• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

التكامل بين أمراء المماليك والعلماء في مقاومة التتار

التكامل بين أمراء المماليك والعلماء في مقاومة التتار
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 4/6/2013 ميلادي - 25/7/1434 هجري

الزيارات: 10941

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التكامل بين أمراء المماليك والعلماء في مقاومة التتار


لم تكد جحافل الصليبيين تنحصر عن الشرق الإسلامي، حتى نكب العالم الإسلامي بمحنة أخرى أشد وأقسى، إنها محنة الغزو الكاسح المدمر الذي شنَّه التتار القادمون من بلاد منغوليا شمال شرقي آسيا.

 

وفي سنة (616هـ) استولى المغول على مدينة بُخارى، وفي العام التالي استولوا على سمرقند، وأخضعوا سائر بلاد ما وراء النهر التي كانت تشكل قسمًا من الدولة الخوارزمية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد توغلت قوات المغول في بلاد خراسان، واستطاعت أن تسيطر على كل من بلخ، ومرو، ونيسابور[1].

 

كان العالم الإسلامي في ذلك الوقت - بعد موجة صلاح الدين التوحيدية - قد انقسم على نفسه، وعاد سيرته الأولى حتى داخل البيت الأيوبي، فسادته صور مريرة من الصراع والإقطاعات المتنافسة التي كانت تسمى (بالإمارات)، وغابت روح الإسلام الموحدة، وحلَّت نَعرات عنصرية وعشائرية مكانها.

 

وفي ظل هذا الوضع استطاع المغول - بعد أن قضوا على ما وراء النهر وخراسان، وأذربيجان وطبرستان، والري وهمذان - أن يقضوا على دولة السلاجقة في آسيا الصغرى وأرمينية، ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى زحفوا على عاصمة الخلافة العباسية بغداد، وأسقطوها بعد مقاومة لا تذكر، وأنهوا خلافة العباسيين في العراق سنة 656هـ، وسفكوا الدماء بطريقة وحشية لم تحدث في تاريخ الحروب من قبلُ، وزحفوا من بغداد إلى الشام التي كانت تحت سيطرة الزعيم الأيوبي الضعيف الملك الناصر، فاستولوا على حلب وحماة ودمشق بسهولة ويُسر.

 

وبحكم المسيرة الطبيعية كان لا بد أن يسير التتار من الشام متوجِّهين نحو مصر؛ ليذيقوها الدمار الذي أذاقوه لبقية بلاد المسلمين، وقد كان أمير مصر المظفر سيف الدين قطز، قد أ درك أن التتار سيهاجمون مصر بالضرورة، وقد صدق إدراكه، فلم يلبَث أن جاءته رسالة من هولاكو، نقتطف منها ما يلي: "من ملك الملوك شرقًا وغربًا الخاقان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض، ورافع السماء، يعلم الملك المظفر قطز الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم، يتنعمون بإنعامه، ويقتلون من كان بسلطانه، بعد ذلك يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية، وما حولها من الأعمال، أنا نحن جند الله، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مُزدجر، فاتعظوا بغيركم، وأسلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم مَنْ بكى ولا نَرِق لمن شكا، وقد سمعتُم أننا قد فتحنا البلاد وطهَّرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد[2].

 

والرسالة - كما نرى - تكشف عن الخراب الذي عمَّ العالم الإسلامي وحضارته على يد المغول، وهم يتباهون به، ويعتبرون هذا الخراب رسالتهم، وأنهم خُلِقوا من سخط الله؛ ليؤدب الله بهم المتهالكين على الدنيا، المتقاتلين على أهداف صغيرة، المتنابذين لأتفه الأسباب.

 

وقد كاد خرابهم يعم لولا أن جمع الله قلوب المماليك والشعب المصري على الجهاد، ووقف عالم فذٌّ من علماء الإسلام هو العز بن عبدالسلام الذي أهاب بالجميع أن يموتوا ذَودًا عن دينهم، وأهاب بالمماليك أن يتنازلوا عن امتيازاتهم، وبالشعب أن يندفع إلى الجهاد بالدم والمال.

 

وعندما طلب منه الأمراء المماليك أن يدعو طبقات الشعب إلى البذل والعطاء في سبيل الجهاد، رفض الشيخ وقال: إن على الأمراء أن يكونوا القدوة، وأن يبدؤوا بأنفسهم في البذل والعطاء؛ حتى يتأسى بهم الناس، وقد حاول الأمراء المماطلة وقالوا: ليس عندنا أموال، فاطلب من الناس أن يتبرعوا لنا، وللجيش، قال الشيخ: لا حتى تُخرجوا ما عندكم، وما في قصوركم من الذهب والفضة، وما عند نسائكم من الحُلِي، وأن تُخلصوا في البذل لله وحده؛ ليأتيكم منه النصر.

 

وحرَّك قلوبهم، فتنبه فيها الإيمان، فأخرجوا ما عندهم، ورأى الناس ذلك، فتسابقوا إلى البذل والجود، وكثُرت الأموال، فأعدُّوا العُدة، وجمعوا السلاح، وأقيمت معسكرات التدريب في كل مكان، واهتزَّت البلدة بالهتاف والتكبير، حتى لكأن كل مصري قائد مظفَّر، وحتى صار كل مصري يشتهي الوصول إلى المعركة[3].

 

وكان النصر في موقعة عين جالوت (658هـ) بفضْل هذا التكامل بين العلماء والأُمراء، وبفضل شعار وإسلاماه الذي رفعه سيف الدين قطز - رضي الله عن الجميع.



[1] د. حامد غنيم؛ الجبهة الإسلامية، ج3، ص 24، طبع مصر.

[2] السلوك؛ للمقريزي، ج1 / ق2 / 427 - 429، (نقلاً عن وثائق الحروب الصليبية والمغول؛ للدكتور محمد ماهر حمادة 354) طبع بيروت.

[3] علي الطنطاوي؛ رجال من التاريخ، ص 202، طبعة مؤسسة الرسالة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة