• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

خصائص الحضارة الإسلامية

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 2/7/2017 ميلادي - 7/10/1438 هجري

الزيارات: 70890

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خصائص الحضارة الإسلامية

 

تتميز الحضارة الإسلامية بعدة خصائص، من أبرزها:

1- أنها حضارة ربانية مصدرها الوحي الذي يغرس في دنيا النفوس والقلوب والعقول حقيقة الإيمان بالله وتوحيده وإقداره حق قدره... فهي حضارة (توحيد مطلق) يضفي على كل النظم والتيارات طابعه التوحيدي الإيماني... فهناك وحدة في المشاعر، ووحدة في العبودية، والربوبية، ووحدة في التشريع، ووحدة في النظرة للإنسان والكون.

 

2- وكما أنها حضارة توحيد وربانية... ووحي... هي - كذلك - (حضارة إنسانية) جاءت لتخاطب كل الناس، وتكرم بني آدم جميعاً، وهي - كذلك - ذات نزعة إنسانية في أهدافها، وقد ضمت بين جناحيها أجناسا مختلفة؛ أسهم أبناؤها في صناعة ألوان التقدم العلمية والفنية والأدبية، وافتخرت الحضارة الإسلامية بهم جميعًا، وأعطتهم فرصاً متساوية.

 

3- وهي حضارة (أخلاق مطلقة)، تعامل الناس جميعاً على أساسها دون ازدواجية في المعايير، ودون عبث بالقيم تحت مسمى (النسبية) أو التطورية... فالعدل والصدق والوفاء والعفة... كلها قيم أخلاقية، مطلقة، وقد وصف الرسول - عليه الصلاة والسلام - نفسه بأنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق.

 

4- وهي حضارة (عقل وعلم)... وتآزر متناغم بين العقل والوحي، والعلم والدين، وكلها يعضد الآخر، ولا يناقضه في حقيقة الأمر، وإنما يأتي التصادم من عدم صحة الوحي عندما تتدخل فيه الأهواء، أو عندما لا يصح سنده، أو من عدم موضوعية العقل... وفي القرآن مئات الآيات التي تربط بين العلم والإيمان... وتحث على التعبد بالتفكير وإعمال العقل.

 

5- وهي - أيضًا - حضارة تحترم (الوجدان الإنساني كله)، ولا تقف في تحقيق الوعي عند حدود العقل، فالقلب له دور في الفقه، والروح لها دور في التغيير، والنفس المؤمنة المطمئنة نفس إيجابية تقود إلى الخير... فالقيادة متكاملة بين عالمي الشعور واللاشعور، وبين قُوى الوحي والعقل والقلب والروح.

 

6- وهي حضارة تقوم على (التسامح) الذي لم يعرفه دين ولم تعرفه حضارة من الحضارات كما عرفته وأرست دعائمه الحضارة الإسلامية... لقد جعلت الوثنيين في الهند ممن لهم شبهة كتاب وتعايشت معهم، وفعلت من باب أولى مع أهل الكتاب ما هو أكثر من ذلك بكثير.

 

7- وهي حضارة (حق وعدل ورحمة ومساواة) وتكامل معنوي ومادي بين كل الناس: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وبين جماعة المسلمين أيضاً.. فالكل سواء... سواء عند الله في آدميتهم وإنسانيتهم، وسواء أمام الخضوع لشريعة الله، فالكل لآدم وآدم من تراب، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى... ولا تمايز بينهم إلا بالحق... فالقضاء عدل للجميع، وحساب الله عدل مع الجميع كذلك... والناس - على اختلاف طبقاتهم - متساوون في الصلاة؛ حيث يقف الناس جميعا بين يدي الله دون تخصيص مكان لعظيم أو أمير... وفي الحج يلبس الناس لباسا واحدا، ويقفون موقفا واحدا، ويؤدون منسكا واحدا؛ فإذا انتقلت إلى أحكام القانون المدني وجدت (الحق) هو الشرعة السائدة في العلاقة بين الناس، و(العدل) هو الغرض المقصود من التشريع، و(دفع الظلم) هو اللواء الذي يحمله القانون؛ ليفيء إليه كل مضطهد ومظلوم؛ فإذا انتقلت إلى القانون الجزائي وجدت العقوبة واحدة لكل من يرتكبها من الناس.

 

• ويعلق العلامة الدكتور مصطفى السباعي على هذه المساواة قائلاً: هل ظلت تلك ميثاقًا كميثاق حقوق الإنسان في شرعة الأمم؛ تحتفل الدول بذكرى إعلانه يوماً في كل عام، بينما تمتهنه الدول الكبرى في كل ساعة، وفي كل يوم، وفي كل شهر من شهور السنة؟...

• هل ظلت تلك المبادئ حبيسة في البلد الذي أعلنت فيه، كما احتبست مبادئ الثورة الفرنسية في فرنسا، وحرِّمت على مستعمراتها والبلدان الواقعة تحت حكمها أو انتدابها؟.

• هل نصبت تماثيل جديدة كما نصب تمثال الحرية في نيويورك، أول ما يراه القادم إلى تلك الديار؛ بينما تنطلق أعمال أمريكا في خارجها بلعن الحرية، ويُهْزَأُ بها ويُضطهد عشاقُها الأحرار؟ [1].

والإجابة على كل هذه الأسئلة بالنفي... فعلى العكس من التناقض الصارخ بين الشعارات والتطبيق في الحضارة الأوروأمريكية.. قدمت الحضارة الإسلامية الفعل والتطبيق مع الأقوال، واعتبرت التطبيق ديناً وفرضاً، بينما اعتبرت التناقض بين القول والعمل - بصفة عامة - من النفاق يستحق الذين يمارسونه المقت وشديد العذاب.

 

8- وهي حضارة توازن بين الدين والدنيا، والفرد والمجتمع، والمرأة والرجل، والروح والمادة، والوحي والعقل.

 

9- وهي حضارة حيوية وإيجابية ترفض الزهد اليائس من الحياة، وتتسع نظرتها للعمل على تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وتعمير الأرض باسم الله.

 

10- وهي حضارة تفاعل مع الحضارات والعقائد الأخرى، وعنها نقلت أوربا كثيرًا من العلوم والفنون، وأيضًا فإن الحضارة الإسلامية قد تفاعلت وأفادت من الحضارات التي سبقتها.

 

11- وهي حضارة شمول تضم الدنيا والآخرة، والإنسان، والكون، وتتجه بكل ما فيها من سلوكيات لله - سبحانه وتعالى - رب العالمين لا شريك له.

 

12- وهي حضارة تكامل لا تصادم؛ لا بين المرأة والرجل، أو الفرد والمجتمع، ولا بين مقتضيات الروح ومقتضيات المادة والجسد والعقل.



[1] مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا ص48، 49 وهناك نماذج عملية على روعة تطبيق المسلمين لمبادئ الحق والعدل والرحمة والمساواة يرجع إليها من شاء في الكتاب المذكور، ص 50 وما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة