• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة اللقاح والشائعات

خطبة اللقاح والشائعات
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 17/4/2025 ميلادي - 18/10/1446 هجري

الزيارات: 1499

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللقاح والشائعات

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شهادةً نرجو بها الفلاح والنجاة يوم لقاه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله ومرتضاه صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن والاه، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

 

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى؛ فإن أجسادنا على النار لا تقوى.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

 

أيها المؤمنون! هبت على الناس هبائب الحر ففروا منها شكايةً، وفروا منها إلى الأماكن الباردة، وشاعت فيهم شائعات التحذير والتخذيل من هذا اللقاح، لقاح هذا الوباء وباء كورونا، فأصبحوا يتحدثون أنه يقطع النسل، أو أنه يصيب بالموت بعد سنةٍ أو سنتين؛ ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ [الجمعة: 8].

 

وماذا بعد الموت يا عباد الله؟

الموت كـــأسٌ وكل النـاس تـشربه       والقبر دارٌ وكل الناس تسكنه

 

والشائعات وأثرها عظيم، لا سيما عبر هذه الوسائل الاجتماعية المعاصرة على مختلف أنواعها ومشاربها.

 

ففي الصحيحين[1] من حديث سمرة بن جندبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أتاني الليلة آتيان من ربي، فقالا لي: انطلق، وفي حديثه: فمر على رجلين، مع أحدهما كلوب وإذا هو يشق فاه الآخر إلى قفاه ومنخره إلى قفاه، فقلت: سبحان الله، ما هذان؟ قال: هذا الرجل يخرج من بيته فيلقي بالكذبة فتطير في الأفاق فلا يزال يُعذَّب هكذا إلى أن تقوم الساعة».

 

إن الشائعات وخطرها يا عباد الله، خطرها على الناس في عقيدتهم وفي أخلاقهم ومروءتهم، وفي مصالح دينهم ودنياهم أثرها عظيم، لم؟ لأنهم أصغوا إلى من ليسوا من أهل الاختصاص، وتناقلوها على جهة التعجب والاعتبار، فقرت في نفوس الضعفاء والبؤساء. نعم إنهم ضعفاء في العقل، وضعفاء في الدين، حتى أثرت فيهم هذه الشائعات أيما تأثير، وصرفتهم عن ما يجب عليهم.

 

والمؤمن يا عباد الله إنما هو يسير في هذا الكون بتسيير الله له، يمضي فيه بقضاء الله وقدره، ثم إنه يتخذ الأسباب الشرعية والأسباب الدنيوية لتحصيل مطلوبه، أما ذم الأسباب وطرحها فقدحٌ في العقل، كما أنه قدحٌ في الدين الذي أمر باتخاذ الأسباب.

 

جاء رجلٌ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، ناقتي أأعقلها أم أتكل؟ أي أتكل على الله في حفظها، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعقلها واتكل»[2]، أي: افعل السبب واتكل على الله عَزَّ وَجَلَّ في حصول المسبب.

 

وهذه مريم بنت عمران عليها وعلى أنبياء الله أفضل صلاةٍ وأزكى سلام جاءها المخاض إلى جذع النخلة، فبماذا أمرها ربي؟ أمرها أن تهز بجذع النخلة تساقط عليها رطبًا جنيًا، امرأةٌ في مخاضها أشد ما تكون ضعفًا ومع هذا يأمرها الله أن تهز جذع النخلة، من يستطيع منكم أن معاشر الأقوياء النشطاء أن يهز جذع النخلة؟ إن ذلك إنما هو تعليمٌ من الله باتخاذ الأسباب، والاعتماد عليه جَلَّ وَعَلا في حصول مسبباتها، ألم تر أن الله قال لمريم: وهزي إليك بجذع النخل تساقط الرطب، ولو شاء الله أن تجنيه من غير هزه جنته، ولكن كل شيءٍ له سبب.

 

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إعظامًا لشانه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سلف من إخوانه، وسار على نهجهم واقتفى أثرهم وأحبهم وذبَّ عنهم إلى يوم رضوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

 

عباد الله! فاتقوا الله حق التقوى، اتقوه سبحانه، وارجوا ما عنده، وتوكلوا عليه واعتمدوا في قلوبكم عليه، فإن هذا هو خالص الإيمان وهو كماله، واحذروا عباد الله الشائعات التي تدور على الناس في مجالسهم وتحذرهم مما هو ليس بصحيح، واحذروها أن تدور بينكم، أو أن تكون أنت –يا رعاك الله- واسطة نقلها إلى غيرك.

 

واعلموا أن دينكم دينٌ عظيم، نهانا عن كل ما يضرنا في ديننا ودنيانا، وقد ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلًا عظيمًا يُعرف الآن عند عامة العقلاء بالطب الوقائي، فقال: «إذا سمعتم بالطاعون»؛ وهو كل وباءٍ ينتشر، «إذا سمعتم بالطاعون نزل في أرضٍ فلا تقدموا عليها، وإذا نزل عليكم وأنتم بأرضٍ فلا تخرجوا منها»[3]؛ وهذه الدعوات المتكررة بالاحترازات الاجتماعية من التباعد ومن لبس الكمام، ومن ذلك أخذ هذا اللقاح توالت عليكم مرةً بعد مرة، فاتقوا الله –عباد الله-، واسمعوا لولاة أموركم، واتقوا ربكم جَلَّ وَعَلا، وتقربوا إلى الله بطاعتهم بذلك، واعلموا أنها أسباب، أما الشافي والمعافي فهو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، والذي قال: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: 80].

 

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] أخرجه البخاري (1386)، ولم أقف عليه في مسلم، والله أعلم.

[2] أخرجه الترمذي (2517) بنحوه.

[3] أخرجه البخاري (5728)، ومسلم (2218) بنحوه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة