• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

الأذى ( حقيقته وحكمه وأنواعه وعظم إثمه )

الأذى ( حقيقته وحكمه وأنواعه وعظم إثمه )
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 24/7/2013 ميلادي - 16/9/1434 هجري

الزيارات: 57384

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأذى

حقيقته وحكمه وأنواعه وعظم إثمه


الحمد لله الذي يهتدي من اهتدى فضلا، ويضل من اعتدى ونأى عن الهدى عدلا، أحمده سبحانه أن أتقن ما صنع، وأحكم ما شرع، وله الحكمة البالغة في تدبيره لملكه وخلقه أجمع، وأشكره جل ذكره على نعم كثيرة كبيرة غزيرة لا تحصى، وآلاء متجددة مترادفة تترى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الأسماء الحسنى، وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى.

 

واشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبدالله المصطفى ورسوله المجتبى - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما تامين كاملين متجددين ما تجدد الليل والنهار وتعاقب العشى والإبكار ولهج اللاهجون بالاستغفار في سائر الآناء وبالأسحار.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله فقد أفلح من اتقى بكل خير في الدنيا والأخرى، واتركوا الأذى، فإن ترك الأذى من أكرم خصال التقوى، وإنه منجاة من الهلكة والخزي والشقوة والعذاب في الآخرة والأولى.

 

عباد الله:

الأذى في اللغة هو فعل ما يكره، وترك القرار على حال محمودة، فهو فعل الاستمرار على ما يؤذي من لا يستحق الأذى قولًا أو فعلًا، أما الأذى في الاصطلاح هو إيصال الضرر والمكروه إلى من لا يستحقه في نفسه أو قنيته دنيويًّا أو أخرويًّا، وقد ورد استعمال لفظ الأذى في القرآن لمعاني عدة منها: المن بالصدقة، والشدة والمحنة، والسباب والشتيمة، والغيبة والنميمة وبمعنى الجفاء والمعصية في حق الله ورسوله وبمعنى الزور والبهتان على البرئ، والإثقال على الناس، والاستهزاء والتعذيب الذي يبتلى به المهتدي من الناس.

 

أيها الناس:

إن إيذاء الآخرين «بغير حق» جرم موجب للعنة والإثم، ومحبط لبعض الأعمال ومقتضي للغرم، وزيغ القلوب والندم قال الله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾[1]، وقال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[2]، وقال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[3]، وقال سبحانه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾[4].

 

أيها المسلمون:

إن من الناس من يؤذي الله جل وعلا بأن يسمعه من الكلام ما لا يحب ولا يرضى كقول الذين قالوا اتخذ الله ولدا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا قال تعالى﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴾[5]، وفي الحديث لأحد أصبر على آذى سمعه من الله يرزقهم ويعافيهم ويدعون له ولدا، وفي الحديث القدسي الصحيح قال - صلى الله عليه وسلم - يقول الله تعالى: «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار»، وفي السنن لأبي داوود بإسناد صحيح أن رجلًا أم قومًا فبصق في القبلة... الحديث وفيه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:«إنك قد آذيت الله ورسوله».

 

معشر المسلمين:

وأذى المؤمنين كبيرة من كبائر الذنوب تبيح لهم أن يلعنوا مؤذيهم وتجلب للمؤذي غضب الله تعالى بسب أذاهم وإن كف الأذى عنهم صدقة من جليل الصدقات وحسنة رتب الله عليها المغفرة ودخول الجنان، قال - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا اللاعنين قالوا يا رسول الله وما اللاعنان قال البول في طريق الناس وفي ظلهم»، وعد - صلى الله عليه وسلم - إماطة الأذى عن الطريق من الصدقات ومع أنها من أذى خصال الإيمان فقد نال بها شخص المغفرة ودخل الجنة قال - صلى الله عليه وسلم -: وهو يذكر خصال الإيمان «وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»، وقال - صلى الله عليه وسلم -:«وإماطة الأذى عن الطريق صدقة»، وقال صلوات الله وسلامه عليه:«بينما رجل يمشي بطريقه إذ وجد غصن شوك على الطريق فقال: والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فشكر الله له فغفر له فأدخله الجنة»، وقال - صلى الله عليه وسلم -:«رأيت رجلًا يتقلب في الجنة بغصن شوك نحاه عن الطريق».

 

معشر المؤمنين:

قال الربيع بن خيثم: الناس رجلان مؤمن فلا تؤذوه وجاهل فلا تجاهله». وقال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه. وقال غيره: اجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم أبنا، وأوسطهم أخا فأولئك تحب أن تسيء إليهم. وقال ابن كثير رحمه الله: تضمنت النصوص أن المسلم لا يحل إيصال الأذى إليهم بوجه من الوجوه من قول أو فعل بغير حق.



[1] (الأحزاب: 57 – 58).

[2] (الصف: 5).

[3](التوبة: من الآية 61).

[4](البقرة: من الآية 264).

[5] (مريم: 88 – 94).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة