• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

في الحض على شكر نعمة الله بالغيث

في الحض على شكر نعمة الله بالغيث
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 13/2/2013 ميلادي - 2/4/1434 هجري

الزيارات: 18614

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في الحض على شكر نعمة الله بالغيث

والتحذير من أمور جاهلية


أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله حق التقوى، واشكروه تعالى على سابغ النعمى، ومترادف الآلاء، فإن الله تعالى يحب ويزيد الشاكرين، ويرضى عنهم ولا يحب الكافرين؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32]، وقال - جل ذكره -: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وقال - تبارك اسمه -: ﴿ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [الزمر: 7].

 

عباد الله، كم في محكم التنزيل وأصدق القيل من آية بيِّنة مُحكمة، تُبين فضل وحسن عواقب الشكر، وتنبِّه على شؤم وسوء عواقب الكفر، وتؤكد أن الشكر عمل مبارك، تُحفَظ به النعم الحاصلة، وتُستجلَب به النِّعم الواصلة، وأن الكفر شؤم على أهله في العاجلة والآجلة، وأنه من أسباب زوال النعم، وحلول النِّقم ومَهلكة للشعوب والأمم؛ فاشكروا الله على نعمه، واستجنوا به من أسباب نقمه؛ ﴿ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ [سبأ: 15]، وقال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴾ [الزخرف: 76].

 

معشر المسلمين، يعجب ربكم من قنوط عباده وقرب غيره، ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب، فبالأمس القريب كنتم تشكون انحباس المطر وانقطاع القطر وجَدْب الأرض، ظانين بُعد الغيث وما لبثتم إلا أن دعيتُم للاستسقاء، فاستقيتم، فما لبثتم إلا يسيرًا حتى سقيتم الغيث عاجلاً غير رائث ولا ضار، أزال الكرب، وأحسن الظن بالرب، فأذهب الغبار، وجلى القتار، وربت به الأرض، وطرى به العود؛ لتعلموا أن ربكم - تبارك وتعالى - سميع بصير قريب مجيب، غني كريم، جوَاد عظيم؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]، وقال:﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنـزلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الروم: 24].

 

معشر المؤمنين، إن الذي سمع الشكوى وأجاب الدعاء وقضى الحاجة ورفع البلاء - قادر على كسف كل كربة وإزالة أي شدة في سائر الأناء؛ ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ﴾ [النمل: 62]، ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 14]، ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 55، 56].

 

أمة الإسلام، إن الاستسقاء بالصلاة والدعاء، وتحقيق السقيا بنـزول الغيث ورفع البلاء، فما يرقق القلوب ويزيدها صلة وثقة بعلام الغيوب، ويحفزها عن اللهج بالشكر ودوام الذكر، ونسبة الفضل لذي الفضل، ولقد كان نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يحضُّكم على أن تعترفوا لله تعالى عند تحقُّق السقيا بنعمته، فتقولوا: أُمطرنا بفضل الله ورحمته، وتتبركوا بالمطر، فإنه مدين بهذا لربه، وأن تتضرعوا - عند كثرة المطر وخوف الضرر - إلى الله تعالى إلى أن يَصرفه عنكم إلى فسح البر، قائلين: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الضراب والأكام وبطون الأودية، ومنابت الشجر.

 

ألا فاتقوا الله واشكروه على إجابة الدعاء وتحقيق السقيا، واعتبروا بسرعة الإغاثة على قدرة الله تعالى على إجابة كل دعوة صالحة، وقضاء كل حاجة، فأنـزلوا بالله وأخلصوا الدعاء لله، ولا تلتفتوا لأحد سواه، واعتبروا بفضله وأقِروا له بقدرته وحوله، واستعينوا بنعمته على طاعته، ولا تجعلوها سُلَّمًا لمعصيته، ولا تتشبهوا بالفُساق بتعاطي ما ينبت النفاق من الغناء والمزامير وأنواع المناكير، فإن ذلكم من تبديل نعمة الله كفرًا، ومن الخروج إلى البراري أشرًا وبطرًا، فإن ذلكم من صنيع الكفار المتوعدين بعذاب النار، وبئس القرار، ألا ولا تنسبوا نـزول المطر إلى المنخفضات الجوية ولا إلى الأنواء، فإن ذلكم من خصال أهل الجاهلية، وإنه كفر وتكذيب، وإن الله عليكم شهيد ورقيب وحسيب، أفلا فاتقوا الله.

 

﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- كنت أبحث عن هذا
فاطمة - مصر 16-04-2013 02:55 AM

كنت أبحث عن خلاصة الكلام الذي به تتوقف أفكاري عن التشتيت ولو قليلا وسوف أقرأ حتى تقر عيني وأسأل الله أن يدخلكم الجنة مع أول الداخلين مع الرسول الكريم.شكرا جزيلا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة