• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات


علامة باركود

شرح العقيدة الواسطية (6)

شرح العقيدة الواسطية (7)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 12/9/2015 ميلادي - 28/11/1436 هجري

الزيارات: 10586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح العقيدة الواسطية (6)


قوله سبحانه: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ [الفرقان: 58]:

فيه أن نفْي الموت عن الله من الكمال الذي فيه كمال ضد المنفي؛ لكمال حياته.

 

والآيات التي ساقها الشيخ رحمه الله بعد ذلك هي في إثبات علم الله تعالى؛ إثبات صفة العلم، وهو من أجلِّ الصفات، وكلُّ صفات الله جليلة، ومن ذلك قوله تعالى في أول الحديد يمدح نفسه ويُمجِّدها، ويُعرف خلقَه بنفسه سبحانه، فإن الأسماء والصفات في القرآن تُعرف من الله إلينا، يعرفنا الله بنفسه في أسماء وصفاته؛ فقال:

 

وقوله سبحانه: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]:

هذه الأسماء - الأول والآخر، والظاهر والباطن - فسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرَّج في الصحيح من أذكار النوم: ((اللهمَّ أنت الأول فليس قبلك شيء)) الحديث[1]، فلا مزيد على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني هذه الأسماء الحسنى.

 

• الفرق بين بابَي الوصْف والخبر في حق الله:

المتكلِّمون قد يسمونه تعالى بالقديم، والقديم ليس من أسماء الله، ولكن يجوز إطلاقه خَبرًا عن الله؛ لأنَّ من قواعد أهل السنة في الصفات التوقيفَ، فلا نَصِف الله ولا نُسميه إلا بما جاء في الكتاب والسنَّة الصحيحة، وهذه هي القاعدة في باب الوصف والتسمِّي، لكن في باب الخبر يجوز أن نخبر عن الله بكل معنًى صحيح، والأخبار جاءت في القرآن؛ فقد قال تعالى: ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: 19]، فيقال: إن الله شيء، لكنه شيء لا كالأشياء، وفي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا شخْصَ أغيَرُ من الله))[2]، فلا يقال: إنَّ الله يسمَّى ويوصف بالشخص؛ لأنَّ هذا من باب الخبر عن الله تعالى، فباب الأخبار - وهذه قاعدة - أوسع من باب الوصْف والتسمي، فنَقول: يَجوز أن يخبر عن الله بكل معنى صحيح يليق به سبحانه، يقال: إنَّ الله سابق الصَّوت، وسابق الفوت هذا معنى صحيح، فيُخبَر به عن الله، لكن لا يجوز أن يوصَف الله أو يُسمَّى إلا بما ثبَت من أسمائه وصفاته، فيخبر عن الله بأنه متقدِّم على غيره، لكن مع الكراهة؛ لأنَّ عندنا مِن أسماء الله ما يُغنينا عن هذا المعنى، وهو اسم الله الأول الذي ليس قبله شيء.

 

ومما يُسمى به الله عند النَّاس: الدائم، وليس الدائم من أسماء الله، ولهذا في بعض البلدان إذا خرَجوا في جنازة ردَّدوا: "يا دائم، هو الدائم، ولا دائم غير الله..." إلى أن يبلغ بالجنازة إلى المقبُرة، وربما سمَّوا أنفسَهم بعبدالدائم وأولادَهم، أو عبدالموجود، فالدائم والموجود ليسا مِن أسماء الله، لكنُ يخبَر عن الله بأنه دائمٌ ويُخبَر عن الله بأنه موجود، ولكن الذي مِن أسمائه سبحانه وتعالى "الآخر" دلَّ على معنى الدائم وزيادة.

 

﴿ وَالْآخِرُ ﴾ [الحديد: 3]: الذي ليس بعده شيء، يفنى خلقه وهو سبحانه باق لا يَفنى، ﴿ وَالظَّاهِرُ ﴾ [الحديد: 3]: الذي ليس فوقه شيء، وهذه من أدلة علوِّ الله بذاته أنه ظاهر، ﴿ وَالْبَاطِنُ ﴾ [الحديد: 3] بمعنى أنه قريب ليس دونه شيء؛ كما فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم.

 

﴿ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]؛ فسياق هذه الآية إثباتُ علم الله تعالى بكل شيء، وهذا دليل على علم الله بكلِّ شيء مما كان ومما يكون ومما لم يكن لو كان كيف يكون؛ لأنه شيء حتى ولو في داخل الذي يُسمى شيئًا، والله به عليم.

 

• إثبات صفة العلم لله عز وجل:

وقوله سبحانه: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [التحريم: 2]، ﴿ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]:

فيه إثبات علمه سبحانه وتعالى وأنَّ مِن علمه أنه يُخبر علمه علم الخبير بهم؛ أي: الذي يعرف دقائقهم وتفاصيلهم، ولا يعزب عنه منهم شيء: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ﴾ [سبأ: 2].

 

هذا في إثبات العلم لشيء قد يَطرأ على الذِّهن أنَّ الله لا يعلمه، فكل ما يلج في الأرض بأن يدخل فيها، وكل ما يعرج في السماء، وكل ما ينزل منها فإن الله يَعلمه جلَّ جلاله.

 

• وجماع الغيب في قول الله تعالى:

وقوله: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59]:

مفاتح الغيب فسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((مفاتحُ الغيب خمسٌ لا يعلمهنَّ إلا الله))، وهي التي جاءت في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34]، فمفاتح الغيب هي أصوله ومعاقده، وأعظم أمور الغيب لا يعلمها إلا هو، ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾ [الأنعام: 59]: (ما) موصولة بمعنى الذي، فكل ما في البر وما في البحر فإنَّ الله يعلمه، ﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ﴾ [الأنعام: 59]، سبحان الذي لا إله إلا هو قد أحاط بكل شيء علمًا، ﴿ وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، عَلِمها ربُّنا وكتبها في كتاب مبين بيِّن ظاهر ليس خافيًا وهو اللوح المحفوظ، فكل شيء كتبه الله في اللوح فقد سبق به عِلمه قبل أن يقع بخمسين ألف سنة أو بأكثر من ذلك.

 

وقوله: ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ﴾ [فاطر: 11]:

(أنثى) تشمَل البشر أو الجن أو سائر مخلوقات الله المخلوقة، فلا تحمل ولا تضَع إلا بعلم الله تعالى، وهذا فيه ردٌّ على الفلاسفة الذين قالوا: علم الله خاصٌّ بالكليات دون الجزئيات! فهذه الآيات فيها أنَّ الله أحاط علمًا بالجزئيات والتفصيلات، وهم قالوا ذلك لئلا يتع؛ب لأنَّ المخلوق إذا أحاط بالأشياء تفصيلاً تعب ذهنه، وهذا ما وقعوا فيه مِن تشبيههم الخالق بالمخلوق.

 

وقوله: ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾[الطلاق: 12]:

أي: لا يُعجزه شيء؛ فقدرته أحاطت بكل شيء، وأنَّ الله تعالى أحاط بكل شيء عِلمًا، وهو على كل شيء قدير؛ ولهذا تأتي هذه الآية كثيرًا في القرآن: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]، لم يأتِ إلا في موضع واحد في قوله: ﴿ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 29]، أما بقية المواضِع ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]؛ لأنَّ قدرته أحاطت بكل شيء، وفي العلم قد أحاط الله بكل شيء علمًا فأحاط تفصيلاً وأحاط به كلية، وأحاط في أدقِّ الأمور؛ فعلم الله لا يَغيب عنها، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ﴾ [سبأ: 3]؛ أي: إنه لا يغيب عن علم الله ولو مثقال ذرة في حقارتها وفي رقتها، فسبحان من أحاط بكل شيء علمًا، لا إله إلا هو ما قدَرناه حقَّ قدره.

وهو العليمُ أحاط علمًا بالذي
في الكون مِن سرٍّ ومِن إعلانِ
وبكل شيء علمه سبحانه
فهو المُحيط وليس ذا نسيانِ
وكذاك يَعلم ما يكون غدًا وما
قد كان والموجود في ذا الآنِ

 


[1] - رواه مسلم (2713)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] - رواه البخاري في كتاب التوحيد (7009).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة