.

 

• والأمر نفسُه قد يكون في التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت ووسائل الإعلام، التي أصبحَت أدوات للحفاظ على الوجود والحياة في عصرنا، ولمواجهة القوة التي لا ترحم الضعفاءَ؛ لأنها - أصلاً - لا تعرف الرحمة، حتى وإن كرَّرتْ في كل يوم ألف مرة عبارات الرحمة والحبِّ والشفقة.



[1] هذا المصطلح مقتبس مِن قوله - عليه السلام -: ((مَن بات آمنًا في سربه، عنده قُوت يومه... إلخ)).

[2] رواه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه.

[3] رواه أحمد.

[4] د. محمد الصادق عفيفي: المجتمع الإسلامي وحقوق الإنسان (ص: 97)، وما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة