• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور علي الشبلالدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل شعار موقع الدكتور علي الشبل
شبكة الألوكة / موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل / خطب


علامة باركود

خطبة اغتنام الأجر

خطبة اغتنام الأجر
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل


تاريخ الإضافة: 6/11/2023 ميلادي - 22/4/1445 هجري

الزيارات: 8317

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة اغتنام الأجر

 

الخطبة الأولى

الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ حمدًا حمدًا، والشكر له سُبْحَانَهُ شكرًا شكرًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وصفيه وخليله، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسَارَ عَلَىٰ نَهْجِهِم، وَاقْتَفَى أَثَرَهُم إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا مزيدًا؛ أَمَّا بَعْدُ:-

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

• أَيُّهَا المؤمنون! هٰذِه الأعمار تنقضي سريعًا، وَهٰذِه مواسم الخيرات ومواسم الرحمات ما أسرع ما تنقضي وتمضي، فمن أودع فيها خيرًا فيا سعده! ومن أودع غير ذلك فلا يلومن إِلَّا نفسه!

 

• عباد الله! أنتم في العشر الأخير من رمضان، ولياليه هي أفضل ليالي العام عَلَىٰ الإطلاق، كما أنَّ أيام العشر الأولى من ذي الحجة هي أفضل أيام العام عَلَىٰ الإطلاق، أتدرون لِمَ يا رعاكم الله؟

 

• فإنَّ الليالي العشر الأخيرة من رمضان هي أفضل الليالي لاشتمالها عَلَىٰ هٰذِه الليلة الشريفة، الليلة الفاضلة، ليلة القدر، وسُميت بهذا الاسم؛ لأنَّ الله جَلَّ وَعَلَا يُنزِل فيها مقادير السنة، ولأنَّ الله جَلَّ وَعَلَا ابتدأ إنزال القرآن فيها، فَهٰذِه ليلةٌ شريفة، من وافقها قائمًا مصليًا تاليًا عابدًا، من وافقها راجيًا رحمة الله عَزَّ وَجَلَّ إيمانًا واحتسابًا، أي: عبودية وتوحيدًا، يحتسب ثواب ذلك عَلَىٰ الله؛ كان عمله فيها خير من عمل غيره ألف شهر.

 

• وَأَمَّا أيام العشر الأولى من ذي الحجة فهي أفضل الأيام؛ لاشتمالها عَلَىٰ يوم عرفة، وعَلَىٰ عيد النحر، الَّذِي هو أفضل الأيام.

 

• عباد الله! جاءتكم العشر الأخير من رمضان، فما شأنك يا عبد الله فيها؟ أما زلت عَلَىٰ غيِّك ولهوك، وما زلت في غفلتك؟ سهرٌ بِاَللَّيْلِ، وتقطيع للصِّيَامِ بِالنَّهَارِ بالنوم، وغفلات عن مسابقة المسابقين، ومسارعة المسارعين؟! فَإِلَىٰ مَتَىٰ هٰذِه الغفلة يا عبد الله؟ إِلَىٰ مَتَىٰ هٰذَا الإعراض؟ إِلَىٰ مَتَىٰ هٰذَا اللهو؟ ألا تخشى أن يفجأك الموت وأنت لا تشعر؟ فأعدوا للموت عدته، واستعدوا لما بعد الموت بعملٍ صالح، تحبون وتسرون أن تلقوا ربكم عَزَّ وَجَلَّ به.

 

• ليلة القدر يا عباد الله! ليلةٌ فاضلة، ليلة شريفة، هي في أصح أقوال العلماء ليلة متنقلة، لا تثبت في ليلة واحدة، قَالَ نَبِيُّنا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «من كان منكم متحريها؛ فليتحرَّها في العشر الأواخر من رمضان» أخرجاه في الصحيحين[1]، وهي في ليالي الأوتار آكد، ولا يعني ذلك أنها لا تكون في الأشفاع، فإنَّ الشهر قد يكون هافيًا، وقد يكون كاملًا، فمن قام العشر كلها فإنه يُرجى أنه وافقها، بشرط: أن يكون قيامه عبودية وإيمانًا بالله، واحتسابًا للأجر وزكاة العمل عنده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.

 

• أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾[القدر: 1 - 3].

 

• نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفَّارًا.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أعاد مواسم الخيرات عَلَىٰ عباده تترًا، فلا ينقضي موسمٌ إِلَّا ويعقبه آخر مرةً بعد أخرى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شهادةً نرجو بها النَّجَاة والفلاح وَالصَّلاح في هٰذِه الدنيا وفي الحياة الأخرى؛ أَمَّا بَعْدُ:

• يا عباد الله! فاتقوا حق التَّقْوَى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى، وسارعوا إِلَىٰ رحمةٍ من ربكم، وسابقوا إِلَىٰ رضوانه، وتنافسوا مع المتنافسين في طاعته، فما هي إِلَّا أيام وليالي ما أسرع ما أن تنقضي، كنَّا في أيام ماضية يهنئ بعضنا بعضًا بقدوم رمضان، وَهٰذَا رمضان ذهب ثلثاه، فذهب معظمه، وبقي بعد ذلك أعظمه، فالله الله عباد الله! بالمسارعة وبالمثابرة، وبالاجتهاد، ومجاهدة أنفسكم عَلَىٰ طاعة الله! حافظوا عَلَىٰ فرائضه، سابقوا في النَّوافِل، كونوا مع المسارعين المسابقين في تلاوة كلامه وتدبره، وفي الصَّلَاة مع الإمام حَتَّىٰ ينقضي، وإن كان القيام يطول بعض الشَّيْء عَلَىٰ بضع الكُسالى.

 

• جاء في الحديث عند بعض أهل السنن عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قام بنا النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلةً وليلتين وثلاث من رمضان، فقلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لو أمتعتنا بالقيام في ليالي رمضان، وما منعه من ذلك إِلَّا مخافة أن يُفرض علينا، ولا تستطيعه أمته من شفقته ورحمته بنا صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ مبشرًا لهم ولنا ولكم يا رعاكم الله: «من قام مع الإمام حَتَّى ينصرف؛ كُتب له قيام ليلة»[2].


• ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

 

• اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر والبدعة وأهلها يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا في أعراضنا، اللَّهُمَّ آمنَّا في ديننا وأموالنا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ ما أنزلته فيه البركة، وفيه النفع العام يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

سُبْحَانَ رَبِّك رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 



[1] أخرجه البخاري (1165)، ومسلم (1165) بنحوه.

[2] أخرجه الترمذي (806)، وابن ماجه (1327)، والنسائي (1605) بنحوه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مطويات
  • صوتيات
  • خطب
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة