• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح بن عبد الله الحميضيأ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي موقع الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح بن عبد الله الحميضي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي / خطب جمعة


علامة باركود

خطبة مختصرة عن الإيمان بالكتب

أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي


تاريخ الإضافة: 15/1/2018 ميلادي - 27/4/1439 هجري

الزيارات: 37695

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة مختصرة عن الإيمان بالكتب


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

 

أما بعد أيها المسلمون: فإن من أركان الإيمان وأصوله العظام التي يجب على كل مسلم أن يعرفها ويؤمن بها الإيمانَ بالكتب، كما قال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾[النساء: 136].

 

حيث أمر سبحانه وتعالى في هذه الآية بالإيمان به وبرسوله وبالكتاب الذي نزّل على رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القرآن، كما أمر بالإيمان بالكتب المنزلة من قبل القرآن.

 

وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريلُ عليه السلام عن الإيمان قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". أخرجه مسلم.

 

والإيمان بالكتب - عباد الله -: هو التصديق الجازم بأن لِلَّه - تعالى - أنزل كُتُبَاً على رُسُلِه عليهم الصلاة والسلام حجةً لهم وهدايةً لأممهم إلى ما فيه صلاحهم ونجاتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة.

 

فالواجب على كل مسلمٍ أن يؤمن بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله الكرام لهداية الناس. فإن الإيمان بها أحدُ أركان الإيمان الستة، التي لا يصح إيمان العبد إلا بها، وذلك ثابتٌ في الكتاب والسُّنة وإجماع الأمة. كما قال الله تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

 

وقال سبحانه: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ [آل عمران: 1 - 4].

 

وقال جَلَّ شأنه: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ [الحديد: 25].

 

والإيمان عباد الله بالكتب يتضمن ثلاثة أمور:

الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقًّا.

 

الثاني: الإيمان بما سمّى الله من كتبه؛ كالقرآن الكريم الذي نزل على نبينا محمد، والتوراةِ على موسى، والإنجيل على عيسى، والصحف على إبراهيم، والزبور على داود - عليهم جميعاً الصلاة والسلام أجمعين.

 

وأما ما لم يسمَّ منها فيكون الإيمان بها إجمالا، فإن الله أنزل مع كل رسول كتاباً لكن لم ُيسمَّ في الكتاب والسنة غيرُ هؤلاء الخمسة المذكورة آنفاً، قال سبحانه: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213] قال جماعة من أهل العلم - قوله وأنزل معهم الكتاب، دليل على نزول الكتاب على جميعهم.

 

الثالث: مما يتضمنه الإيمان بالكتب: تصديق ما صح من أخبارها؛ كأخبار القرآن.

وأفضل الكتب المنزلة القرآن الكريم، الذي تكفّل الله بحفظه من التحريف والتبديل، كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] فلم يستطع أحد أن يغير فيه ويبدل حرفاً واحداً،، بل هو محفوظ في الصدور والسطور، منقول بالتواتر القطعي.

 

وهو المعجزة الكبرى الباقية إلى قيام الساعة لنبينا صلى الله عليه وسلم كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا آمَنَ عَلَى مِثْلِهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يوم القيامة». متفق عليه.

 

وقد تحدى الله المكذبين أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا مع حرصهم الشديد على معارضته وإنكارهم أن يكون نزل من عند الله، كما قال تعالى ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23، 24] بل تحدى الله سبحانه وتعالى الإنس والجن مجتمعين متعاونين أن يأتوا بمثل القرآن فعجزوا عن ذلك كما قال تعالى: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].

 

أنزل الله تعالى القرآن ليكون الكتاب المهيمن، والرسالة الخاتمة، والشريعة الباقية، والحجة الساطعة على العباد: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].

 

عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" أخرجه ابن أبي شيبة والترمذي في و الدارمي. والأصح أنه موقوف على علي رضي الله عنه.

 

بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفِر الله لي ولَكم ولجميع المسلِمين من كلّ ذنب فاستَغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:

عباد الله: إن للإيمان بالكتب السماوية آثارًا متعددة؛ منها:

♦ العلم بعناية الله - تعالى - بعباده، وكمال رحمته، حيث أن أنزل الكتب على أنبيائه فيها البينات والهدى إلى ما فيه صلاح البشر في معاشهم ومعادهم كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ [الحديد: 25].

 

♦ ومن ذلك التصديق بهذه الكتب، وتعظيم ما أنزل إلينا منها والعمل به، وهو القرآن الكريم.

 

♦ ومن ذلك: معرفة حكمة الله - تعالى - في شرعه، حيث شَرَع لكل قوم ما يناسب أحوالهم ويلائم أشخاصهم؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾[المائدة: 48].

 

ومن ثمرات الإيمان بالكتب السماوية شكرُ نعمة الله، فإن إنزال هذه الكتب من أعظم النعم على العباد.

 

عباد الله: كتابنا الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الكتب كما أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أفضل الرسول، ومن خصائص هذا الكتاب العزيز أن الله حفظه من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان كما تقدم قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، بخلاف الكتب السابقة فقد كانت تنزل على أهل ملة واحدة، ولم يتعهد الله تعالى بحفظها، ولذا أصابها التحريفُ والتَّغْيِيرُ.

 

وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى قد حرّفوا كتبهم، وبدّلوها وغيرّوها، واشتروا بها ثمنا قليلا كما قال تعالى عن اليهود: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [النساء: 46].

 

وقال تعالى عن النصارى: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 78].

 

وقال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79].

 

والناظر فيما بقي من التوراة والإنجيل بعين البصيرة يعرف ذلك، فإنه جَرَى عليها التحريفُ والتغيير بعد موت موسى وعيسى عليهما السلام بزمن يسير، وذلك باعتراف اليهود والنصارى، ولذلك تعددت نسخهم منها وناقض بعضها بعضا.

 

والقرآن العظيم ناسخ لجميع الكتب السماوية السابقة وحاكم عليها كما قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48] وقال سبحانه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1].

 

والعَجَب أيها الإخوة ممن يدّعي الإسلام ثم يدعو إلى العمل بهذه الكتب المحرفة المنسوخة، أو يستدل بها، لأنها كتب سماوية كما يزعم، وقد علم أن الله تعالى أخبر بتحريفهم لها، كما نهى صلى الله عليه وسلم عن تصديقها.

 

وقد أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [المائدة: 59] الآيَةَ.

 

ولا يجوز للمسلم أن يقرأ في شيء منها إلا للرد عليها إن كان من أهل العلم الراسخين؛ فعن جابر أن عمر بن الخطاب: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقال: يا رسول الله، إني أصبتُ كتاباً حسناً من بعض أهل الكتاب، قال: فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب؟! فوالذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني". أخرجه أحمد.

عباد الله صلوا وسلِّموا رحمكم الله على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • المؤلفات
  • بحوث ودراسات
  • خطب جمعة
  • مواد صوتية
  • مواد مرئية
  • مقالات
  • دورات تدريبية وورش ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة