• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويسأ. د. عبدالحليم عويس شعار موقع  الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس
شبكة الألوكة / موقع أ. د. عبدالحليم عويس / مقالات


علامة باركود

أهمية تكوين الأطر الإعلامية الأساسية

أهمية تكوين الأطر الإعلامية الأساسية
أ. د. عبدالحليم عويس


تاريخ الإضافة: 1/2/2017 ميلادي - 4/5/1438 هجري

الزيارات: 10718

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهمية تكوين الأطر الإعلامية الأساسية


في البداية لا بد لنا أن نشير إلى أن تكوين الإعلامي الملتزم بالأخلاقيات - أو الإعلامي المسلم الملتزم - عمل ضروري للقيام بدور تعزيز ثقافة الوسطية - إنسانياً - من خلال وسائل الإعلام، فوسائل الإعلام هي أدوات تنفيذية لا إرادة لها ولا وعي لديها.

وإنما يبعث فيها الإعلامي الملتزم برسالة أخلاقية وإنسانية - الروحَ والوعيَ، وذلك عندما يحسن اختيار النصِّ الذي يقدمه، ويحسن توجيه النص توجيهاً إيمانياً حتى لا يكون النص مجرد أداة جامدة ذات طبيعة قانونية جافة، خالية من الإشعاعات والومضات الروحية.

ومن المعروف أنه حتى وكالات الأنباء ونشرات الأخبار تخضع لتأثير الإنسان الذي يصوغها ويكيفها تكييفاً محققاً لأهدافه وعقائده.


إن حاجتنا ماسة في الإطارين الإعلامي والإسلامي لتكوين الأطر الفنِّية المنتمية للأهداف الإنسانية وللثوابت الحضارية الإنسانية، حتى يستطع التحكم في أجهزة الإعلام وقيادتها، بدلاً من أن تقودنا هي بما فيها من محلي وعالمي أغلبه غث غير مفيد، أو مستورد مسموم يخفي في طياته ما يحقق الأهداف التي رسمها أعداء الإنسانية الذين يعملون على نشر الظلم والعنصرية والإلحاد، وإشاعة التيارات الهدامة وسلوكيات الأعداء وأساليب حياتهم لتحقيق أهدافهم بشكل غير مباشر ودون مواجهات عسكرية.


• وبيقين: إننا لو أنفقنا المبالغ التي نهدرها على ساعات الإرسال الفائضة عن الحاجة الحقيقية لملئها وفق خطة مدروسة في تكوين أطر فنية واستحداث برامج ذات أهداف ومضامين إنسانية وأخلاقية -ومشوقة في الوقت ذاته- لنجحنا في الاستفادة الفعلية من الإعلام، واستطعنا أن نرعى فنانين ومفكرين وأدباء وممثلين ومخرجين ومسرحيين ومعدي برامج يكون لهم دورهم في إشاعة الثقافة وتنمية الوعي لدي جمهور المشاهدين، وحبذا أن نوجه الكثير من هؤلاء الذين يتعاملون الآن مع هذه الأجهزة وجهة إيجابية..


ومن المعروف أن كثيراً من أنصار الإنسانية والمصلحين الأخلاقيين الذين أرادوا تقديم أسس ومفاهيم - في المجالات الإعلامية والثقافية والدعوية - قد اتجهوا - في معظم توجيهاتهم - إلي التبصير بحركات الهدم للإنسانية وبمخططات الأعداء الماكرة وبالغزو الفكري والإعلامي والثقافي الذي يلبس أثواباً خادعة كالحرية والعولمة... منفقين كثيراً من الوقت والجهد في هذا المجال، متناسين أن الأصل هو في الاتجاه إلي البناء الذاتي للإنسان والإنسانية وتكوين المجتمعات الإنسانية وتعميق مفاهيمها... حتى لا نكون مثل ذلك الذي يبدأ في بناء البيت ببناء الأسوار وذلك لتحصين بيت لم يوجد أصلاً، لكن الشيء الطبيعي الذي تفرضه قوانين الحياة والعمل أن تنفق الإنسانية الجهد والوقت في بناء الأساس المتين لحياة إنسانية عادلة رحيمة أخلاقية... ولا يجوز أن نبني الأسوار، قبل أن نبني البيت، فالإنسانية في حاجة ماسة إلي بناء عالم جديد يقوم علي التراحم والعدل والأخلاق واحترام الدين والحقوق الإنسانية.


وفي ظل عالم أصبح قرية إلكترونية لا يسمح ببناء أسوار حاجزة للإعلام المعاصر في هذه القرية الإلكترونية؛ بل إنه قادر علي الدخول إلى المكان مع الهواء، وبالتالي من العبث تبديد الطاقة في شيء يجب ألا يأخذ منا إلا نسبة 10% من الجهد والوقت، وأما 90%فتتجه إلى البناء.. بناء الإنسان الإعلاميّ القادر على تقديم حقائق الأشياء بطرق فنية مقبولة... وبناء المجتمع الذي يتمتع بموقف إيجابي تجاه الإعلام الصالح، وبموقف معاكس ورافض للإعلام الفاسد.

لقد أصبح معروفا أن هناك صراعاً بين الحضارات - على الأقل- في المستويات الإعلامية والثقافية والتربوية، فهناك حضارة مركزية تريد الهيمنة على كل الحضارات وإقصاء هويتها... وهذا أمر لم يعد من الضروري الإلحاح أو التركيز عليه بأكثر مما يستحق، حتى لا ننسي البناء الذاتيّ للإنسان الإعلامي القادر والمجتمع الصالح والواعي... فالبناء للإنسان الايجابي، الإنساني النزعة، مرحلة يجب أن تسبق هدم أفكار الآخرين.


وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين - كنموذج وقدوة - كان العالم يعيش في ظلام دامس وعقائد مختلة ووثنيات مسيطرة بأشكال مختلفة... ومع ذلك فإن الرسول صلي الله عليه وسلم والراشدين رضي الله عنهم شغلوا بالدرجة الأولى ببناء الإنسان الفرد والأسرة في (مكة) وبالإنسان المجتمع والدولة في (المدينة المنورة): وهذا المسلك النبوي يؤكد الحقيقة التي نريد تأصيلها هنا ونقدمها للإنسانية للإفادة منها - وهي أن المقاومة لأي غزو فكري يستهدف عقيدتنا لن تكون مجدية وفعالة في هذا العصر إلا إذا واكبتها - مرحلة خطيرة أساسية هي مرحلة البناء العقدي والنفسي والفكري للأمة.. وذلك أن الجراثيم المبثوثة عبر الهواء تدخل الأجسام كلها.. لكن الأجسام الضعيفة الهشة هي التي تهوي تحت ضرباتها الغازية..


• ونؤكد أيضاً أنه لا مجال لفرض ستار حديدي علي الأفكار مهما كان فسادها، ومهما كان حرص أية دولة علي مقاومتها..

• كما أنه من البديهيات كذلك أن الخير والشر - بشتى صورهما- موجودان بدرجات (ما) في شتي العصور وشتى المجتمعات.. وكل هذا يؤكد الحقيقة الحضارية التي ألمحنا إليها؛ وهي أنه لا بد من اهتمام متوازن بين عمليات البناء العقدي للأمة- أية أمة- وعمليات المقاومة للأخطار الوافدة.. وكثيراً ما علمنا التاريخ أن حضارات كثيرة لم تسقط لمجرد غزوات خارجية؛ فكرية أو مادية؛ وإنما تسقط الحضارة- بالضرورة- حين تتشقق من داخلها وتخرب أبنيتها: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [1] ولئن كنا نردد دائماً تلك العبارات التي تؤكد قدرة الإسلام- مثلاً - علي مواجهة كل تحديات العصر، وعلي وقاية أبنائه من كل التيارات الهدامة [2] التي أصبح العالم يموج بها، وعلي معالجة مشاكل الفكر والوجدان والجسم والمشكلات الاجتماعية والأخلاقية [3] فإن هذه الحقيقة لا تتجسد إلا بإخراجها من النطاق النظري المجرد إلى مخططات ومناهج علمية قابلة للتنفيذ والتطبيق، وانطلاقا من فلسفة إنسانية إعلامية متكاملة البناء (الإيديولوجي) لتواجه الإيديولوجيات والفلسفات المهدّدة للحضارة الإنسانية، وتنير الطريق أمام هذه الأجيال التي تعيش عصرا كثرت فيه الفتن والمغريات وطغت المادية وانتشر الإلحاد. وبالتالي أصبح المستقبل الإنساني محفوفاً بالخطر، وتوشك سفينة الإنسانية - في ظل هذه الأوضاع وغيرها - على الغرق!!


• إن عملية البناء الذاتي هذه هي أهم مرحلة من مراحل المقاومة للفكر الفاسد، بل هي أهم مراحل المقاومة على الإطلاق.. إنها الأساس الذي تقف عليه مراحل المقاومة الأخرى.... ومن هنا يجب أن يكون ماثلاً في وعي الإعلامي الملتزم بعامة والمسلم بخاصة قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11][4]، وتجربة الرسول الأعظم في بناء الإنسان والمجتمع في مكة والمدينة.. تؤكد أنه من الواجب أن تَشعّ كل إبداعات الإعلام - في نطاقه الإنساني - وكل صور أدائه مرتبطة بقانون تغيير ما بالنفوس إلي التي هي أقوم.. والإعلام الإسلامي يجب أن يكون الرائد والقدوة للعالم كله في ذلك.

•••


وسواء كان (الإعلام) إعلاماً مطلقاً أو إسلامياً، فإن الطبيعة الإعلامية تلتقي في وظائف أساسية - تمثل قوام العملية الإعلامية- مع الإعلام الملتزم، إسلامياً أو غير إسلامي - ومن هذه الوظائف القيام بمراقبة البيئة المحيطة، والعمل على ترابط أجزاء المجتمع ووحدته في مواجهة البيئة، والاهتمام بنقل التراث الثقافي عبر الأجيال المتتالية.

• ويضاف إلى هذه الوظائف وظيفة التسلية أو الترفيه، في إطار ترويحي وأخلاقي وتربوي. وهناك- أيضا ً: وظائف التعزيز والمساندة والتعليم والحفاظ على أخلاقية الإعلان التجاري.


• ويؤكد هذا التطور المتواصل لوظائف الإعلام في المجتمعات الحديثة أن الوسيلة الإعلامية غدت مؤسسة اجتماعية تمارس دورا كاملاً، في حياة أفراد المجتمع مثل بقية المؤسسات الاجتماعية الأخرى.

وبالتالي؛ ففي ظل هذه الوظائف العديدة والمتنامية لوسائل الإعلام الجماهيرية يتعاظم تأثير هذه الوسائل- بوصفها مؤسسة اجتماعية فاعلة- على الأفراد والجماعات [5].

وانطلاقا من هذه الرؤية الإعلامية التنظيرية يمكننا اختيار ثلاث مهمات للتوظيف والتأثير الإعلامي، لمعرفة مدي ما يمكن أن تسهم به وسائل الإعلام في مجال إبراز وترسيخ المعطيات الحضارية الإنسانية والأخلاقية في المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الأخرى.

 

وهذه المهمات هي:

أولاً: مهمة تشكيل الوعي المرتبطة بعمليات صناعة الرأي العام.

ثانياً: مهمة التنشئة الاجتماعية أو التطبيع الاجتماعي، المرتبطة بعمليات تغيير المواقف إلى الصواب وبلورة السلوكيات بين أفراد المجتمع وبخاصة الأطفال والناشئة منهم.

ثالثاً: مهمة التبليغ والاتصال الإنساني [6التي تستهدف إبلاغ رسالة الحق والخير والهدي للآخرين، وتوضيح الحقائق.



[1] الأنفال: 53.

[2] عبد المعطي محمد بيومي، أحمد عبد الحميد الشاعر، الإسلام والتيارات المعاصرة، الطبعة الأولي (القاهرة، دار الطباعة المحمدية:1399هـ/1979م) ص 154وما بعدها..، والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الطبعة الأولي (الرياض، الندوة العالمية لشباب العالم الإسلامي: 1409هـ/1988م) ص 15 وما بعدها..

[3] التهامي نقرة: (الثقافية الإسلامية والفن في مجال الإعلام)، الإعلام الإسلامي والعلاقات الإنسانية: أبحاث ووقائع اللقاء الثالث للندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض في 23 من شوال 1396هـ/16 من اكتوبر1976م، الطبعة الثانية.ص 343.. سنة1405هـ.

[4] الرعد: 11.

[5] د/عبد القادر طاش: الإعلام وقضايا الواقع الإسلامي-ص 22- مكتبة العبيكان.ط1 /1416هـ/1995م.

[6] د/ عبد القادر طاش: الإعلام وقضايا الواقع الإسلامي - ص92 (بتصرف).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • حوارات خاصة
  • تفسير القرآن ...
  • قالوا عنه
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة