• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

المتجر الرابح في أنواع من العمل الصالح

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 31/10/2012 ميلادي - 15/12/1433 هجري

الزيارات: 30253

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المتجر الرابح في أنواع من العمل الصالح


الحمد لله على فضله وهداه، والشكر له - سبحانه - على عظيم منِّه وسابغ نعماه.


أحمده - سبحانه - وأسأله للجميع عفوه وغفرانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا معبود بحقٍّ سواه.


وأشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبدُه ورسوله ومصطفاه، أشرفُ رسل الله أجمعين، وأكرم المتقين، وأعظمُ شفيعٍ للعباد غدًا بين يدي رب العالمين.


صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى أصحابه، الذين آمنوا به وعزروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.


أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله، واسعوا إلى ما فيه رضاه، ولا تكونوا ممن اغتر بدنياه، فاتبع هواه، فخسر أخراه، ولم يُغْنِه ما خول من دنياه.


عباد الله، إن الله - تبارك وتعالى - قد جعل الدنيا سوقًا يتربح فيه تجار الآخرة، وميدان ابتلاء يتميَّز فيه المفلحون من أهل الصفقة الخاسرة؛ فانتفعوا من دنياكم فيما خُلقَتْ له، ولا تغتروا بلهوها وزينتها، فتشغلكم عما خُلقتم له؛ فإنكم خلقتم للعبادة والجزاء، قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].


وقال - سبحانه -: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31].


وقال - تعالى -: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26 - 27].


فمن عمل في الدنيا للآخرة، طابت دنياه، وفاز بالحسنى في أخراه؛ قال - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].


ومن شغلتْه دنياه عن أخراه، خسر الآخرة، ذلك هو الخسران المبين، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، وكان من النادمين: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99-100].

 

ويوم القيامة: ﴿ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29].


﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22].


أيها المسلمون:

إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البَرُّ والفاجر، وإن الآخرة وعدٌ صادق، يحكم فيه ملِك قاهر؛ فاغتنموا دنياكم فيما يجلب لكم الربح والفلاح في آخرتكم؛ فإن الربح ربح الآخرة، وإن المفلح من زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة، وإن الطاعة لله - تعالى - هي سبيل ذلك، وإن المعصية له - سبحانه - هي موجِبة الشِّقْوَة، وجالبة المهالك؛ فاطلبوا المَتجَر الرابح في أنواع العمل الصالح، والتوبة من القبائح.


معشر المسلمين:

أصل طاعة الله، وموجب ربح المرء في أخراه: إخلاصُ الدين لله؛ بأن يبتغي المرء فيما يفعل وما يترك وجه الله؛ ابتغاء مرضاة الله، قال - تعالى -: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 146].


وقال - سبحانه -: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].


فعوِّدوا أنفسكم الإخلاص لله - تعالى - في الأقوال، والأعمال، والأحوال؛ بأن تبتغوا بها وجه الله، وثوابه يوم لقاه، فلا تريدون بها تحقيق هوى، ولا شيئًا من متاع الدنيا؛ فعن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فارقها والله عنه راضٍ)).


وفي البزار - بإسناد لا بأس به - عن الضحاك بن قيس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا أيها الناس، أخلصوا أعمالكم؛ فإن الله - تبارك وتعالى - لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له)).


معشر المؤمنين:

ومن جليل طاعة الله، وموجب فلاح العبد في أخراه: الزهد في الدنيا، والورع عما حرَّم المولى، والبكاء من خشية الله - تعالى - فإنه من أسباب محبة الله - تعالى - للعبد، ولن يُلقِي الله - تعالى - حبيبه في النار؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ازهد في الدنيا، يحبَّك الله)).


والزهد في الدنيا نوعان:

أحدهما: الزهد الواجب، وهو ترك الحرام من النيات والأقوال، والأعمال والأحوال.


والثاني: الزهد المستحب، وهو ترك كل ما لا ينفع في الآخرة، فما تزين الأبرار بمثل الزهد في الدنيا، ألا وإنه مما يريح القلب والجسد؛ فلم يتصنَّع المتصنِّعون لله - تعالى - بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرَّب المتقرِّبون لله - تعالى - بمثل الورع عما حرَّم الله عليهم، ولم يتعبَّد المتعبِّدون بمثل البكاء من خشية الله؛ فإن الزهاد في الدنيا يبيحهم الله الجنة، يتبوؤون منها حيث يشاؤون.


وأما الوَرِعون، فإن الله - تبارك وتعالى - يستحييهم، ويجلهم، ويكرمهم، ويدخلهم الجنة بغير حساب.


وأما البكَّاؤون من خشية الله، فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه.


معشر المؤمنين:

ومن أنفس التجارة الرابحة في الآخرة: التوبة إلى الله - تعالى - من المخالفات، وكثرة استغفاره من الخطيئات؛ فإن التائب المستغفر موعود من الله بالمحبة، وقبول التوبة، والعفو عن الخطيئة، ومغفرة الزلة، وأن يمتعه الله متاعًا حسنًا، وأن يؤتيه فضلاً إلى فضله، وأن يبدل الله سيئاته حسنات، وأن يجيره - تعالى - من الجحيم، ويدخله جنة النعيم، وذلك هو الفوز العظيم.


كيف لا، والله - تعالى - يفرح بتوبة عبده مع غناه عنه، مثل فرح فاقد راحلته وعليها متاعه مع حاجته إليهما؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة