• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

الحج فضائل ومنافع

الحج فضائل ومنافع
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 3/10/2012 ميلادي - 17/11/1433 هجري

الزيارات: 32154

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج فضائل ومنافع


الحمد لله الذي جعل الحج إلى بيته الحرام أحد أركان الإسلام، وفرضه على المستطيع مرةً في العمر وليس كل عام، أحمده - سبحانه - إذ جعل الحج مكفرة للآثام، وجزاء المبرور منه الجنة دار السلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي جعل الحج تحقيقًا للتوحيد، ومظهرًا للوحدة، وأظهر به قوة الإسلام، وأغاظ به أعداء الملة، وأشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبد الله ورسوله، الذي بيَّن المناسك، وأمر أن يأخذها عنه كلُّ ناسك، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وأصحابه، الذين آمنوا به وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، واسعَوا إلى ما فيه رضاه، وجانبوا وانأوا عن كل ما يكرهه ويأباه؛ فإن ذلكم هو عنوان الصلاح، والبشير بالفلاح، والفوز بمتجر أهل الأرباح، وحُجُّوا بيت ربكم، وأدُّوا مناسككم على الوجه الذي صح عن نبيكم، تأمنوا من شؤم الذنوب، وتنالوا رضا ومثوبة علام الغيوب.

 

عباد الله:

الحج جهادُ مَن لا جهاد له، وبابٌ من أبواب رحمة الله - تعالى - وفضله، وضرب من ضروب سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهَدْيه، فيه منافع عظيمة، ومِنح من الله كريمة، يتجلَّى فيه التوحيد، وتظهر به السنة، وتتوحد به الأمة، ويتحقق لمن شهِده الفقه في الدين، والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين، ويُرفع به ذكر الله، وتعظَّم به محرمات الله وشعائر دينه، ويعم به خير الهدايا، ويتنوع به الإحسان، ويتذكر به الناس البعثَ من القبور، والتوجه إلى موطن الحشر والنشور، والحساب والأرباح والخسران.

 

أيها المسلمون:

كم هي النصوص المبيِّنة لحكمة الله - تبارك وتعالى - من تشريع الحج - ومنه: العَج والثَّج - ومنه على عباده به، من آيات محكمة صريحة، وأحاديث نبوية شهيرة صحيحة، قال - تعالى -: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28].

 

وقال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30].

 

وقال - سبحانه -: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

 

وقال - تبارك اسمه -: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ [الحج: 36].

 

وقال - جل ذكره -: ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 36-37].

 

ومن محكم التنزيل قوله - تعالى -:﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 198- 199].

 

ففي تلكم الآيات تذكيرٌ بإنعام الله - تعالى - على عباده بما في الحج من حِكمٍ حكيمة، ومنافعَ عظيمة، ومنحٍ من الله كريمة، جعلها الله - تبارك وتعالى - جزاءً من مناسكه، وأعطى عباده عليها ألوانًا من كرامته، ومثوبة في الدنيا والآخرة؛ جزاءً للذين أحسنوا بالحسنى، وأنموذجًا من كرم الجزاء في الأخرى.

 

معشر المسلمين:

ومما صح عن نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - في الإغراء بالحج والتشويق لتكراره؛ لعظيم منافعه، وتنوع مثوبته: قولُه - صلى الله عليه وسلم -: ((تَابِعُوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقرَ والذنوب، كما ينفي الكِيرُ خبثَ الحديد والذهب والفضة))، فالحج من أوسع أسباب الغنى، وأعظم ما تمحى به الخطايا.

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).

 

وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن حجَّ فلم يَرفُث، ولم يَفسُق، رجع كهيئته يومَ ولدتْه أمُّه))؛ فالحج من أعظم وسائلِ غفران المآثم، والأوبة بغالي المغانم، وتبييض الصحائف، والأرباح الدنيوية التي يجنيها الحاج وهو آمن غير خائف.

 

أيها المؤمنون:

الحاجُّ وافدٌ على الله، طالبٌ لكرامته، فليتحلَّ بأدب الوفادة؛ حتى ينال من الله - تبارك وتعالى - كرم ضيافته، فليحترم الإحرام، وليلتزم ما له من الآداب والأحكام، وليحافظ على حرمة البيت الحرام، والمشاعر العظام، وليحذر الإلحاد في الحرم، أو التعدي على شيء من الحُرَم؛ فإن الله - تبارك وتعالى - قد قال في من هذا شأنه: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25].

 

وما سميت مكة البلد الحرام بَكَّة، إلا لأنها تدقُّ أعناق الجبابرة، وتكسر فيها من الظلمة العظام، فما أرادها أحدٌ بسوء إلا دقَّ الله عنقه، وأذلَّه قبل أن يهلكه، وحسبكم ما قصَّه الله - جل وعلا - من نبأ أصحاب الفيل: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].

 

والتأريخ شاهد بأنه ما قصدها ظالمٌ بظلم إلا أهلكه الله، وباء بأعظم جرم وإثم.

 

معشر المؤمنين:

تفقهوا قبل النسك بأحكام المناسك، وأهدوها كما بيَّنها النبي - صلى الله عليه وسلم - لكل ناسك، تأمنوا الوقوع في الإلحاد، وتأخذوا بسنة من جعله الله خير وأكرم هادٍ، وتحلوا بالكرم والإحسان، تنشغلوا به عن السوء والإساءة، وتعظموا به الطاعة، وترجِعوا بأربح بضاعة، وما أشكل أمرُه عليكم من المناسك، فاسألوا عنه أهلَ الذِّكر وأنتم في مواطن المناسك، تتمكنوا من إصلاح ما أمكن، وجبران ما نقص، وتعرفوا كيفية ما بقي، وكيفية قضاء ما فات، على الوجه المُرضِي لرب الأرض والسموات، وأكثروا من الذكر والاستغفار؛ فإنهما مما يَكمُل بهما النقص، ويُجبَر بهما الكسر، وترفع بهما الدرجة ويعظم الأجر، وتضاعف الحسنة ويحط الوزر، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [النساء: 66] الآيات إلى قوله:﴿ ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 70].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن.


الخطبة الثانية

التقيد بالتصاريح مما تسوغ الطاعة فيه؛ لأنه من المعروف.


أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، وإياكم من التهاون بشيء من أحكام المناسك؛ فإنه من أعظم أسباب المهالك، بل عظِّموا حرمة الإحرام، والبلد الحرام، وأحسنوا ولا تسيئوا إلى أحد من أهل الإسلام، ووسِّعوا كما وسَّع الله عليكم، وأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وأطيعوا ولاةَ أمركم في كل معروف، وخاصة ما يراد به مصلحة الأمة عامة، وتيسير أمر الحج خاصة؛ ومن ذلكم: التوجيه بالتقيد بالتصاريح، وأن لا يحج أحد إلا بتصريح؛ فإنما يراد من ذلكم التخفيفُ عن الناسك في المشاعر، وتسهيل أداء المناسك، فهو سياسة شرعية، لتحقيق مصلحة مرعية، يراد منه أداء المناسك بارتياح، والنأي عن إزهاق الأرواح، وتحقق الطمأنينة في العبادة، وهي مما ينال به الفلاح، فذلكم التوجيه من المعروف الذي تسوغ به الطاعة، وهو من حقوق ولاة الأمر والجماعة؛ فأطيعوا ولا تعصوا، ويسِّروا ولا تعسروا، وإذا لم تيسَّر لكم عبادة معينة، فقد أعاضكم الله عبادات كثيرة غيرها ممكنة وميسَّرة، مع أن لكل امرئ ما نوى، ولكل على ربه ما احتسب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة