• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

الإعجاز القرآني التاريخي في استعمال لقب (الملك)

الإعجاز القرآني التاريخي في استعمال لقب (الملك)
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 9/9/2020 ميلادي - 21/1/1442 هجري

الزيارات: 13771

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإعجاز القرآني التاريخي في استعمال لقب (الملك)


هناك إعجاز تاريخي واضح ينفرد به القرآن في حديثه عن قصة يوسف (عليه السلام).


فعلى الرغم من أن المنهاج القرآني في التعامل مع التاريخ لا يلجأ إلى التحديد التاريخي، والزماني؛ المفصل للوقائع، ويكتفي بالإشارة الإجمالية الضرورية؛ التي تجعل الوقائع موصولة بزمان ومكان محددين؛ وليس بتجريدات هلامية.. بعيداً عن التحديد الزماني الضيق؛ الذي يلتزم به المؤرخ؛ نظراً لأنه لا يريد حصر مضامينه في المناخ التاريخي، ونظراً لتباين المؤرخين الدائم والمستمر في اجتهاداتهم؛ حتى في تواريخهم القريبة منهم، والمعاصرة لهم، وهو ما يكون من شأنه تعريض القرآن للتكذيب من بعضهم..


مع ذلك.. وعلى الرغم من أن القرآن يكتفي بذكر الأزمان الضروري ذكرها.. إلا أنه على الرغم من هذا المنهج الذي يعتمده القرآن في التعامل مع التاريخ والزمان، كما يعتمده - في رأينا - مع كثير من العلوم الأخرى التي يقدم بعض صور السبق الإعجازيّ فيها.. مقدماً المفاتيح والإشارات والتلميحات ليترك للعقل وتطور العلم - مساحة اجتهادية كافية... وحتى لا يصادر حق العلم في البحث والتطور.


على الرغم من هذا إلا أننا نجد قصة يوسف في القرآن قد حسمت قضية تاريخية اختلف حولها المؤرخون... لقد أثبتت السورة صحة الرأي القائل بأن يوسف دخل إلى مصر، وبعده أسرته في عهد الرعاة (الهكسوس)؛ حيث أطلقت على الحاكم مصطلح (ملك)، ولم تطلق مصطلح (فرعون) الذي وقع فيه كتاب التوراة.


إنَّ ثمة أغلبية من المؤرخين والأثريين قد انتهت إلى هذا الرأي.. فالمؤرخ المصري الأثري الشهير (أحمد كمال) في كتابه (العقد الثمين)، والأثري الكبير (شاروبيم) في كتابه (الكافي) - قد انتهيا إلى أن نزوح يوسف ويعقوب إلى مصر قد وقع حوالي القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أي في عهد حكم الهكسوس العرب؛ الذين تسربوا إلى مصر من سيناء وفلسطين.. وقد أضاف المؤرخ المصري (سليم حسن) أن جماعات من الخابيرو قد تسربت مع الهكسوس إلى مصر.


♦ ومن هؤلاء الخابيرو يعقوب وأسرته...


♦ وكما كان حكم الأسر الفرعونية قبل الهكسوس شاملاً لفلسطين، وأنحاء أخرى من بلاد الشام، كذلك كان حكم الهكسوس [1] إلا أن الهكسوس، وهم غزاةٌ وافدون، قد احترموا تقاليد الحكم السابقة، فلم يسموا أنفسهم بالفراعنة؛ وإنما أطلقوا على أنفسهم لقب "ملوك"... وعدَّهم مؤرخو التاريخ القديم، وعلماء الآثار حلقة انقطاع في سلسلة الأسرات الفرعونية الحاكمة.


وثمة دليل آخر يقدمه باحث معاصر، فقد كان الفراعنة حكام مصر يعدون أنفسهم آلهة، وكثيراً ما حملوا لقب الإله، أو ابن الإله [2]، إلا أننا لا نجد لهذا ذكراً، ولا أثراً في الفترة التي كان فيها يوسف في مصر.. كما لا تدلّ عليه مسيرة الأحداث بين يوسف وملك مصر.. بل على العكس نجد ملك مصر قد فوَّض يوسف في كل شيء.. كما أن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بعقيدة إله الشمس، أو الإله رع، وكان الفراعنة يدّعون أنهم آلهة الشمس، أو أنهم ممثلو ألوهيتها في الأرض...


ويرى الدكتور/ رشدي البدراوي: أن يوسف جاء إلى مصر في عصر الهكسوس خلال حكم الأسرة السادسة عشرة... وقد اكت-ُشف شاهد في مقبرة كتب عليه اسم (فوتي فارع)؛ الذي يعني (عطية الإله رع)، والمذكورة في التوراة باسم (فوطي فار) وهو عزيز مصر [3]، ويؤكد هذا الاتجاه الدكتور/ محمد بيومي مهران في دراساته عن هذه الفترة [4].


وبأسلوب تقريري يؤكد د/ أحمد شلبي أن هذه الفترة كانت عصر خضوع مصر لحكم الهكسوس، وقد أكد (لوح كامس) المكتشف عام (1945م) الصراعات بين المصريين الساعين لتحرير بلادهم، وبين الهكسوس، ويذكر (السير ألان جاردينر) أن هذا اللوح (كامس) أهم مستند تاريخي في القرن العشرين، وقد انتصر (كامس) في بعض الحروب؛ لكن الهكسوس ظلوا يسيطرون على جنوب الوادي، ومساحة كبيرة من شمال الوادي.


ويقول د/ شلبي: "إنه في عهد يوسف كان السلطان في مصر لرعاة العماليق (الهكسوس)، وكانت حركات المواطنين لا تفتأ تعمل للإيقاع بالهكسوس، وقد تخبّط العماليق الهكسوس فتعاونوا مع غير المصريين بدليل أن (فوتي فارغ) أو (فوطيغار) أغرى يوسف عندما أصبح مديراً لخزائن الطعام بمصر، وهو منصب يوازي (وزير التموين).. أغراه برحيل والده يعقوب وأولاده إلى مصر فراراً من الجوع الذي عمّ بلادهم".


ويرى د/ شلبي أن رحيل يعقوب وأولاده إلى مصر نوع من تخبط العماليق وتعاونهم مع غير المصريين، ويبدو ذلك مما ذكرته التوراة من أن فرعون الهكسوسي أغرى إخوة يوسف أن يحضروا لمصر، ووعدهم بالغنى والثراء قائلاً لهم: "خذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلىّ فأعطيكم خيرات أرض مصر، وتأكلوا دسم الأرض، خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم، ونسائكم، واحملوا أباكم وتعالوا؛ ولا تحزن عيونكم على أثاثكم؛ لأن خيرات جميع أرض مصر لكم" [5]، وسنرى أنهم استجابوا لهذه الدعوة السخية [6].


ومع أن د/ شلبي يذكر هذا كله فهو يكرر نقلاً عن التوراة مصطلح (فرعون الهكسوسي) مع عدم ملاحظته أن القرآن خلا من مصطلح (فرعون)، واستعمل مصطلح ملك، وأن التوراة - للأسف - هي التي وقعت في هذا الخطأ، فلقب الفرعونية خاص بالأسر المصرية الحاكمة، أو شبه المتألهة... والتعبير التوراتي الذي نقله الدكتور شلبي يحمل تناقضاً في داخله، فلقب فرعون خاص بالحكم المصري الوطني!!


ولقد أخطأ كتاب التوراة في إطلاق لقب (فرعون) على حاكم مصر أيام يوسف عند كل حديث عنه.. وقد ورد اللقب في التوراة مرات كثيرة...


ويرى بعض المفسرين أن يوسف وبني إسرائيل قد وفدوا إلى مصر في عهد الرعاة الهكسوس [التي تعني رعاة الخنازير سخريةً من المصريين بمحتليهم!!] ويحدد زمن مجيئهم بين الأسرتين الثالثة عشرة والسابعة عشرة...


وهو يستنتج من بعض عبارات التوحيد والإيمان بالله؛ التي وردت على ألسنة بعض المسئولين في مصر أن هذه العبارات كانت بتأثير إبراهيم وذريته على المصريين، وذلك مثل قول الله على لسان عزيز مصر: ﴿ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ﴾، وقول امرأة العزيز ﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ ﴾[7]... وقول النسوة مجتمعين في يوسف ﴿ حاشا لله ﴾.


وبالتالي فإن يوسف وجد أرضاً تحمل بعض بذور الإيمان.. فسقاها ورعاها... وأينعت في عهده بتلطف لا يبعث على ردود الأفعال.


إن قصة يوسف في القرآن لم يرد فيها لقب فرعون قط؛ بل ورد دائماً لقب (الملك).. فعندما تحدث القرآن عن رؤيا الملك قال:﴿ َقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ ﴾[8].


وعندما طلب الملك إحضاره ذكر القرآن:

﴿ وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ﴾[9].. ومرة ثانية: ﴿ وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ﴾[10].

وهكذا كان مصطلح الملك؛ الذي التزمت به سورة يوسف في قمة الإعجاز، بينما لم يستطع كتاب التوراة الوصول إلى هذا المصطلح، فمشوا في الطريق الذي كان معروفاً في الأسرات المصرية المالكة والحاكمة، والذي كان شائعاً في الوثائق الفرعونية القديمة، وهو مصطلح (فرعون)، دون أن يدركوا أن مصر كانت تمر بعصر آخر لا تحكمها فيه الأسرات الفرعونية المصرية المتألهة، وإنما تحكمه القبائل السامية القادمة من الجزيرة؛ التي يغلب عليها الطابع القبلي، ولم تعرف الفرعونية لا مصطلحاً، ولا مضموناً؛ بل إننا نظن أنه لو كانت أسرة فرعونية هي التي كانت تحكم مصر لما سمحت ليوسف بهذا التمكين في الأرض؛ من أجل إنقاذ البلاد، ولتركت البلاد تتعرض للموت والغرق؛ اعتماداً على ألوهيتها وفرعونيتها، وحكمها الوطني!!


وبإيجاز فإن إطلاق مصطلح الملك وليس مصطلح (فرعون) على حاكم مصر يمثل إعجازاً تاريخياً..قرآنياً.. متفرداً.



[1] محمد عزة دروزة: تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم، ص: 63، 64.

[2] مراد محمد الدس: قيام إسرائيل العظمى، ص: 110.

[3] رشدي البدراوي: قصص التاريخ والأنبياء 3 /452، طبع مصر 1997.

[4] دراسات تاريخية 2 /52، نشر دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية.

[5] سفر التكوين: الإصحاح 45، ص: 17- 20.

[6] اليهودية، ص: 67، ط/12، 1997م، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة.

[7] سورة يوسف، آية: 52.

[8] سورة يوسف، آية: 43.

[9] سورة يوسف، آية: 50.

[10] سورة يوسف، آية: 54.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة