• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ عبد الله القصيرالشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر شعار موقع الشيخ عبد الله القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

التحذير من التشبه بأعداء الله

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 10/2/2011 ميلادي - 6/3/1432 هجري

الزيارات: 15217

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله الواحد القهَّار، العزيز الغفَّار، أحمده على نعمه الكثيرة العظيمة الغِزَار؛ ﴿ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20].

 

﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، خصَّنا ببعثة محمد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أشرف النبيين والمرسلين، وجعَلَنا مسلمين، وأتَمَّ علينا النعمة وأكمل لنا الدين، ونهانا عن التشبُّه بالكفار والمشركين.

 

وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسَلَه رحمةً للعالمين؛ فهدى به من الضلالة، وبصر به بعد العمى، وجمع به بعد الفرقة، وألَّف به بعد الشَّتات؛ فأغنى به بعد عيلة، وكثَّر به بعد قلَّة، وأعزَّ به بعد ذلَّة، نبيٌّ شرَح الله له صدرَه، ووَضَع عنه وِزرَه، ورفَع له ذِكرَه، وجعَل الذلَّة والصغار والخيبة والخسار إلى يوم القيامة على مَن خالَف أمرَه.

 

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن تمسَّك بسنَّته واهتَدَى بهديه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا، أمَّا بعد:

فيا أيها الناس:

اتَّقوا الله - تعالى - واحذَرُوه، واعمَلُوا بطاعته واشكُرُوه، واتَّبِعوا نبيَّكم محمدًا - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في جميع أموركم وأَطِيعوه، ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النور: 54].

 

واحذروا الرغبة عن سنَّته والتشبُّه بأعداء الدين، فإنَّ النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين، عضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومُحدَثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة)).

 

وفي الصحيحين عنه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي)).

 

وفي "مسند الإِمام أحمد" وغيره عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم)).

 

وروى الترمذي أيضًا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((ليس منَّا مَن تشبَّه بغيرنا، لا تشبَّهوا باليهود ولا بالنصارى)).

 

أيها المسلمون:

إنَّ ظاهرة التشبُّه بأعداء الإِسلام من اليهود والنصارى والمجوس والمنافقين وسائر المشركين - في هذا الزمن - من الظواهر البارزة اللافتة للنظر، والتي تقتَضِي من كلِّ عاقلٍ عظيمَ الحذر؛ لما تشتَمِل عليه من نُذُرِ الخطر، ومُوجِبات الشر وعظيم الضَّرَر، فإنَّ ظهور التشبُّه بأعداء الله من أهل الكتاب والمشركين من شخص أو مجتمع أو أمَّة - دليلٌ على قلَّة العلم وضعْف الإِيمان، وانحِراف الفطرة، وعلامة على مرض القلوب وعمى البصائر، واختلال المقاييس وانقِلاب الموازين، ومَظهَر من مظاهر كفران النعم، وغلَبَة الهوى وإيثار الأولى على الأخرى؛ ذلكم لأنَّ تشبُّه إنسانٍ بآخَر يدلُّ على إعجابه بما كان عليه مَن تشبَّه به ومحبَّته لما تشبَّه به فيه. والقاعدة العامَّة المتَّفَق عليها لدى جميع العُقَلاء ذوي الفِطَر السليمة والموازين المستقيمة أنْ يتشبَّه الأدنى بالأعلى، وأنْ يتأثَّر المغلوب بالغالب، وأنْ يقتدي الضعيف بالقوي؛ رجاء أنْ يصل إلى مستواه وأنْ يتمكن منه، وإذا كان ذلك كذلك فهل يَلِيق أنْ يتشبَّه الرشيد بالسَّفِيه، أو أنْ يظهر العالم بمظهر الجاهل؟ أم هل يليق أن يحذو المستقيم حذو المنحرف؟ أم هل يقتدي العاقل بالمجنون؟ لا شكَّ أنَّ ذوي الحجا والنُّهى يمقتون ذلك ويعدُّونه من ضروب المهالك.

 

إذًا فكيف يَلِيق بمسلمٍ شرَح الله صدره للإِسلام وأكرَمَه بالإِيمان فجعَلَه على نورٍ من ربه، ومن خير أمَّةٍ أُخرِجت للناس، خصَّها الله بخاتم النبوَّة وأشرف الرسل وأكمل الأديان، وأجل الكتب وأعظم الشرائع وأحسن الأحكام، التشبه بمَن اتَّخذ إلهه هواه، وأضلَّه الله على علم، وختَم على سمعه وقلبه، وجعَل على بصره غِشاوة، ووصَفَهم بقوله: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44].

 

بل هم شرُّ الدواب كما قال - سبحانه -: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنفال: 55]، ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]، ﴿ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 23].

 

أيها المسلمون:

إنَّ التشبُّه بأعداء الله دليلٌ على تعظيمهم والإِعجاب بما هم عليه من الضلال والباطل، وسببٌ من أسباب التشبُّه بهم في الباطن، وموافقتهم في الأقوال والأفعال والأحوال، وهو من آثار شعور المسلم بالذلَّة والهوان، وقد قال - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ﴾ [آل عمران: 139].

 

وترك التشبُّه بأعداء الله والالتزام بمخالفتهم في هديهم وطريقتهم، وما كانوا عليه من الاعتقادات والأخلاق والأعمال الباطلة - دليلٌ على عزَّة المسلم بدينه، واغتباطه بنِعَم الله عليه، ورِضاه بالله ربًّا وبالإِسلام دينًا وبمحمد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - رسولاً، وذلك من أسباب ظهور الحق، وانتشار الهدى بين الخلق، ونزول النصر، وشرح الصدر، وتيسُّر الأمر، ووضْع الوزر، ورفْع الذكر؛ ولذلك كان النبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُخالِف اليهود والنصارى خاصَّة، وغيرهم من المجوس وأهل الشرك عامَّة في عامَّة الأمور، حتى قالوا: ما يريد محمد أنْ يدع من أمرنا شيئًا إلا خالَفَنا فيه.

 

فاتَّقوا الله أيُّها المسلمون، وخُذُوا بسُّنة نبيِّكم - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في لزوم الحق والتمسُّك به والصبر عليه، ومُخالَفة أهل الكتاب والمشركين، والبعد عن التشبُّه بهم في كلِّ أمر - تُفلِحوا وتُرحَموا، وتُرزَقوا وتُنصَروا في الدنيا والآخرة؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

 

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفَعَنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

أقولُ قولي هذا وأستَغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستَغفِروه يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • خطب منبرية
  • مرئيات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • جدول الدروس
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة