• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

حول مفهوم الحضارة

أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 21/5/2017 ميلادي - 24/8/1438 هجري

الزيارات: 23440

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حول مفهوم الحضارة


في تعريفه للحضارة يرى (ألبرت اشفيتسر) "Albert Aschweitzer" في مؤلفه الكبير عن (فلسفة الحضارة) أن الحضارة هي: التقدم الروحي والمادي للأفراد والجماهير على السواء.

 

ويعلن بوضوح أن طابع الحضارة أخلاقي في أساسه، وأن ثمة ارتباطًا وثيقًا بين الحضارة ونظريتنا في الكون، ويختم رؤيته لمفهوم الحضارة بضرورة إيجاد أساس ثابت حقيقي في الفكر لنظريةٍ في الكون، هي في الوقت نفسه أخلاقية ومؤكدة للعالم والحياة... ويضيف (اشفيتسر) "Aschweitzer" أن مستقبل الحضارة يتوقف على تغلبنا على فقدان المعنى واليأس؛ اللذين يميزان أفكار الناس ومعتقداتهم في العصر الحديث.

 

ويرى أيضاً أن هدف الحضارة يجب أن يكون: إيجاد الظروف المواتية للجميع في الحياة - قدر الإمكان - بحيث يمكن أن يتحقق كمال الأفراد روحيًّا وأخلاقيًّا؛ لأن هذا الكمال هو الغاية القصوى من الحضارة.

 

ويرى بعض المفكرين المسلمين أن الحضارة نسق من الحياة متكامل يتسربل بعدة مظاهر مادية وحضارية وأخلاقية، يظاهر بعضها بعضاً، فتكون في مجموعها نسقًا مطردًا من سلوك الإنسان تجاه نفسه وتجاه الطبيعة والكون، ويرون أن الحضارة - بالتالي - كيان متطابق مع ذاته بأجزائه، ناظم لحياة الناس، يصوغ أعمالهم وسلوكهم وتطلعاتهم في قوالب متجانسة... وهذا الكيان - الحضارة - له نزوع نفسي معين أو نزعة روحية واضحة أو موقف أيديولوجي محدد، سواء استمدت هذه المنازع من وحي الغريزة... أم من وحي العقل... أم من وحي الدين.

 

وهذا النزوع النفسي أو النزعة الروحية يطلق عليهما بعضهم (النظرة إلى العالم) ومنهم من يسميهما (الفكرة الدافعة) أو (القيمة القصوى) أو (المبدأ الناظم)... وهم بهذه الإطلاقات يحومون حول الدين بالمفهوم الحضاري والشمولي الذي نعطيه للدين... فالدين الحق: نظرة إلى العالم، وفكرة دافعة، وعقيدة بناءة، وينطوي في كل جزئية من جزئياته على القيمة القصوى المنشودة بين كل القيم، وعلى المبدأ الناظم الذي يحيل الشتات إلى نظام، والركام إلى بناء[1].

 

وبهذا يتأكد لدينا أن تعدد الرؤى في مفهوم الحضارة يلتقي عند كونها التحقيق الأمثل للتقدم، والنمو في المجالات المادية وما ينبثق عنها من شؤون الحياة المعنوية دينيًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا، كما يتأكد لنا أن رؤية أشفيتسر رؤية موضوعية جديرة بالتقدير؛ فهو يستحث خطانا نحو عمل إنساني ذي طبيعة جهادية، أو كفاحية؛ كصناعة حضارة أخلاقية ذات معنى إنساني وكوني تليق بالإنسان؛ ولهذا فهو يلح على أن الكفاح في الوجود مزدوج، فيجب أن يؤكد الإنسان نفسه في الطبيعة، وضد الطبيعة، وكذلك بين إخوانه في الإنسانية وضدهم.

 

(ولهذا فإن الحضارة مزدوجة الطبيعة: فهي تحقق نفسها في سيادة العقل أولاً على قوى الطبيعة، وثانيًا على نوازع الإنسان).

 

ثم يقول اشفيتسر: (إن الحضارة - بكل بساطة - معناها بذل المجهود - بوصفنا كائنات إنسانية - من أجل تكميل النوع الإنساني وتحقيق التقدم، من أي نوع كان، في أحوال الإنسانية وأحوال العالم الواقعي. وهذا الموقف العقلي يتضمن استعدادًا مزدوجًا، فيجب - أولاً - أن نكون متأهبين للعمل إيجابيًّا في العالم والحياة، ويجب - ثانيًا - أن نكون أخلاقيين؛ ولن نستطيع القيام بمثل هذا العمل إلا إذا كنا قادرين على أن نهب الحياة والعالم معنىً حقيقيًّا).

 

ويقول أخيرًا:

"إن مستقبل الحضارة ليتوقف على تغلبنا على فقدان المعنى واليأس اللذين يميزان أفكار الناس ومعتقداتهم في هذه الأيام، وعلى بلوغ حالة من الأمل النضير والعزم الفتي، ولن يكون في وسعنا ذلك إلا إذا اكتشف غالبية الناس لأنفسهم موقفًا أخلاقيًّا عميقًا راسخًا يؤكد الدنيا والحياة؛ عن طريق نظرية في الكون مقنعة وقائمة على الفكر والعاطفة معًا، وبغير مثل هذه التجربة الروحية لا سبيل إلى المباعدة بين عالمنا وبين الانهيار الذي يُغَذَّ في السير إليه"[2].

 

وهذا الذي يطنب القول فيه (أشفيتسر) "Aschweitzer" في كتابه عن (فلسفة الحضارة) يلتقي مع ما كتبه الدكتور محمد الكتاني في تحديده السابق الذي اقتبسناه منه.



[1] محمد الكتاني: من المنظور الإسلامي، صفحات 222- 224، طبع دار الثقافة بالدار البيضاء، المغرب الطبعة الأولى 1410هـ 1989م.

[2] نقلا عن: عدنان زرزور، مقدمة كتاب: من روائع حضارتنا للدكتور مصطفى السباعي، ص 19، 24، دار الوراق للنشر والتوزيع، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى 1998م 1418هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أهمية ما تقدمونه للباحثين والقراء
رحماني بلقاسم - الجزائر 08-10-2023 01:30 AM

سلام الله عليكم، يسعدني أن أتقدم لكم بخالص شكري على  ما تقدمونه من دراسات ومقالات في مختلف التخصصات حيث استفدنا كثيرا منها وكلها ذات مصداقية علمية مما يؤكد حسن اختياركم لمحتوى الدراسات التي تقدمونها فلكم كل الشكر والتقدير وجزاكم الله خيرا وحفظكم ورعاكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة