• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

في التوبة والإصلاح

في التوبة والإصلاح
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 15/1/2014 ميلادي - 13/3/1435 هجري

الزيارات: 16733

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في التوبة والإصلاح


الحمد لله الكريم الوهاب، الرحيم التواب، غافِر الذنب وقابل التوب شَديد العِقاب، أحمده - سبحانه وتعالى - وأشكره، وأتوب إليه مِن كل ذنب وأستغفِره، هو ربي لا إله إلا هو عليه توكَّلتُ وإليه متاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يَتوب على مَن تاب، وأشهد أن محمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - عبد الله ورسوله أشرف مُرسَل وأكمل مَن تاب، صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أكمل التوَّابين بعد المُرسَلين والنبيِّين، وأول المُبشَّرين مِن هذه الأمة بتوبة ربِّ العالَمين.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفِروه فإن الله - تبارك وتعالى - يحبُّ التوابين.

 

عباد الله:

لقد أمرَكم ربكم - جل وعلا - في مُحكَم تنزيلهِ وصادِق قيلِه، بالتوبة والإصلاح، ووعدَكم على ذلك بأن يَتوب عليكم ويَجعلكم مِن أهل الفلاح، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8]، وقال سبحانه: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وقال سبحانه: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

 

أيها المسلمون:

لقد بعَث الله - تبارك وتعالى - جميع المُرسَلين والنبيِّين - عليهم الصلاة والسلام - يَدعون إلى التوبة جميع المُكلَّفين، مِن الجِنَّة والآدميِّين، يقولون لأممهِم: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 3]، وأنزل الله - جل وعلا - القرآن العظيم مشتملاً على قوله سبحانه: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3].

 

معشَر المسلمين:

من أسماء الله - تبارك وتعالى - الحسنى، وصفاته العُلى، وأفضاله العظيمة الجلَّى، أنه سبحانه: ﴿ التوَّاب ﴾ الذي يَتوب على مَن يَشاء، ويَقبل التوبة عن عباده ويَعفو عن السيئات، ومعنى ﴿ التوَّاب ﴾ أي: الذي يوفِّق عبدَه للتوبة النصوح - أي: الصادقة مِن قلبِه، الخالِصة لربِّه - ويتقبَّلها منه، فيتوب على عبده ويَغفر له مهما كَثُر وعظم ذنبُه؛ فإنه سبحانه لا يتعاظَمه ذنب أن يَغفِره، ولو أتاه عبده بملْء الأرض خطايا ثم لقيه لا يُشرِك به شيئًا، لأتاه بملئِها مَغفرةً ولو بلغَت ذنوبه عَنان السماء؛ فإنه القائل - سبحانه - في الحديث القدسي الصحيح: ((يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا؛ فاستغفِروني أغفر لكم))، فمَن تاب مِن الذنوب جميعًا، فإن الله يَتوب عليه، ومَن تاب مِن الشِّرك، تاب الله عليه، ومَن لم يَتُبْ مما دون الشِّرك، فإنه تحت مشيئة الله؛ إن شاء غفَر له وإن شاء عذَّبه؛ فإنه يَغفر لمَن يشاء ويُعذِّب مَن يَشاء وإليه تُقلَبون، ومَن لم يتب فأولئك هم الظالِمون؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44].

 

معشر المؤمنين:

ومِن أسماء نبيِّكم محمد - صلى الله عليه وسلم - نبيُّ التوبة، ومِن مَعانيه: الداعي إلى التوبة، وفيه لأتباعِه أكمل أُسوَة في التَّوبة، والذي كثَّر الله - تبارك وتعالى - ويسَّر في شريعته أسبابَ التوبة، وأجزل الله - جل وعلا - في دينه الثواب على التوبة، وهو الذي أخبر عن أوان إغلاق باب التوبة.

 

أيها المؤمنون:

لقد تكاثَرت وتوارَدت الآيات المُحكَمة، والأحاديث الصَّحيحة الحاضة للعقلاء على التوبة، والمُبادَرة بها قبل فوات أوانها، والمُبيِّنة لكرم ثواب الله - جلا وعلا - وحسْن جزائه عليها، وبركتها وحسْن عواقِبها على أهلها؛ ومِن ذلك: البشارة بأن الله - تعالى - يَتوب على مَن يَتوب، ويَرحمه ويَغفر له الذنوب، ويَعفو عن سيئاته، بل يُبدِّلها الله حسنات، ويُضاعِف حسناتِه، ويُجنِّبه النار، ويُدخِله الجنَّة ويَرفع فيها درجاته، ويُمتِّعه في الدنيا متاعًا حسنًا، ويؤتيه مِن لدنه فضلاً، ويَجعله مِن أهل الاصطِفاء والاجتِباء، ولا يُظلم شيئًا، ويتقبَّل الله عمله ويَزيده مِن هُداه، ويُحبُّه ويَتولاه، ويَنصُره على مَن عاداه، ويَزيد الله رِزقَه وقُوتَه، ويُقرِّبه منه ويُجيب دعوته، ويُكثر نَسله، ويُصلِح له عمله وذريته، ويوسِّع له، ويُبارك له، ويرحمه ويودُّه، ويجعل له ودًّا في عبادِه، وقَبولاً عند خلقِه، ويَحفظه ويَكلؤه مما يُؤذيه، أو يُريد أن يَعتدي عليه.

 

معشر المؤمنين:

التوبة ترك الذنوب على أجمل الوجوه، وهو أبلغ وجوه الاعتِذار، والعبد التوَّاب كثير التوبة، الذي كلَّما أذنب تاب، فلا يَستهين بصغيرة ولا يُصرُّ على كبيرة، بل هو مع ربه - جل وعلا - في أكمل أدب وأجمل سيرة؛ فيجمع - دائمًا - بين تَرك القَبيح والتحرِّي وتحقيق كل جميل، والتوبة هي: ترك المعصية لقُبحِها، والندم خوفًا مِن الله - تعالى - على ما سلف منها، والعزم الصادق على ألا يعود مُستقبلاً لمِثلها؛ حذَرًا مِن عِقاب الله، ورجاءً لثوابه، وطمعًا في مغفرته ورحمته، والنجاة مِن ناره، والفوز بجنَّته ورضوانه، فلا تكون التوبة نصوحًا؛ حتى تجمع أمورًا:

الأول: الإقلاع عن المخالفة؛ لقُبحِها ومقتِ الله عليها.

 

الثاني: الاعتراف بالخطأ في ارتكابها، واستِحقاق العقوبة على فعلِها.

 

الثالث: الندم على فعل ما سلف منها.

 

الرابع: العزم على ألا يَعود إليها أو إلى مثلِها، هذا إذا كانت المعصية في حقِّ الله - تعالى - أما إذا كانت الخطيئة في حق آدمي، فلا بدَّ مِن استِحلاله منها وردِّ المظلَمة إن أمكن إلى المظلوم، فإن لم تكن، أَحسَنَ إليه بالدعاء والصدَقة وحُسنِ الذِّكر؛ حتى يَغلِب على ظنِّه أنه قد أدَّى إليه ما يُقابِلها.

 

أمة الإسلام:

يجب على كل مسلم مؤمن بيوم الحساب، والوقوف بين يدَي ربِّ الأرباب، أن يَتوب مِن الذنب المعلوم، مِن ارتكاب المُحرَّم أو ترك الواجب من حقِّ الحي القيوم؛ فإن ترك الواجب أكبر إثمًا مِن فعل المحرَّم، وكلاهما كبير في حقِّ المُهيمِن العظيم.

 

أمة القرآن:

إن التوبة هي حقيقة دين الإسلام؛ فإن الدِّين كلَّه داخل في حقيقة التوبة، فإن العبد مُقصِّر مُذنِب لا محالة، إما بارتكاب محرَّم أو بترك واجب، أو بعدم أداء الواجب على الوجه الأكمل الذي يَنبغي، أو بتقصير في شُكرِ الله - تعالى - على الإحسان بالنِّعمة، وصَرفِ البليَّة والنِّقمة، وبهذا استحقَّ التائب أن يكون حبيب الله؛ فإن الله - تعالى - يُحبُّ التوَّابين ويَفرَح بتوبة العبد؛ وإنما يحب الله مَن فعل ما أمَر به وترَك ما نهَى عنه، فحقيقة التوبة هي الرجوع عمَّا يَكرهه الله ظاهرًا أو باطنًا إلى ما يُحبُّه ظاهرًا وباطنًا؛ مِن اعتقادٍ وقول وعمل وخُلقٍ وحالٍ، فيَدخُل في مُسمَّاها جميعُ مراتب الدين مِن: الإسلام، والإيمان، والإحسان، وتتناول جميع مقامات الدِّين، وجميع حقوق الله على المكلَّفين؛ ولهذا كانت مِن مهمَّات الرسالة، وصِفات المُرسَلين، ودعوة الكتُب المنزَّلة من رب العالمين، وحلية المؤمنين؛ ولذا كانت غايةَ كل مؤمن، ومِن الحِكمة في خَلقِ الخَلق، ولم يجعل الله - تبارك وتعالى - محبَّته للتوابين إلا لأنهم مِن خواصِّ خلقِه وأكرمهم عليه، وأحظاهم عنده وأحقهم بإحسانه، فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون؛ لعلكم تفلحون، وانصَحوا في التوبة تَكونوا مِن المكرمين، بارك الله لي ولكم في القرآن، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة