• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / مقالات
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

من تدابير الخالق (إن لهذه العقرب لشأنا)

د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 3/12/2017 ميلادي - 14/3/1439 هجري

الزيارات: 13850

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من تدابير الخالق

(إنّ لهذه العقرب لشأنا)


قال ابن باكويه: وحدثنا بكران بن أحمد قال: سَمِعْتُ يوسف بن الحسين يقولُ: كنت مع ذي النون المصري على شاطىء غدير فنظرت إلى عقرب أعظم ما يكون على شط الغدير واقفة فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت.


فقال ذو النون: إن لهذه العقرب لشأنا فامض بنا فجعلنا نقفوا أثرها فإذا رجل نائم سكران وإذا حية قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره وهي تطلب أذنه فاستحكمت العقرب من الحية فضربتها فانقلبت وانفسخت.


ورجعت العقرب إلى الغدير فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت.

فحرك ذو النون الرجل النائم ففتح عينيه فقال: يا فتى! انظر مما نجاك الله: هذه العقرب جاءت فقتلت هذه الحية التي أرادتك.


ثم أنشأ ذو النون يقول:

يا غافلا والجليل يحرسه
من كل سوء يدب في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك
تأتيه منه فوائد النعم

 

فنهض الشاب وقال: إلهي! هذا فعلك بمن عصاك فكيف رفقك بمن يطيعك؟ ثم ولى فقلت: إلى أين؟ قال: إلى البادية والله لا عدت إلى المدن أبدا![1].


و روي أنَّ امرأة دخلت على داود عليه السلام فقالت: يا نبيَّ الله، ربك ظالم أم عادل؟! فقال داود: ويحك يا امرأة! هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها: ما قصتك؟ قالت: إني امرأة أرملة، عندي عيال وثلاث بنات أقوم عليهم من عمل يدي، فلما كان الأمس شددتُ غزلي في خرقة حمراء، وأردت أن أذهب للسوق لأبيعه وأبلغ به أطفالي، فإذا أنا بطائر قد انقضَّ عليَّ وأخذ الخرقة والغزْل وذهب، وبقيتُ حزينة لا أملك شيئًا أبلغ به أطفالي، فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام وإذا بالباب يطرق على داود، فأذِن بالدخول، وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مئة دينار، قالوا: يا نبي الله، أعطها لمستحقها، فقال داود: ما حملكم على دفْع هذا المال؟ قالوا: يا نبيَّ الله، كنا في مركب فهاجت علينا الرِّيح، وأشرفنا على الغرق، فإذا بطائر قد ألقى علينا خِرقةً حمراء وفيها غزل، فسدَدْنا به عيب المركب، فهانت علينا الريح، وانسدَّ العيب، ونذرنا لله أن يتصدَّق كل واحد منا بمئة دينار، فهذا المال بين يديك، فتصدق به على من أردتَ، فالتفت داود إلى المرأة، وقال: "ربٌّ يتَّجر لك في البَرِّ والبحر، وتجعلينه ظالمًا؟! وأعطاها مئة دينار، وقال لها: أنفقيها على عِيالك"[2].


ما يحصل من أمور في هذا الكون فهي من تدابير الخالق فلا تقلق ولاتيأس وتفاءل، وتوكل عليه سبحانه فهو أرحم بنا من أمهاتنا وآبائنا، فربَّ محنة تحمل بين طياتها منحاً عظيمة، فهو سبحانه من ﴿ يُدَبِّرُ الأمْرَ ﴾ القدري والأمر الشرعي، الجميع هو المتفرد بتدبيره، نازلة تلك التدابير من عند المليك القدير ﴿ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ﴾ فَيُسْعِدُ بها ويُشْقِي، ويُغْنِي ويُفْقِرُ، ويُعِزُّ، ويُذِلُّ، ويُكرِمُ، ويُهِينُ، ويرفع أقوامًا، ويضع آخرين، ويُنزل الأرزاق.

 

﴿ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ﴾ أي: الأمر ينزل من عنده، ويعرج إليه ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [السجدة: 5] وهو يعرج إليه، ويصله في لحظة.

 

﴿ ذَلِكَ ﴾ الذي خلق تلك المخلوقات العظيمة، الذي استوى على العرش العظيم، وانفرد بالتدابير، ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ فبسعة علمه، وكمال عزته، وعموم رحمته، أوجدها، وأودع فيها، من المنافع ما أودع، ولم يعسر عليه تدبيرها.[3]

 

قال صلى الله عليه وسلم (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)[4].

 

و تأمل قول الله تعالى: ﴿ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ﴾ [5]. قال ابن كثير: على كل تقدير، فهي عامة، وإن كان سبب نزولها خاصا، فقد أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن اتباع طريق الحق، فسيفعلون ذلك، ثم تذهب أموالهم، ﴿ ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ﴾ أي: ندامة، حيث لم تجد شيئا، لأنهم أرادوا إطفاء نور الله وظهور كلمتهم على كلمة الحق، والله متم نوره ولو كره الكافرون، وناصر دينه، ومعلن كلمته، ومظهر دينه على كل دين. فهذا الخزي لهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار، فمن عاش منهم، رأى بعينه وسمع بأذنه ما يسوءه، ومن قتل منهم أو مات، فإلى الخزي الأبدي والعذاب السرمدي.[6]

 

أبعد هذا أيمكن لك أن تحزن!



[1] التوابين لابن قدامة 1 /135.

[2] القصة هي حكاية من الحكايات ليست حديثاً، فهي تروى من غير تصديق ولا تكذيب، فالغالب أنها من الإسرائيليات التي جاز لنا حكايتها مع عدم الجزم بوقوعها. ( الإسلام سؤال وجواب).

[3] تفسير السعدي 1 /654.

[4] رواه مسلم 1 /2295 برقم2999.

[5] الأنفال 36.

[6] تفسير ابن كثير 4 /53.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة