• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور أحمد الخانيد. أحمد الخاني شعار موقع  الدكتور أحمد الخاني
شبكة الألوكة / موقع د. أحمد الخاني / القصة الشعرية


علامة باركود

القصة الشعرية في صدر الإسلام: قصيدة (نعم) لعمر بن أبي ربيعة نموذجا

القصة الشعرية في صدر الإسلام: قصيدة (نُعم) لعمر بن أبي ربيعة نموذجا
د. أحمد الخاني


تاريخ الإضافة: 22/6/2015 ميلادي - 5/9/1436 هجري

الزيارات: 53341

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القصة الشعرية في صدر الإسلام

قصيدة (نُعم) لعمر بن أبي ربيعة نموذجًا


شاعر غزلي من سراة القرشيين، رقيق الأسلوب، لطيف العواطف في غزله، رجع عما فرط منه في آخر حياته وتزهد..[1]

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ♦♦♦ غداة غد؟ أم رائح فمهجَّر؟

 

إلى أن يقول:

وليلة ذي دوران جشمتني السرى
وقد يجشم الهولَ المحب المغرَّر
فبت رقيباً للرفاق على شفا
أحاذر منهم من يطوف وأنظر
إليهم، متى يستمكن النوم منمهم
ولي مجلس لولا اللباقة أوعر
وباتت قلوصي بالعراء ورحلها
لطارق ليل أو لمن جاء معور
وبت أناجي النفس: أين خباؤها؟
وكيف لما آتي من الأمر مصدر؟
فدل عليها القلب ريا عرفتها
لها، وهوى النفس الذي كاد يظهر
فلما فقدت الصوت منهم وأُطفئت
مصابيح شبت في العشاء وأنؤر
وغاب قمير كنت أرجو غيوبه
وروَّح رعيان ونوَّم سمَّر
ونفَّضت عني النوم أقبلت مشية ال
حباب وركني خشية القوم أزور
فحييت إذ فاجأتها فتولهت
وكادت بمخفوض التحية تجهر
وقالت وعضت بالبنان: فضحتني
وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسر
أريتك إذ هنا عليك ألم تخف؟
وقيت، وحولي من عدوك حضر
فو الله ما أدري أتعجيل حاجة
سرت بك أم قد نام من كنت تحذر؟
فقلت لها: بل قادني الشوق والهوى
إليك وما عين من الناس تنظر
فقالت وقد لانت وأفرخ روعها:
كلاك بحفظ ربك المتكبر
فأنت أبا الخطاب غير مدافَع
علي أمير ما مكثت مؤمر
فبت قرير العين أُعطيت حاجتي
أقبل فاهاً في الخلاء فأكثر
فيا لك من ليل تقاصر طوله
وما كان ليلي قبل ذلك يقصر
ويا لك من ملهى هناك ومجلس
لنا لم يكدره علينا مكدر
يمج ذكي المسك منها مفلج
رقيق الحواشي ذو غروب مؤشر
تراه إذا تفتر عنه كأنه
حصى برد أو أقحوان منور
وترنو بعينيها إلي كما رنا
إلى ربرب وسط الخميلة جؤذر
فلما تقضى الليل إلا أقله
وكادت توالي نجمِه تتغور
أشارت بأن الحي قد حان منهم
هبوب ولكن موعد لك عزور
فما راعني إلا مناد: ترحلوا
وقد لاح مفتوق من الصبح أشقر
فلما رأت من قد تنبه منهم
وأيقاظهم قالت: أشر كيف تأمر؟
فقلت: أباديهم؛ فإما أفوتهم
وإما ينال السيف ثأراً فيثأر
فقالت: أتحقيقاً لما قال كاشح
علينا وتصديقاً لما كان يؤثر؟
فإنْ كان ما لا بد منه فغيره
من الأمر أدنى للخفاء وأستر
أقص على أختيًّ بدء حديثنا
وما لي من أن تعلما متأخر
لعلهما أن تطلبا لك مخرجاً
وأن ترحبا صدراً بما كنت أحصر
فقامت كئيباً ليس في وجهها دم
من الحزن تذري عبرة تتحدر
وقامت إليها حرتان، عليهما
كساءان من خز؛ دمقس وأخضر
فقالت لأختيها: أعينا على فتى
أتى زائراً والأمر للأمر يقدر
فأقبلتا فارتاعتا ثم قالتا:
أقلي عليك اللوم فالخطب أيسر
فقالت لها الصغرى: سأعطيه مطرفي
ودرعي وهذا البُرد إن كان يحذر
يقوم فيمشي بيننا متنكراً
فلا سرنا يفشو ولا هو يظهر
فكان مجني دون من كنت أتقي
ثلاث شخوص؛ كاعبان ومعصر
فلما أجزنا ساحة الحي قلن لي:
ألم تتق الأعداء والليل مقمر؟
وقلن: أهذا دأبك الدهر سادراً
أما تستحي أم ترعوي أم تفكر؟
إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا
لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

 

يقول الشاعر فاروق شوشة في التقديم لهذه القصيدة:[2]

(وفي شعر عمر بن أبي ربيعة تطالعنا، ولأول مرة في شعرنا العربي القدرة على القص، فالكثير من قصائده تجارب عاطفية في إطار من القصة، يتخللها غالباً الحوار بين شخوصها وأبطالها، وهو مستوى من التعبير الشعري القصصي، تفوق به عمر كثيراً على أستاذه الأول في هذا الفن امرئ القيس، كما تفوق بقدرته الخارقة على فهم نفسية المرأة وتمثل حالاتها المختلفة، والقدرة على خلق الحوار الطبيعي النابض بالحياة والجمال والطرافة).

 

إنني ألحظ التشابه بين قصة (ذي دوران) وبين (دارة جلجل) وإن اختلفت التفاصيل.

 

يقول عمر: (وبت أناجي النفس: أين خباؤها؟) إذاً؛ فمحبوبته كانت في الصحراء، ونحن نتساءل هنا: مكان عمر في الحاضرة؛ في مكة، فأنى له البدويات؟ ولنجر مع الشاعر بطل هذه القصة الغرامية، محبوبته في مضارب الخيام، ولما غاب القمر دلف إليها، ومن يعرف حياة البدو، يعرف أن الحراسة الليلية كانت مشددة، وهذا ما نجده في الشعر البدوي، قالت ميسون بنت بحدل:

وكلب ينبح الطراق دوني ♦♦♦ أحب إلي من قط أليف

 

وقد مر بنا قول الشنفرى بعد غارته الليلية:

فقالوا: لقد هرت بليل كلابنا ♦♦♦ فقلنا: أذئب عس أم عس فرعل؟

 

فكيف ينسى شاعر كلب الحراسة وهو يقتحم على القوم مضارب خيامهم؟!.

 

أنى للمتلصص أن ينجو من براثنها ومن أنيابها ومن سيوف القوم بعد سماعهم نباحها؟ هذه فجوة في قصة عمر تلغي الواقعية، ويضاف إلى ذلك أمر آخر يعنينا هو أننا في العصر الإسلامي، فأين الأذان؟ (وقد لاح مفتوق من الصبح أشقر).

 

نحن لا نطالب بالواقعية في هذه القصة، ولا في غيرها، ولكن نريد أن نزيل الران عن الذي شك بين واقعيتها و بين أحلام اليقظة التي نسج منها الشاعر قصته.

 

ومهما يكن من أمر؛ فإننا أمام نص شعري؛ يهمنا في دراستنا فنيته، أن ابن أبي ربيعة شاعر فنان، شق للشعراء من بعده في القصة الشعرية آفاقاً لم تكن، والواقعية ليست شرطاً لنجاح العمل الفني، فخيال الشاعر كثيراً ما يبتكر ملامح أشبه بالحياة من الحياة.



[1] ديوان عمر بن لبي ربيعة بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ط1 .

[2] في كتابه : أحلى 20 قصيدة حب ط2 .





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • أناشيد وقصص للأطفال
  • القصة الشعرية
  • قصائد
  • ديوان لحن الجراح
  • كتب
  • ملاحم سورية
  • في مصايف المملكة
  • الأقليات المسلمة في ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة