• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   شعار موقع الدكتور أنور زناتيد. أنور محمود زناتي شعار موقع الدكتور أنور زناتي
شبكة الألوكة / موقع د. أنور محمود زناتي / التواصل الحضاري / معابر التواصل بين الشعوب


علامة باركود

معابر التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب .. صقلية

معابر التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب.. صقلية
د. أنور محمود زناتي


تاريخ الإضافة: 1/10/2012 ميلادي - 15/11/1433 هجري

الزيارات: 20120

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معابر وعوامل التواصل اللغوي والحضاري بين الشعوب
(صقلية)


تعد صقلية Sicilian مركزاً رائعاً من مراكز التبادل الثقافي Centers of cultural exchange ومن أهم مراكز الترجمة التي أثرت في أوروبا تأثيراً بالغاً. فقد حكم العرب هذه الجزيرة أكثر من قرنين و نصف من الزمان (212-484 هـ / 828 الى 1078 م) ونشروا في ربوعها حضارة مزدهرة كانت لها انعكاساتها الإيجابية على نهضه أوروبا، و تطور الحياه العلمية فيها[1].


كما استمرت مؤثرات العرب الحضارية في الجزيرة أكثر من مئتي سنة أخرى، وكان التفاعل الحضاري بين العرب والصقليين والأوروبيين طيلة خمسة قرون في أوسع مدى حضاري، خاصة أن سكان صقلية في فترة الحكم العربي قاربوا مليوناً وستمائة ألف نسمة بينهم ستمائة ألف مسلم، وهى كثافة سكانية مرتفعة إذا ما قيست بالنسبة للفترة التاريخية في العصور الوسطى [2].


والأمر الملاحظ أن النورمان بعد أن استعادوا صقلية حرصوا على إبقاء المسلمين فيها للاستفادة من حضارتهم وخبراتهم العلمية والإدارية والمالية والاقتصادية والسياسية، وكذلك الخبرة العسكرية، لهذا فإن ملوك النورمان سكوا عملة ونقوداً تحمل في أحد وجهيها  [3]. آية قرآنية كريمة  ﴿ هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ﴾ [التوبة: 33] [4].

 

ومنذ أن استقر أمر الجزيرة لروجار الأول، جرى على سياسة التعايش بين المسلمين والصليبيين. يقول المؤرخ المعاصر ملاترا - من إن روجار لما فتح بالرمو  (1072م) Palermo وعد المسلمين بألا يؤذيهم بشيء، وأن لا يكره أحدا على تبديل دينه [5].

 


جزيرة صقلية


وأما التأثير العربي Arabic influence فقد ظل طوال عهد النورمان[6]، "فروجار الثاني" (505-549هـ/1111-1154م) تأثر في كل مظاهر بلاطه بمظاهر الخلافة الفاطمية في مصر، فكان يظهر وعليه عباءة فاخرة مكتوب عليها بالحروف العربية الكوفية[7] .

 


صورة الأرض للإدريسي


والجدير بالذكر أن الجغرافي الشهير الإدريسي قام بزيارة  صقلية عام 532هـ/1138م فحظي عنده روجار بالإِكرام ونشأت بين الاثنين مودة، وطلب الملك منه وضع كتاب وخريطة للعالم يعرف بهما موقعه منه. فمكث الإِدريسي في صقلية نحو عشرين عاماً صنع للملك في أثنائها كرة أرضية من صفائح الفضة وألف كتابه المشهور "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" [8] وقد ظل هذا الكتاب مرجعاً لعلماء أوروبا مدة زادت على 300 سنة[9].


لقد كانت أوروبا تتلمذُ على أيدي العرب، وكانت تتعلم لغتهم، وتترجم علمهم، وتنشئ المدارس على غرار مدارسهم، وتضع لها المناهج الدراسية المنقولة عن المناهج العربية، ومن ثم لم يكن للعلماء الأوربيين في تلك الحقبة إنتاج علمي خاص، لاعتمادها كلياً على التراث العربي، وكل ما ظهر من مؤلفات لاتينيه لا تعدو أن تكون ترجمات لمؤلفات إسلاميه أو نقلاً عنها[10] .


ويسجل التاريخ للإمبراطور فريدريك الثاني Frederick II هوهنشتاوفن  1195 - 1250م سيد صقلية ووريث التاج الامبراطوري الألماني أنه كان متيماً بالحضارة العربية وأنشأ 1224 جامعة نابولي، ثم وضع مدرسة الطب في سالرنوتحت رعايته وكان الاعتماد الأكبر فيها على المراجع العربية في ترجمة لاتينية مما ساعد بلا شك في دخول عدد من الكلمات والتراكيب العربية في اللغات الأوروبية بعد ذلك، وكان فريدريك نفسه يجيد الحديث بتسع لغات، والكتابة منها بست أهمها اللغة العربية، وقيل أنه كان لا يخطأ في النحو العربي بل ويصوب الأخطاء النحوية شفاهة وكتابة، وإلى فريدريك يرجع الفضل في بدايات اللهجة الصقلية المحلية، تحت تأثير العامية العربية، وقد كتب بهذه اللهجة الجديدة زجلا غزلياً موجها إلى "سيدته الجميلة " dolze mia donna وموقعاً بقوله من خادمك المتيم [11] Sua Servidore.


وكان بلاط فريدريك في باليرمو أشبه ما يكون بالأكاديمية Academy، وقد تحلق حوله علماء عصره العاشقين للعربية وحضارتها من أمثال برنارد من بالرمو Bernard of Palermo، يعقوب من كابوا Jacob of Capua؛ هرمان من سالزا Hermann of Salza؛ ليوناردو من بيزا Leonardo of Pisa؛ ومايكل سكوت M. Scott الذي قد تلقى تعليمه في اسبانيا على يد علمائها العرب  ثم التحق ببلاط فريدريك في باليرمو وكان سكوت متبحراً في العربية [12]. وكان من، أعلام المترجمين فيها أوجين البلرمي  Eugenius of Palermo وليوناردو البيزاني "Leonardo pisano". ولعل من مظاهر هذه النهضة العلمية آلاف المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبة الفاتيكان بروما إلى الآن [13].


وبصفة عامة كانت هناك تأثيرات عربية واضحة في العقلية الأوروبية تمثلت في شعر المناجاة، والشعر الشعبي، والحكم والأمثال كما هو واضح في "الكوميديا الالهية" [14] Divina Commedia.

 

للشاعر الفلورنسي الشهير دانتي الليجيري Dante،Alighieri، وما زال موضوع تأثر دانتي بالآداب الإسلامية فكرة جذابة تأثر الكثيرين [15].

 


[1] لمزيد من التفاصيل راجع، أنور محمود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.

[2] حسان حلاق: عندما كانت صقلية معبراً للتفاعل الحضاري بين العرب والغرب، مجلة العربي، العدد 531 فبراير سنة 2003 م، ص 60.

[3] نفسه، ص 60.

[4] سورة الصف: آية 9.

[5] مورينو، مارتينو ماريو: المسلمون في صقلية، بيروت، 1968، ص190.

[6] النورمان كما يستدل من اسمهم (North men، Vikings) هم من أهل شمال أوروبا - اسكندناوة - واستقر بعضهم في شمال فرنسا حيث استقلوا بإمارة عرفت إلى الآن باسمهم وهي نورماندي، والنورمانيون فرنسا مرتزقة عملت في صفوف الجماعات المتحاربة في جنوب إيطاليا، وقد برزوا في ميدان التنظيم العسكري، وقد نجحوا في توطيد أقدامهم في جنوب إيطاليا (بولية وقلّورية) ضد الروم البيزنطيين ومن ثم وجهوا اهتمامهم إلى صقلية، وكان قدوم النورمان منذ استيلائهم على مسينة عام 1061، بغرض الفتح والاستقرار وانتزاع السيادة على الجزيرة من أيدي المسلمين. أمين توفيق الطيبي، دراسات في تاريخ صقلية الإسلامية، بنغازي، ليبيا، ط.1، 1990، ص19، 20.

[7] عبد الرحمن بدوى، دور العرب في تكوين الفكر الغربي، دار الآداب – بيروت، 1965.

[8] راجع، الإدريسي: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، 1989.

[9] للمزيد راجع، أحمد سوسه، الشريف الإدريسي في الجغرافية العربية، جـ 2، بغداد: نقابة المهندسين العراقيين، 1974م، ص 271،.

[10] لمزيد من التفاصيل راجع، سيجريد هونكه: شمس الله تسطع علي الغرب، أنخل بالينثيا: تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة حسين مؤنس ترجمة حسين مؤنس، ط 1، مكتبة النهضة المصرية، 1955 م، وحسين مؤنس: قُرْطُبَة، درة مدن أوروبا في العصور الوسطى، مجلة العربي، عدد 95، أكتوبر 1966

[11] اسحق عبيد: شمس العرب تسطع على باليرمو، مقال ضمن كتاب العرب وأوروبا عبر العصور، منشورات اتحاد المؤرخين العرب ( حصاد 7 )، القاهرة 1999 م، ص 127- 129.

[12] اسحق عبيد: شمس العرب تسطع على باليرمو، مقال ضمن كتاب العرب وأوروبا عبر العصور، منشورات اتحاد المؤرخين العرب ( حصاد 7 )، القاهرة 1999 م، ص 129.

[13] راجع، عزيز أحمد: تاريخ صقلية الإسلامية، ترجمة: أمين توفيق الطيبي، الدار العربية للكتاب، 1980م، ص 103.

[14] راجع، ديونيسيوس آجيوس، ريتشارد هيتشكوك: التأثير العربي في أوروبا العصور الوسطى، ترجمة: قاسم عبده قاسم، دارعين، 2000 م، ص 93.

[15] ج. ب. ترند، مقال أسبانيا والبرتغال في كتاب: تراث الاسلام، ج1، ترجمة: حسين مؤنس، لجنة الجامعيين لنشر العلم، 1983 م ص 37.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • التواصل الحضاري
  • الاستشراق
  • خزانة التراث
  • أندلسيات
  • صدام الحضارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة