• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

الشريعة والأخلاق في الإسلام

الشريعة والأخلاق في الإسلام
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 6/8/2017 ميلادي - 13/11/1438 هجري

الزيارات: 27183

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشريعة والأخلاق في الإسلام

(المصدر والغاية)


تنبع أهمية الأخلاق في الإسلام من ارتباطها ببناء الشخصية السوية الإنسانية الكريمة، ومن ارتباطها بالعقيدة والشريعة، ومن ضرورتها للسلوك السوي لدى الأفراد والجماعات[1].

ولعل من أكبر ما يؤكد أهمية الأخلاق أن الله سبحانه وتعالى مدح نبيه صلى الله عليه وسلم بها في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] ولم يمدحه بصفات جزئية أو بصورة ظاهرية، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل جوهر بعثته إتمام حسن الأخلاق، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم حسن الأخلاق"[2] وقال أيضا: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"[3].

 

وتقوم الأخلاق في الإسلام على الدين والإيمان وبالله، فبدون إيمان حقيقي تصدر عنه الأخلاق، تصبح الأخلاق (مصلحية) أو (دنيوية) لا قيمة لها، حتى ولو كان ظاهرها طيباً، لكنها تفقد النية... ولعل البعد الديني (الإيماني) في صلته بالأخلاق يتضح في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن باله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت"[4]... وقد عبر عن صلة الأخلاق بالعقيدة الشيخ محمود شلتوت أفضل تعبير عندما قال: (إن العقيدة - دون خُلق - شجرة لا ظل لها ولا ثمرة، وإن الخلق - دون عقيدة - ظل لشبح غير مستقر).

 

والحق أن محاولة الفصل بين القيم الخلقية والعقيدة إن هي إلا محاولة لإجهاضهما ووأدهما معاً، وهذه قضية خطيرة تعاني منها المجتمعات الغربية على وجه الخصوص، ومن الجميل أن نذكر أنه عقد في إنجلترا عام 1907م مؤتمر للتحقيق الدولي في التربية الأدبية، اشترك فيه أكثر من 700 من مشاهير العلماء والفلاسفة ورجال الأدب والسياسة، وقد أجمع المؤتمرون على أنه لا يمكن الإحاطة بمواضيع التربية الأخلاقية دون الرجوع إلى الوازع الديني[5].

 

ومن الجدير بالذكر أن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على مجرد الإيمان والتدين العادي، بل يجب أن ترتفع إلى مرحلة التقوى التي هي من أزكى مراحل التدين وأعلاها. والتقوى ملكة نفسية ووجدانية تجعل الإنسان يتمتع بفطرة الاتقاء والامتناع عن كل ما حرمه الله عز وجل وهي من تجليات عمق الإيمان بالله، وعندما تتحقق تصبح فطرة في النفس.

 

والحق أن الدين يستهدف من وراء كل تشريعاته - سواء في مجال العقيدة أم العبادات أم المعاملات المختلفة - إقامة مجتمع فاضل؛ لا يتحقق بغير الأخلاق القائمة على اليقين بضرورة الإيمان والتقوى، واليقين - كذلك - بأن الدين هو الأساس المتين للأخلاق، وأن الأخلاق الكاملة صورة صحيحة عن الدين؛ فكل من لا أخلاق له لا دين له، وكل من يدعى خلُقاً من دون دين فهو ماكر خادع، وصياد للمنافع، ومستغل لبعض جوانب الأخلاق لحماية تأمين مصالحه؛ فأخلاقه ناقصة وغير مقدسة، وعرضة للهزات والتمييع والتبدل وفق المصلحة[6].

 

وكما تقوم الأخلاق الصحيحة البناءة على الإيمان والدين، فكذلك تقوم على (العلم)؛ فالعلم الصحيح رديف الإيمان وخادمه ومؤازره، ولا يمكن أن يتعارض علم صحيح مع إيمان صحيح... بل هما متعاونان؛ وبهذا الاعتبار يشكل العلم أساساً آخر من أسس التربية الأخلاقية، ولا يمكن أن يشكل التقدم العلمي مناخاً يتيح للعابثين فرص التحرر من الالتزام الأخلاقي.

 

ويؤكد القرآن هذا الارتباط بين الأخلاق والعلم في قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

فقد جاء الحديث عن تزكية النفس (أي تهذيبها وتطهيرها بالأخلاق الطيبة) وسطاً بين تلاوة القرآن وبين تعليمهم الكتاب والحكمة، فالعلم يحوط الأخلاق ولا ينفك عنها[7].

ويعد الأساس النفسي (الدوافع) أساساً من أسس الأخلاق في الإسلام؛ فالإسلام لا يدعو إلى أخلاق مثالية بعيدة عن الواقعية؛ تمنع الناس من التمتع بالطيبات من الرزق الحلال والزواج الحلال، أو تمنعهم من التملك أو حب المعرفة أو الطعام أو الشراب؛ وإنما يسمو الإسلام بهذه الدوافع ويشق لها طرقاً من الحلال تحفظ لها إطارها الإنساني الإيجابي البناء، وما أغلق باباً من أبواب الحرام إلا فتح بدلاً منه أبواباً كثيرة من الحلال.

قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأعراف: 32]، وقال تعالى: ﴿ وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا ﴾ [الإسراء: 32].



[1] انظر كايد قرعوش: الأخلاق في الإسلام، دار المناهج ط1، 1420هـ - 1999م عمان الأردن، ص 17- 20 (بتصرف).

[2] رواه مالك في الموطأ في حسن الخلق.

[3] رواه مسلم.

[4] متفق عليه.

[5] يوسف القرضاوي: دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي، مكتبة وهبة، 1995، ص8، د/ كايد قرعوش وآخرون: الأخلاق في الإسلام ص28.

[6] محمد عقلة: النظام الأخلاقي الإسلام، ص39.

[7] كايد قرعوش وآخرون: الأخلاق في الإسلام ص29.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة