• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور صغير بن محمد الصغيرد. صغير بن محمد الصغير الدكتور صغير بن محمد الصغير عليه وسلم
شبكة الألوكة / موقع د. صغير بن محمد الصغير / الاستشارات
لمراسلة الدكتور صغير الصغير


Tweets by d_sogher
علامة باركود

الحكمة من خلق الخلق

الحكمة من خلق الخلق
د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 2/6/2019 ميلادي - 28/9/1440 هجري

الزيارات: 13500

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سائل يستفسر عن الحِكمة مِن خَلْقِ الخلق بأعداد كبيرة، ويريد التميُّز عن البشر بعملٍ ما.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك شيء يؤرِّقني في الآونة الأخيرة، وهو معرفة حِكمة الله من خلْق البشر بأعداد كبيرة (غير حكمة العبادة)، وما حُكم طلب التميز عن هؤلاء؟ وأخيرًا هناك شيء في نفسي يدعوني بألا أُصبح مثل أغلبية الناس يُولدون ويموتون، ولا أحد يعرفهم، بل يأمرني أن أبقي اسمي في التاريخ، وجزاكم الله خيرًا.


الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله لك الثبات على الدين والتوفيق للعلم النافع والعمل الصالح، أما الحكمة من خلق البشر غير حكمة العبادة، ففي البداية لا شك أن لكل حُكم حِكمةً، ولكل شيء في هذا الكون حكمة، قد نعلمها وقد لا نعلمها، وقد يعلمها بعض البشر وقد لا يعلمها البعض الآخر، وقد تخفى أحيانًا على جميع البشر، وقد يلتمس شيئًا منها بعض العلماء التماسًا، بل من أسماء الله تعالى الحكيم، ومن صفاته جل وعلا الحكمة؛ قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "وهذه القاعدة مأخوذة من قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [التحريم: 2]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 11]، وغيرهما من الآيات الكثيرة الدالة على إثبات الحكمة لله عز وجل فيما يخلقه وفيما يُشرِّعه؛ أي: في أحكامه الكونية، وأحكامه الشرعية، فإنه ما من شيءٍ يَخلقه الله عز وجل إلا له حِكمة، سواء كان ذلك في إيجاده أو في إعدامه، وما من شيء يشرعه الله تعالى إلا لحكمة، سواء كان ذلك في إيجابه، أو تحريمه، أو إباحته، لكن هذه الحكم التي يتضمنها حُكمه الكوني والشرعي قد تكون معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض حسب ما يؤتيهم الله سبحانه وتعالى من العلم والفَهم.."؛ ا. هـ؛ (مجموع وفتاوى ورسائل الشيخ 1/ 87).

 

وأما الحكمة والغاية الجليلة مِن خلْق الخلق، فمن المعلوم أن الله تعالى لم يخلق البشر عبثًا: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 115، 116]، بل كما قال الله تعالى:﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، فالحكمة من خلقهم عبادة الله وحدة لا شريك له؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفةً لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلَق الله المكلفين لأجله، فما خلَقهم لحاجة منه إليهم"؛ ا.هـ؛ (تفسير ابن سعدي 1/ 813).

 

والمتأمل في نصوص الكتاب والسنة يجد أيضًا أن هناك حِكَمًا أخرى، لكنها تدخل تحت هذه الحكمة الجليلة عبادة الله والإخلاص له وتوحيده سبحانه وبحمده؛ إذ مفهوم العبادة شامل وواسع، ومن ذلك مثلًا ما قال الله تعالى عن قوم ثمود: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]، فقوله: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}؛ أي: خلَقكم فيها، ﴿ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾؛ أي: استخلفكم فيها، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكَّنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون، وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون مصالحها، فكما أنه لا شريك له في جميع ذلك، فلا تشركوا به في عبادته؛ (تفسير ابن سعدي 1/ 384).

 

وأما بالنسبة للشق الآخر من السؤال، فمن الرائع أن يكون للإنسان طموح للتميز فيما يرضي الله عز وجل، وأُذكرك بالإخلاص لله تعالى بدون كبر أو غرورٍ، وألا يكون التميز فيما لا يجوز شرعًا، أو في أمرٍ من المشتبهات، وهذا التميز والإنتاج يتحقق بعد توفيق الله تعالى والتوكل عليه ببذل الأسباب والتخطيط للحياة بشكل واضحٍ، ورسم أهداف لحياتك، فاستعنْ بالله ولا تعجِز ولا تسوِّف، واحذَر من التمني بدون عملٍ، وفَّقنا الله وإياك لكل خيرٍ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • مقالات
  • خطب مكتوبة
  • صوتيات
  • الاستشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة