• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

رسالات السماء بين الدين والجنس

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 15/1/2013 ميلادي - 3/3/1434 هجري

الزيارات: 9288

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رسالات السماء بين الدين والجنس


كان اليهود - بالدِّين الصحيح الذي أنزله الله على موسى - الأمةَ المفضَّلة على العالمين، فلما خان اليهودُ أمانةَ الوحي، وحوَّلوا الأمر إلى أفضليةٍ عنصرية، حوَّل الله الوحيَ عنهم إلى المسلمين العرب، وجعلهم بالرسالة خيرَ أمة أُخرِجت للناس، لكن الإسلام يرفض أن يكون ذلك مرتبطًا بالجنس، بل يأمر بوضوح أن يكون ذلك مرتبطًا بالعقيدة الصحيحة والأخلاقيات والقيم، فلا خيرية إلا بالقيم المفتوحة لكل الناس، ولا يسمح القرآن بالظلم أو بالاستعلاء؛ اعتمادًا على هذه الخيرية المشروطة، بل يفرض الأدبَ والحوار الأخلاقي مع الجميع: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ ﴾ [آل عمران: 64]، ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 24].

 

ويأمر المسلمين بأن يتركوا أمر الفصل النهائي في الأفضلية لله هناك في الآخرة، وليس في هذه الدنيا، وأن يلتزموا بالأدب مع مخالفيهم، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108].

 

ومأساة الإنسانية المعاصرة تتجسد في موقفين:

1- موقفُ أهلِ التوراة القويُّ المنظم، والفاعل والمؤثِّر والعالمي، والآخذ بكل أسباب القوة والهَيْمَنة، وهم الذين يَفرِضُون المفهوم العنصري الاستعلائي اللاقيمي على العالَم، وتبدو الحضارة الأوربية مخدَّرةً ومغيَّبة أمام الضغط التوراتي الصِّهْيَوْنِي!

 

2- وموقفُ المسلمين المنهزمُ المتخاذِل المتآكل داخليًّا، والمتصارِع بين أجزائه سياسيًّا وفكريًّا، والمتخلِّف حضاريًّا، (وهم أهل القرآن الذي يحمل مشروعًا إنسانيًّا عامًّا غير عنصري).

 

وهذه المأساة الإنسانية المتجسِّدة في هذا الخلل، تجعل أصحاب الموقف الأول يمتدُّون في فراغ دون مقاومة تُذكَر، ودون وجود حقيقي للطرف الآخر؛ بحيث يلفت إليه أنظار العالَم الذي يشعر بالأزمة الإنسانية المعاصرة، ويكتوي بنارها، ويكاد يبصر آفاقَ المستقبل المظلم الذي ينتظره.

 

وليس ثمة من أمل في إنقاذ سفينة البشرية إلا بيقظة إسلامية تكفل وعي المسلمين بذاتهم وحقيقتهم ورسالتهم، كأمة شهيدة على الناس؛ ابتعثها الله لتُخرِج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضِيقِ الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة، وتأخذ أيضًا بكل أسباب القوة المادية والنُّظُميَّة الموجودة في الحضارة الأوربية، وتضيف إليها الأبعاد العقدية والقيمية والتشريعية، المنبعثة عن التصور الإسلامي، وتَمزُجهما في رؤية حضارية واحدة، ومشروعٍ إنساني يقدِّم البديلَ الحضاري لكل الناس!

 

إن الديانة اليهودية - من خلال التوراة والتلمود والبروتوكولات - تقدِّم مشروعًا عنصريًّا يُظهِر خلاف ما يُبطِن، بل إن فيما يظهره قدرًا كافيًا يؤكِّد عدم اهتمامه بالإنسانية، بل نظرته إليها نظرة دونية؛ بحيث تبدو الإنسانية بالنسبة لليهود كالأبقار بالنسبة للآدمي، فعلى الأُمَمِيِّين أن يعملوا، ولليهود أن يأخذوا نتائج هذا العمل، ولليهوديِّ أن يسرق مال غير اليهودي، والفرق بين درجة الإنسان والحيوان هو بقدر الفرق بين اليهود وغير اليهود، ويصرَّح لليهودي أن يغش غير اليهودي، ومن العدل أن يقتل اليهودي كلَّ أممي - (أي غير اليهودي) - لأنه بذلك يقرِّب قربانًا إلى الله، وأخيرًا، فالهدف من خلق غير اليهود (خدمة اليهود)، وقد مُنحوا الصورة البشرية ليسهل التعامل معهم[1].

 

هذه بعض قَسَمات الرؤية اليهودية للإنسانية، أما الرؤية الإسلامية، فهي رؤية (مساواة قائمة على العدل، ومرتبطة بالعدل لا تنفك عنه)، وهي مبثوثة في آياتٍ قرآنية كثيرة، وأحاديثَ نبويةً، وشواهدَ تاريخية، ونكتفي منها هنا بهذه الآية الكريمة التي تعد قانونًا شاملاً، وخطابًا إنسانيًّا عامًّا، وميزانًا عادلاً ثابتًا ينتظم كل الناس، يقول الله في القرآن الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]؛ فالناس جميعًا سواسية، واختلافهم للتعاون والتعارف، والتفضل بالعمل المقرون بالصلاح، وحسابهم - بعد ذلك - على الله، وأما اختلاف الألوان والأجناس، فلا قيمة له أمام عدل الله وشريعته وموازينه التي تزن الأمور بميزان عادل دقيق: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].



[1] فؤاد حسنين علي: اليهوديّة واليهوديّة المسيحيّة ص272 - نشر معهد البحوث والدراسات العربيّة - سنة 1968م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- إشكالية العنوان
محمد صاحب بابا - العراق 19-01-2013 10:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما قرأت عنوان مقالتكم تبادر إلى ذهني فورا ان المقصود من كلمة ( الجنس ) هي ( الغريزة الجنسية ) ولكن بعد الانتهاء من القراءة تبين أنه قد التبس علي المعنى , اذ كان المقصود الذي اردتموه هو الجنس البشري . أنا هنا فقط اسجل ما التبس علي والباقي اتركه لكم مع فائق احترامي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة