• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / مقالات
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

ذكريات شموع الروضة (4) ما لا تعرفه عن الشيخ المقرئ أحمد بن جبريل السيسي - رحمه الله

د. صغير بن محمد الصغير

عدد الصفحات:18
عدد المجلدات:2

تاريخ الإضافة: 10/7/2021 ميلادي - 30/11/1442 هجري

الزيارات: 10019

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر


 


 

ذكريات شموع الروضة (4)

ما لا تعرفه عن الشيخ المقرئ أحمد بن جبريل السيسي (رحمه الله)


رب يسر وأعن وبارك يا كريم

لقد لحق بالركب رحمه الله، ولم أكن أعلم أن زيارتي له رحمه الله في منزله في أواسط رمضان الماضي 1442هـ مع أخي الفاضل خالد بن عبدالله الفهيد، وابني عبدالعزيز أبي أيوب - حفظهما الله - كانت وداعيَّة؛ حيث بعدها بشهر تقريبًا أُصيب ثم دخل العناية المركزة أيامًا ثم توفي رحمه الله.

 

أعتبر لقائي به في تلك الليلة استثنائيًّا على الرغم من قصر اللقاء والتباعد الجسدي بيني وبينه بسبب ظروف الوباء، إلا أن اللقاء كان مختلفًا كان يسأل عن أحوال أهل الحي والأقارب، كان مبتسمًا منشرحًا يمازح الصغير، مكثرًا من الحمد والثناء على الله عز وجل.

 

لما خرجت منه لا أدري كيف تذكرت قوله تعالى في سورة الأنعام: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُون ﴾ [الأنعام: 120]؟

 

إنَّه المقطع الذي شرحه لنا في كلية الشريعة عندما كان متعاونًا في التدريس فيها قبل سنين طويلة، واستغرق في شرحه حوالي ست محاضرات إن لم تخني الذاكرة.

 

ملخصه كما ذكر البغوي -رحمه الله-: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ﴾ يَعْنِي: الذُّنُوبَ كُلَّهَا لِأَنَّهَا لَا تَخْلُو مِنْ هَذَيْنَ الْوَجْهَيْنِ، قَالَ قَتَادَةُ: عَلَانِيَتِهِ وَسِرِّهِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ظَاهِرُ الْإِثْمِ مَا يَعْمَلُهُ بِالْجَوَارِحِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَاطِنُهُ مَا يَنْوِيهِ وَيَقْصِدُهُ بِقَلْبِهِ كَالْمُصِرِّ عَلَى الذَّنْبِ الْقَاصِدِ لَهُ.

 

وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: ظَاهِرُهُ الزِّنَا وَبَاطِنُهُ الْمُخَالَفةُ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ ظَاهِرَ الْإِثْمِ الْإِعْلَانُ بِالزِّنَا، وَهُمْ أَصْحَابُ الرايَاتِ، وَبَاطِنَهُ الِاسْتِسْرَارُ بِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يُحِبُّونَ الزِّنَا فَكَانَ الشَّرِيفُ مِنْهُمْ يَتَشَرَّفُ، فَيُسِرُّ بِهِ، وَغَيْرُ الشَّرِيفِ لَا يُبَالِي بِهِ فَيُظْهِرُهُ، فَحَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: ظَاهِرُ الْإِثْمِ نِكَاحُ الْمَحَارِمِ وَبَاطِنُهُ الزِّنَا.

 

وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: ظَاهِرُ الْإِثْمِ التَّجَرُّدُ مِنَ الثِّيَابِ وَالتَّعَرِّي فِي الطَّوَافِ وَالْبَاطِنُ الزِّنَا، وَرَوَى حِيَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ: ظَاهِرُ الْإِثْمِ طَوَافُ الرِّجَالِ بِالْبَيْتِ نَهَارًا عُرَاةً، وَبَاطِنُهُ طَوَافُ النِّسَاءِ بِاللَّيْلِ عُرَاةً، ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ ﴾ فِي الْآخِرَةِ، ﴿بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴾ يَكْتَسِبُونَ فِي الدُّنْيَا"[1].

 

كان شرحه رحمه الله مميزًا ومؤثرًا وكنت أصغي له باندهاش؛ حيث إني أعرفه مذ كنت طفلًا، فهو أستاذنا في الكُتَّاب وفي التلقين - إن صح التعبير - وفي الابتدائي، والمتوسط، ولم أكن أتصور أن معلمنا ونحن صغار يحمل كمًّا علميًّا كبيرًا.

 

الشيخ أحمد رحمه الله قرأنا عليه نحن أبناء الحي الفاتحة وقصار السور والمفصَّل، وثُلة ختموا بين يديه، وبعضهم ختم أكثر من مرة، وبعضهم نصف القرآن وبعضهم رُبُعه، فله فضل بعد الله على كثير من أهل الحي وطلاب العلم فيه.

 

هذا متعارف عليه منذ حوالي أربعين سنة أو تزيد، ومما لا يعرفه الكثير أنّه رحمه الله أنشأ جامعًا ومدرسةً، وما يلحق بهما وأشرف على معلميهما هناك في بلاده في مالي سنوات طويلة، ولعل هذا الفضل في التعليم يعود أيضًا بعد الله لمن كان سببٌ في وجوده عندنا وهو الشيخ عبدالرحمن الفريان رحمه الله مؤسس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في المملكة بمباركة من الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله الذي ترأسها من عام 1382هـ حتى وفاته رحمه الله، فعاش نصف قرن في خدمة كتاب الله وتعليمه.

 

الشيخ أحمد جبريل سيسي رحمه الله كانت له علاقة مع الشيخ الجليل عبدالرحمن الفريان - رحمه الله - ثم استمرت علاقته مع أبنائه حفظهم الله، كما أنه رحمه الله يحمل تزكيات علمية من علماء أجِلَّاء رحمهم الله منهم: الشيخ محمد بن سبيل - رحمه الله - إمام الحرم المكي، والشيخ العالم المصري محمد الراوي - رحمه الله - والشيخ عبدالعزيز إسماعيل رحمه الله وغيرهم.

 

ما لا يعرفه الكثير أن الشيخ أحمد - رحمه الله - يحمل معه إجازات علمية بالقراءات العشر، وكان يتقن رواية الأئمة ورش وقالون عن الإمام نافع - رحمهم الله - ويُتقن رواية الأئمة شعبة وحفص عن عاصم - رحمه الله - ولذا كانت رسالته الدكتوراه تحمل عنوانًا مميزًا وهو: "اتجاهات المفسرين في توجيه القراءات".

 

ومما لا يعرفه الكثير عن الشيخ - رحمه الله - أن له مؤلفات نافعة لم تأخذ حقها في الانتشار، ومن يدري لعل البركة تنالها مع تقادم الزمن، ومن مؤلفاته:

ضعف الرواية بالمأثور وأسبابه في التفسير، غزوة خيبر من خلال الكتب الستة، خلق العالم والمتعلم، السنّة والسلف الصالح رحمهم الله.

 

ومما لا يعرفه الكثير عن الشيخ أحمد رحمه الله أنه كان فقيهًا، وحصل مرة أن إمامنا في الحي قديمًا استشار الجماعة هل يجمع بين المغرب والعشاء بسبب المطر أم لا؟ فسأل أحد المشايخ الفضلاء، فرجَّح عدم الجمع لعدم وجود مشقة، ثم استشار الشيخ أحمد وكنت خلفه، فقال رحمه الله: الجمع سنَّة والمشقة لا تضبط برأي شخص، فقرر الإمام الجمع وأخذ برأيه.

 

ومما لا يعرفه إلا طلابه عنه أنه كان - رحمه الله - أبيض القلب نقي السريرة، لا يحقد على أحد، لقد بلغ الشيخ سبعين عامًا - رحمه الله - حيث كانت ولادته في عام 1952م /1371هـ، سبعون عامًا في الصبر والاحتساب والعلم والتعليم للقرآن الكريم والعبادة بالخفاء، ملازمًا لروضة الجامع عن يمين الإمام إلى أن اشتد المرض به.

 

ابتلي بوفاة زوجته أم علي - رحمها الله - التي تركت له أطفالًا صغارًا، ثم تزوج بأم عبدالله - حفظها الله - التي كانت عونًا له مع أبنائه وبناته -حفظهم الله - في جميع شؤونه، خاصةً بعد مرضه.

 

ثم ابتُلي بمرضه الذي أقعده على الكرسي المتحرك سنوات عديدة وابتلي مع ذلك ببُعد وسفر بعض أبنائه وأقاربه عنه بسبب ظروف عائلية خاصة، وعاش زاهدًا متعففًا، لا تسمع منه أي تضجُّر أو تسخط، كثير الدعاء والقراءة والحمد والثناء على الله عز وجل، حتى إنَّك إذا جالسته تشعر أن الدنيا لا تعنيه بشيء.

 

لقد رحل شيخنا - رحمه الله - تاركًا هذا الأثر الكبير صابرًا محتسبًا، وصُلِّي عليه في عصر يوم الجمعة 22 /11 /1442هـ في الرياض.

 

غفَر الله له ورحمه، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به ووالدينا وأحبابنا والمسلمين في جنات عدن على سرر متقابلين.

 

وبارك في عقبه وأصلَحهم، وهداهم وذرارينا والمسلمين، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

جامع الأمير متعب الغربي بالملز

عصر يوم الأربعاء 27/11/1442 هـ.



[1] تفسير البغوي، طيبة (3/ 183).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رحمك الله برحمته الواسعة وغفر لك وأحسن إليك
عمره أحمد - Saudi Arabia 08-07-2022 02:41 PM

اللّهم اغفر لمن كان يرد التحية بأحسن منها
اللّهم اغفر لمن كان حامداً شكوراً صابرا
اللّهم اغفر لمن كان مستغفراً بالليل والنهار وبالاسحار
اللّهم اغفر لمن كان يقضي الليل قياماً وركوعا
اللّهم اغفر لمن كان فقيهاً في الدين حافظاً لكتابك ومعلماً له
اللّهم اغفر لمن علمني الإيمان والإحسان وحِفظ القرآن
اللّهم جازه عن علمه خير ما جُزيت به عالماً عن علمه وأرفع بها درجته مع الانبياء والصديقين والصالحين وبلغه بها صحبة وشفاعه افضل خلقك محمد عليه الصلاة والسلام

اللّهم اغفر لأبي ولأحبة أبي ولكل من حمل وداً لأبي ..
ولكل من دعا لأبي ولكل من حفظ كتابك أو آية منه على يديه .. جزاكم الله خير

1- رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
عابر سبيل - السعودية 16-06-2022 07:38 AM

رحمك الله يا شيخنا يا من تعلمنا القرآن منك وأسكنك فسيح جناته ورزق ذويك الصبر والسلوان يا كريم يا مجيب الله يجمع شمل عائلتك ولا يفرقهم والله من أزهد وأطيب وأكثر من آنس بالجلوس معهم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة