• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   شعار موقع الشيخ أنور الداودأنور الداود النبراوي شعار موقع الشيخ أنور الداود
شبكة الألوكة / موقع أنور الداود النبراوي / مقالات


علامة باركود

أول الخطى

أنور الداود النبراوي


تاريخ الإضافة: 14/8/2010 ميلادي - 4/9/1431 هجري

الزيارات: 12938

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما أجمل أن يعرف العبد الهدف والغاية التي يسير إليها، وأن يدرك الطريق إلى الله، والأجمل من ذلك كله أن يضع قدمه بثبات ويقين على ذلك الطريق، نحو المقصد السامي والنبيل، وما أسعده حين يجعل أول تلك الخطوات هي تطهير النفس، وتزكيتها من الشوائب والعلائق التي تعيقها عن الوصول إلى الغاية الرشيدة، والحياة السعيدة، في جنة الرحمن وتحت ظلال الرحمة والرضوان، فإن هذا كله لا يتأتى في ظل وجود ذلك الركام من الموانع والصوارف من الذنوب والآثام.

 

لهذا كان الحديث إلى النفس، فهي أداة العمل التي زودها الله باستعدادات الخير والشر، والهدى والضلال، وقد عظم الله أمرها وأقسم بها فقال سبحانه:

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾[الشّمس: 7-8]

 

فالنفس إما إناء للطاعة والتقوى، وإما وعاء للضلال والفجور، والنفس تدعو إلى التكاسل والعصيان، والتقاعس عن تأدية أوامر الرحمن، ومقتضيات الإيمان، تارة بالوساوس نحو المهاوي والهلكات.

 

قال تبارك وتعالى﴿ :وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾.[ق: 16]

 

وتارة تأمر بالسوء، وفعل ما يسوء فتجلب للعبد فساد الحال، وسوء المآل إلا من عصم الله كما في قوله تعالى:

﴿ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.[يُوسُف: 53]

 

فلابد من مجاهدة النفس، وتخليصها من كل ما يشينها ويدنسها، لاسيما وأنها قد جبلت على الضعف والتقصير، وحب الدنيا، والملذات، ومسايرة سلطان الشهوات، فهي كما بين الله:

﴿ إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ *وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾.[العَاديَات: 6-8]

وذلك بالإقبال على الله، والرجوع إلى الحق، واتهام النفس، ودعوتها إلى التوبة، لاسيما وأن الله سبحانه يحب لعباده التوبة بل وأرادها لهم..

 

فهو القائل سبحانه:

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا ﴾.[النِّسَاء: 27]

 

فإن الله يريد لعباده اليسر والسلامة، والسعادة في الدنيا والآخرة، والذي لايكون إلا في هذا الدين، والتمسك بأوامره، والتحاكم إلى أحكامه، والتأدب بآدابه، ذلك إن أردنا النجاة والفلاح.

 

ولا طريق إلى السبيل الأمثل لتزكية النفس، ومقاومة الأعداء المتربصين بنا معشر البشر، من الهوى الذي يهوي بالمرء إلى الهلكات، والتصدي لفتن الدنيا الغرور وملذاتها، وإغاظة الشيطان، ورد كيده وعدوانه وتدبيره، بل وكيد أعوانه من الجن والإنس، من أتباع وأرباب الغواية والضلال، الذين يريدون بالبشرية الضياع، وخسارة الدارين، ولا يكون ذلك إلا بالتوبة والعودة إلى الحق.

 

ثم من تأمل في نهاية المطاف، وعاين عواقب الأمور ومستقبلها، ونظر بعين الأناة والبصيرة، فله حينها أن يتساءل.. أين لذة المعصية؟! وأين تعب الطاعة؟!.

لقد رحل كل بما فيه، نعوذ بالله من العمى والخذلان.

 

وكما ذكر الله:

﴿ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾.[الحَجّ: 46]

 

وكما قيل:

"فليت الذنوب إذا تخلّت خلت".

أي ليتها حين تخلت عنك وتركتك، تركت لك بالاً خاليًا من الهموم.

 

يقول يحيى بن معاذ رحمه الله :

"من أرضى الجوارح باللذات، فقد غرس لنفسه شجر الندامات".

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها

من الحرام ويبقى الوزر والعار

تبقى عواقب سوء في مغبتها

لاخير في لذة من بعدها النار





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة