• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

الدور العالمي للإسلام في العصر الحديث

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 12/12/2012 ميلادي - 28/1/1434 هجري

الزيارات: 11469

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدور العالمي للإسلام في العصر الحديث

 

لن يستطيع المسلمون الخروج من مشكلاتهم الصغيرة والجزئية والمبعثرة في أكثر أركان فكرهم وحياتهم - إلا بالإصرار على رفْض التمزُّق الداخلي، والانهيار النفسي الذي تُحدثه هذه المشكلات.

 

ولن يتم لهم ذلك إلا بالإحساس بمسؤولية كونية وعالمية، ليس تُجاه أنفسهم ومجتمعاتهم فحسب، بل تجاه الإنسانية كلها، وهذا ما تحدِّده لنا الآية الكريمة: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة: 143]، وكما يقول المفكر الهندي المسلم (وحيد الدين خان): "فإنه لم يوجد عصر من العصور تفتَّحت فيه آفاق العمل لرسالة الإسلام العالمية مثل القرن العشرين، بفضل النتائج الدنيوية لثورة الإسلام التوحيدية".

 

فهناك كل أنواع التأييد للفكر الإسلامي والتصور الإسلامي للكون والحياة، تقدِّمها العلوم الإنسانية التي تَندرج تحتها علوم النفس والاجتماع، والتاريخ والتشريع، كما أن ما اكتُشِف من حقائق الكون قد دحَض بعض الأساطير التي قدَّمتها الأديان الأخرى، وأكَّدت - في الوقت نفسه - أحقِّيَّة الدين الوحيد الجدير بهذه التسمية، وهو الإسلام.

 

ومما قدَّمه العصر من وسائل العون للدعوة الإسلامية والحضارة الإسلامية:

• شيوع حرية الرأي والبحث.

• شيوع تدبُّر ظواهر الكون وتسخيرها.

• شيوع المنهج العلمي والفكر التاريخي الذي قضى على الأسطورة والفكر الخرافي.

• توفر الوسائل الإعلامية؛ كأجهزة الإعلام السمعية والمرئية والمطبعة.

 

وثمة جانب آخرُ خطر، يساعد تحوُّل المسلم إلى رسول حضارة إنسانية في هذا العصر، بحيث ينظر إليه على أنه المنقذ من خطر الفناء الإنساني الشامل، وهذا الجانب يتمثل في الأوضاع التي انتهت إليها الحضارة الأوربية التي تُوشك أن تقضي على إنسانية الإنسان ومستقبله.

 

ففي ظل هذه الحضارة، لا ندري إلى أين نحن سائرون، ولكننا نسير كما عبَّر الشاعر الأمريكي (بينيه)، أما (رينيه دوبو)، فيعبِّر عن هذا الانهيار في كتابه (إنسانية الإنسان)، ويصف الحضارة الأوربية في كلمات قليلة: "كل حياة شخصية ناجحة، وكل مدينة ناجحة عمَّتْها أجهزةٌ منظمة من العلاقات التي تصل الإنسان بالمجتمع وبالطبيعة، وهذه العلاقات الأساسية تضطرب بسرعة وعمقٍ الآنَ؛ بسبب الحياة العصرية التي نحياها، والخطورة ليست مقصورة فقط على اغتصابنا للطبيعة، بل في تهديدنا لمستقبل البشرية نفسها".

 

وعن (دوبو) ننقل كلمة رئيس بلدية (كليفند) متهكمًا: "إذا لم نكن واعين، فسيُذكرنا التاريخ على أننا الجيل الذي رفَع إنسانًا إلى القمر، بينما هو غائص إلى رُكبته في الأوحال والقاذورات".

 

ولن نستطيع تتبُّع ما قاله كل المشخِّصين لحضارة أوربا من أبنائها، وذلك كـ(ألكسيس كاريل) في كتابه (الإنسان ذلك المجهول)، أو أرنولد توينبي في دراسته للتاريخ، أو (إشبنجلر) في كتابه (عن أقوال الغرب)، أو روجيه جارودي في كتابه (حوار الحضارات)، أو (كونستاتنان جورجيو) في قصته (الساعة الخامسة والعشرون)، وهي الساعة التي يرمز بها جورجيو إلى أُفول الحضارة الأوربية وانهيارها، واكتساح حضارة جديدة قادمة من الشرق: "حيث يَكتسح رجل الشرق المجتمع الآلي، وسيستعمل النور الكهربائي لإضاءة الشوارع والبيوت؛ لكنه لن يبلغ به مرتبة الرقيق، ولن يرفع له معابد وصوامع كما هو الحال في بربرية المجتمع الآلي الغربي، إنه لن يضيء بنور (النيون) خطوط القلب والفكر، إن رجل الشرق سيجعل نفسه سيدًا للآلات والمجتمع الآلي".

 

إن الفكر الإنساني المتحرر المستوعب لأزمة الحضارة المادية التي تكاد تَخنق إنسانية الإنسان، وتدمِّر الجنس البشري، هذا الفكر الإنساني سيجد في الصياغة الإسلامية للحضارة المحضن والملاذ والمَلجأ، لكن المهم أن يُدرك المسلمون دورهم، ويخطِّطوا له، ويستغلوا الإمكانات المتاحة للدعوة في هذا العصر، ويتقدموا بقلبٍ واثق مؤمنٍ، وعقل قوي مُنفتح إلى الساحة التي تناديهم: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 4، 5].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة