• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الجرفاليالشيخ د. عبدالله بن محمد الجرفالي شعار موقع الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الجرفالي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي / مقالات


علامة باركود

الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع (3)

الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع (3)
الشيخ د. عبدالله بن محمد الجرفالي


تاريخ الإضافة: 20/8/2017 ميلادي - 27/11/1438 هجري

الزيارات: 13288

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع (3)


ومن أهم أسباب الطلاق هو تدخل الأقارب، كالوالدين والإخوة والأخوات، وتدخل غيرهم كالأصحاب والزملاء من بابِ أَولى. وفي هذا السبب أذكر نفسي وإخوتي بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده". وبقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ".


أيها المباركون: إن تغيير زوجة على زوجها، أو زوج على زوجته بأي كلمة أو فعل دون موجب شرعي لذلك، هو جريمة وظلم عظيم، فبعض الناس غيرة أو حسداً منه يقول كلاماً أو يرسل رسائل إلى الزوجين أو أحدهما، فتبدأ بينهما المشاكل التي تنتهي بالطلاق، فليعلم فاعل ذلك أنه قد باء بإثم عظيم، وأن كل مشكلة للزوجين، أو للأولاد تحدث بسبب ذلك القول سيرهن به يوم القيامة. وحتى الأم لا يجوز لها أن تقول كلاماً ربما غيّر أحد القلبين على الآخر، ولقد عُهِد عن بعض النساء الكبيرات توصي ابنها بزوجته خيراً، وكذلك يفعل النساء المباركات مع بناتهن، حتى يقول أحدهم: حصل بيني وبين زوجتي مشكلة طلبت مني أو أوصلها إلى بيت أهلها، يقول: ففعلت، فما أن وصلت بيتي راجعاً، إلا وقد لحق بي أصهاري ببنتهم، فلم يناصروها، بل وقفوا ضدها وأرجعوها إلى زوجها؛ لأنهم لم يجدوا مبرراً من مجيئها إليهم، ولا شك أن هذا يدل على رجاحة عقولهم وحسن أخلاقهم.


وأقول: لا ينبغي للأباء والأمهات أن يستمعوا لكل شكوى من الزوج أو الزوجة، فالمشاكل الزوجية الاعتيادية لا يخلو منها بيت، فما سلمت منها حتى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المشاكل التي ينبغي الاعتناء بها، ونصرة المظلوم فيها هي المتعلقة بالدين كترك الصلاة، وتعاطي الحشيش والمخدرات، أو المتعلقة بالأخلاق، كالإكثار من اللعان، والشذوذ وتتبع النساء والمردان، فمثل هذه المشاكل ينبغي أن ترتفع لها رؤوس أهل الغيرة، ويغضب لها أهل المروءة وحسن السِّيرَة.


أيها الفضلاء: وإن من تدخل الأقارب المذموم، ما يحدث من بعض الجهلة منهم عندما تتصل به قريبته قائلة: لا أريد البقاء في بيتي، أو تقول له طلقني زوجي واحدة، وإذا به يهب منجداً كأنه إلى الجنة مسرعاً دون موجب ولا ضرورة، فمثل هذا قد ظلم نفسه، وعرَّضها لغضب الله، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].


أيها الإخوة: ومن أعظم أسباب الطلاق هو التجسس بين الزوجين.

فلا يجوز التجسس على أي مسلم، فكيف بالزوج أو الزوجة. قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]. وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنّ فَإِنَّ الظَّنّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَاد اللَّه إِخْوَانًا".


والتجسس: هو تتبع عورة المسلم والبحث عن عيوبه وأسراره بدون موجب شرعي.

والموجب الشرعي للتجسس: كالتجسس في الحرب، وعلى أهل الفساد لأجل أمن البلاد والعباد، وكالتجسس لإنقاذ مسلم من خطر محدق يغلب الظن وقوعه.


وأما ما يحدث من بعض الأزواج والزوجات من تفتيش للجوالات، ومتابعة للكتابات والتغريدات، ووضع أجهزة التصنت والكاميرات، فهذا مرض يحتاج صاحبه إلى جلسات عن طبيب متخصص في الأمراض النفسية.

ولكن هذا الكلام لا يعني ترك الحبل على الغارب كما يقال حتى يُسْتَخَف به من قبل الزوجة والأولاد، فإذا وجدت القرائن، فإنه يقوى القول بوجوب التدخل وتفتيش الأجهزة، وهذا حق من حقوق الولي تجاه رعيته.


أيها الإخوة الفضلاء: في الصحيحين أن صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ". فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا".


أخذ العلماء من هذا الحديث أن للشخص أن يدفع عن نفسه الشبهة إذا غلب على ظنه وقوعها تجاهه.

قلت: لكن بعض الناس في هذا الزمن أوجد الشبهة على نفسه بنفسه؛ بارتباطه الدائم بوسائل التواصل الاجتماعي باختلافها حتى عند أكله وشربه، مع وضع أرقام سرية لأجهزته، ومسح الرسائل أول بأول، ولا يمكن أن يسمح بعض الأزواج لزوجته أن تفتح جهازه، والزوجة كذلك، والبريء لا يحتاج لكل هذه الاحتياطات.


فليدفع الزوج الشبهة عن نفسه، وليضع جهاز الجوال أمام الجميع، وبدون أرقام سرية، ولا قفل للشاشة كأنه خزنة مجوهرات، والزوجة كذلك لتدفع عن نفسها شبهة شك الزوج بها، بطول اعتكافها على جهازها إلى ساعات متأخرة من الليل. أسأل الله أن يحفظني وإياكم من زلة القدم، وأن يلبسني وإياكم لباس التقوى والستر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وبحوث ومؤلفات
  • مرئيات
  • صوتيات
  • خطب مكتوبة
  • الدروس المقروءة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة