• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   شعار موقع الشيخ أنور الداودأنور الداود النبراوي شعار موقع الشيخ أنور الداود
شبكة الألوكة / موقع أنور الداود النبراوي / مقالات


علامة باركود

قوافل التائبين

أنور الداود النبراوي


تاريخ الإضافة: 14/3/2011 ميلادي - 8/4/1432 هجري

الزيارات: 17899

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ورغم الفتن والمحن هنا وهناك، ورغم تدفق الشهوات والملذات التي تعصف بالأفراد والمجتمعات، إلا أن قوافل التائبين قد انطلقت تقطع المفاوز والقفار، وسارت بهدى وتوفيق من الرحيم الغفار، لتلحق بركب الصالحين والأبرار، ترجو الفوز بالجنة والنجاة من النار، لسان حالهم يهتف: رباه إياك نعبد، ورحمتك نرجو، ورضاك نبتغي وننشد.

 

فأعلنها أخي توبة صادقة، وكن شجاعًا ذا همة عالية، وكن حقًا عبدًا لله تعالى.

 

أخي الكريم! ألم يأن لك أن تسير في قافلة التائبين؟!.. ألا تريد الجنة ونعيمها؟!.. ألا ترغب في النجاة من النّار وعذابها؟!.

لهونا لعمر الله حتى تتابعت
ذنوب على آثارهن ذنوب
فياليت أن الله يغفر ما مضى
ويأذن في توباتنا فنتوب

 

أخي المبارك ألا تريد النظر إلى وجه ربك الكريم، قال سبحانه: ﴿ وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القِيَامَة: 22-23].

 

هذه الوجوه الناضرة، نضَّرها أنها إلى ربها ناظرة.. إلى ربها.. إنها الرفعة العالية في دار النعيم. ذلك النعيم الذي أعده الله للنفس المؤمنة التي قد ارتفعت بالأمس عن ملذات الدنيا وشهواتها، وحطامها وزخارفها، وسمت عن وساوس النفس ورغباتها ونزواتها، فكان الجزاء هو الجنة، تلك الدار العالية، قال الله عزو جل: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القَصَص: 83].

 

نعم إنها جنة عالية سامية الرتبة بعيدة الآفاق.. إنها سلعة الله الغالية التي اشرأبت لها أرواح المتقين، وشمر لها العاملون. وإن العبد الموفق لا يغتر بحال العصاة مهما فُتح عليهم من الدنيا، بل عليه أن يحذر أن يكون من الظالمين المعرضين عن التوبة، فإن العباد كلهم ما بين تائب أو ظالم كما ذكر الله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحُجرَات: 11].

 

قال مجاهد رحمه الله: "من لم يتب إذا أمسى، وإذا أصبح، فهو من الظالمين" . فالله يمهل ولا يهمل، ويستر ويحلم، فإن تاب العبد وإلا كان ما يجده في الدنيا من خير وعطاء وهو مقيم على معصية الله بمثابة استدراج ليزداد إثمًا، ويكون عرضة للجزاء والعقاب. قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55-56].

 

قال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله: "المغبون من عطّل أيامه بالبطالات، وسلّط جوارحه، على الهلكات ومات قبل إفاقته من الجنايات".

﴿ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ﴾

 

أخي المبارك..

ألا تريد أن تصافح نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتجالس الأنبياء والصالحين، في جنة أعدها الله للمتقين المطيعين لله رب العالمين ولرسوله الأمين.

 

فقد قال الله عزو جل: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النِّسَاء: 69].

 

أخي الموفق..

ها هو القرآن يصور لنا ذلك النعيم في قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصْفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محَمَّد: 15].

 

حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، وبين أنهار الماء واللبن والخمر والعسل.

 

ألا تريد النعيم المقيم في جنة عرضها السماوات والأرض.

 

إنه فيض من عطاء الله، لا مقابل له من عمل العبد إلا أنه اهتدى ورجع عن الضلال، وتاب إلى حمى ربه ولاذ بالله بعد الشرود والمتاهة.

 

إن روح الإنسان لتستمتع أحيانًا بلمحة من جمال الإبداع الإلهي في الكون أو النفس؛ تراها في الليلة القمراء.. أو الليل الساجي.. أو الفجر الوليد.. أو الظل المديد.. أو البحر العباب.. أو الصحراء المنسابة.. أو الروض البهيج.. أو الطلعة البهية.. أو القلب النبيل.. أو الإيمان الواثق.. أو الصبر الجميل.. إلى آخر مطالع الجمال في هذا الوجود.. فتغمرها النشوة وتفيض بالسعادة وتتوارى عنها أشواك الحياة.. كيف بها وهي تنظر لا إلى جمال صنع الله ولكن إلى جمال ذات الله؟ وما لها لا تتنضّر وهي إلى جمال ربها تنظر؟.

 

إن الإنسان لينظر إلى شيء من صنع الله في الأرض. من طلعة بهية.. أو زهرة ندية.. أو روح نبيل.. أو فعل جميل فإذا السعادة تفيض من قلبه على ملامحه؛ فتبدو فيها الوضاءة. فكيف بها حين تنظر إلى جمال الكمال..

 

فما بال أناس يحرمون أرواحهم أن تعانق هذا النور الفائض بالفرح والسعادة؟.

 

إنها نعمة النظر إلى وجه الله الكريم..

 

والتي تعد أعظم نعمة ينعم بها الله على أهل الجنة.

 

﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يُونس: 26]، ففسرت الحسنى بأنها الجنة، وفسرت الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله الكريم، وهي المزيد الذي ذكر الله في قوله: ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة