• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع الدكتور حيدر الغديرد. حيدر الغدير شعار موقع الدكتور حيدر الغدير
شبكة الألوكة / موقع د. حيدر الغدير / إبداعات شعرية


علامة باركود

حكايات عمرو ( قصيدة )

د. حيدر الغدير


تاريخ الإضافة: 6/10/2013 ميلادي - 1/12/1434 هجري

الزيارات: 10372

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكايات عمرو


كلما تأملت في سيرة الصحابي العبقري الداهية المسدد عمرو بن العاص ازددت إعجاباً به، وإكباراً له، وحسبه أن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - فرح بإسلامه فرحاً كبيراً، وأعلى منزلته، وبوَّأه منازل قيادية رفيعة فوراً، وأن عمر بن الخطاب وهو العبقري الملهم كان معجباً به غاية الإعجاب، وحسبه أنه فاتح مصر العظيمة، وهي أهم بلد كسبه الإسلام بعد الجزيرة العربية.


له عقل سابقٌ ألمعي، وخيال نافذ عملي، يجيد الحكم على الأمور وإن اشتبهت، ويبني النتائج على المقدمات فتأتي كما قدر.


أما الحلم، والنبل، والعدل، والحزم، والجود، والإدارة، والبيان، وكسب الناس، فهو فيها في الذروة العليا.


وأما شجاعته فهي الجرأة والحكمة معاً، كان يقدم حيث ينبغي الإقدام، ويحجم حيث ينبغي الإحجام، لذلك كان قادراً على النصر بأقل الخسائر.

 


دعاني الحنينُ إلى القاهرهْ
فلبيتُ دعوته الطاهرهْ
وحبُّ الكنانة بين الضلوعِ
يمور بأمواجه الفائرهْ
إذا ما خبتْ ناره في الفؤادِ
تهيِّجها الخطرة العابرهْ
حللتُ بمصر وحلَّت عليَّ
فأشواقنا بيننا دائرهْ
يطوف علينا نبيلُ الوفاءِ
فتملكنا روحه الآسرهْ
أقول لها ما أشا أو تشا
وأنشقُ أنسامها العاطرهْ
وتصدقني ودَّها والحديثَ
وأَصدقها القلب والباصرهْ

♦♦♦

سألت الكنانةَ عن مجدها
وأكرمِ أيامها الظافرهْ
وأغلى صحائفها النيِّرات
فقالت وفرحتها غامرهْ:
غداة أتى الطيبون الكرامُ
وأرواحهم بالتُّقى عامرهْ
وعمرو عليهم أميرٌ نبيلٌ
وفرسانهُ أنجمٌ زاهرهْ
شبابٌ لهم عفة الزاهدينَ
وشيب لهم همةٌ هادرهْ
وتالون آيَ الكتاب العزيزِ
بألسنةٍ رطبةٍ ذاكرهْ
وخيلٌ تلبي نداء الكماةِ
كما دمدمت موجةٌ زاخرهْ
عليها من الصِّيد أكفاؤها
فوارسُ منصورةٌ ناصرهْ
تمحِّضُ للهِ أعمالها
وترنو إلى ربِّها ناظرهْ
فيعبقُ منها الهدى والتقى
وتشرق كالروضةِ الناضرهْ
هي العدلُ والعدلُ ذو رحمةٍ
لمن آثر اللهَ والآخرهْ
وذو قسوةٍ للعتاة الذينَ
همُ السوء والأنفس الخاترهْ
وبوركَ في الحالتينِ اللَّتينِ
تطيبانِ نافعةً ضائرهْ

♦♦♦

وعَمرو - وأكرمْ بهِ - سيدٌ
أميرٌ على عصبةٍ آمرهْ
يطوف على مصرَ بالمكرماتِ
فتَهنا به أمةٌ صابرهْ
يفكُّ القيود ويرعَى العهودَ
ويبني البواديَ والحاضرهْ
ويجلُو الكروبَ عن البائسينَ
ويحبو المرزَّأَ والعاثرهْ
ويرعى اليمام[1] بفسطاطهِ
بروحٍ مجنحةٍ شاعرهْ
وتاريخه أسطرٌ من نضارٍ
هي الحلم والسطوةُ القادرهْ
أظلَّت عوارفهُ المعتفينَ
فعادوا بأفئدةٍ شاكرهْ

♦♦♦

بعمرٍو يتيهُ ويحلو الفخارُ
وإني بأمجادهِ الفاخرهْ
على مَنكبيهِ وفي بُردتيهِ
وفي أصغريهِ رؤًى ساحرهْ
له طلعةٌ صمتها آمرٌ
وعينٌ إذا ما رنَت زاجرهْ
وسيفٌ على الظلمِ والظالمينَ
ونارٌ على الفتنةِ الجائرهْ
وكفَّانِ بالجودِ مبسوطتانِ
كسحَّاءَ مطبقةٍ هامرهْ

♦♦♦

حكاياتُ عمرٍو عقودُ الجمانِ
ونشر على عصبةٍ سامرهْ
أحاديث مثل الصبايا الحسانِ
تميسُ بلألائها سافرهْ
تزوركَ.. أكرِم بها زَورةً
وأكرم بها ضيفةً زائرهْ

♦♦♦

حضارتهُ في الزمان الربيعِ
محاسنُ آلاؤها كاثرهْ
وأكرمُ ما شادهُ الشائدونَ
وأنبلُ ما وعتِ الذاكرهْ
هي الطلُّ عمَّم هامَ الرُّبى
هي الظلُّ في وَقدة الهاجرهْ
هي النورُ بعد سُدوفِ الظلامِ
هي الأمن في الإحَنِ الثائرهْ
تقاصَرُ عنها وترنو لها
حضاراتُ أياميَ الغابرهْ
سلِ النيل عنها، سلِ الشاطئينِ
وأهرام فرعونَ والقاهرهْ
يجبْنكَ: يا طِيبَ أيامها
مآثر بين الورى سائرهْ

♦♦♦

حنيني لعمرٍو حنينُ الجديبِ
من الأرضِ للديمةِ الماطرهْ
لقد كان لي دُرةً في الدهورِ
وكنت لهُ الدرةَ الباهرهْ
وأصحابهُ حسناتُ الزمانِ
نوادرُ من أُمةٍ نادرهْ
سلامٌ على عهدهِ ما حييتُ
وفي الأولينَ وفي الآخرهْ
طَموحٌ، ومن بعدهِ الطامحونَ
على فضلهم همةٌ قاصرهْ

♦♦♦

سكتُّ وفيَّ أتونُ انبهارٍ
فعمرٌو سوابقهُ زاخرهْ
وهدَّأ روعيَ ما شاقني
بمصر من الأربعِ الزاهرهْ
أتيت إليها فهشَّت تقولُ
حذارِ من الزورة العابرهْ
فعندي كنوزُ الحِجا والمنى
مواثلُ ناطقةٌ ساحرهْ
سأحبوك منها الذي تشتهي
وما أوجبَ الوُدَّ والآصرهْ
أطِلْ في رباعي الحسانِ المكوثَ
تكن عاذري وأكُ العاذرهْ

♦♦♦

أصاخَ لها قبل سمعي الفؤادُ
وعقلي ومقلتيَ السابرهْ
وطفتُ بأصقاعها الخالداتِ
وزرت مآثرها العامرهْ
وعانقتُ أزهرها والأذانَ
وفي خافقي بسمةٌ شاكرهْ
ويمَّمتُ عَمرواً وفسطاطهُ
وناجيتُ أبهاءهُ الطاهرهْ
وجبت القرونَ وحدَّثتها
وعدت إلى الأعصُرِ الغابرهْ
وقلت لها: أين عهدُ الفتوحِ
وعمرو وأمجادهُ الباهرهْ؟
خذيني إليهِ فإني مَشوقٌ
لأيامهِ السَّمحةِ الناضرهْ
وصلَّيت والدمعُ في المقلتينِ
وأغفيتُ في سِنةٍ فاترهْ

♦♦♦

وروَّعني فارسٌ كالعُقابِ
ومن حولهِ خيلهُ الضامرهْ
وقد لاثَ هامتهُ بالنجومِ
وبالنبلِ والسيرةِ العاطرهْ
أعمرو؟ هتفتُ، فقالَ: أجلْ!
أنا الفتحُ والرايةُ الظافرهْ
وهبتُ الكنانةَ ما تشتهيهِ
وكنتُ لها الصفحة النادرهْ
فعدلٌ وسلمٌ وحريةٌ
وأمنٌ مواكبهُ سائرهْ
ودينٌ هو النور للضائعينَ
ومن حار في الدربِ والحائرهْ
لنا خيمةٌ ظلها مستطابٌ
أعدَّته أيدٍ زكَت ماهرهْ
يلوذُ بها القبطُ والمسلمونَ
وكلٌّ كرامتهُ جاهرهْ
ففي ظلها أمةٌ أسلمتْ
وفي ظلها أمةٌ كافرهْ
وبي أصبَحوا كالسُّها عزةً
وأُسداً بآجامها خادرهْ
وبي حررَ العدلُ أرواحهمْ
وللرومِ كانوا يداً صاغرهْ

♦♦♦

لقد كان عهدي لهم أنعُماً
جوائبَ ميمونةً وافرهْ
تطوِّف للهِ منذورةً
فتزكو فتغدو هي الناذرهْ
وآلاؤها الطيباتُ الحِسانُ
وأمداؤها الليل والباكرهْ
مآثرها البيضُ نهبٌ مباحٌ
وأوقاتها بالندى دائرهْ
هي النيلُ، والنيلُ دوماً جوادٌ
وما منه منٌّ ولا بادرهْ
بنُعمايَ طابت بمصرَ الحياةُ
وبالروم كانت هي الداثرهْ

♦♦♦

وقلت لعمرٍو وأمجادهُ
صوائلُ حاشدة حاشرهْ:
لقد طال بالمسلمينَ الشقاءُ
وعاثَت بهم محَنٌ جائرهْ
وجَزَّ نواصيَ فرسانهمْ
بغاثٌ، وحلَّت بهم فاقرهْ
هو الذلُّ جاثٍ بأعتابهمْ
وأسيافهُ صَلْتةٌ باترهْ
يسُومهم الذلَّ أعداؤهمْ
وتخدَعهم ألسنٌ ماكرهْ
فهل عودةٌ يا أخا الأكرمينَ
إليهم؟ فهُم أمةٌ دامِرهْ
لتصنع نصراً يغيظُ العدوَّ
وتجلوَ أحزانها الغامرهْ

♦♦♦

سكتُّ، وعمرو الحِجا صامتٌ
وفي صمتهِ عينهُ الزاجرهْ
فكانت زواجرهُ الصامتاتُ
سهاماً جراحاتها غائرهْ
ومسَّنيَ الذُّعر مسَّ الحَصانِ
إذا قيل: جانية وازرهْ
وبعد انتظارٍ بدا كالدهورِ
أجابَ ووَجنتهُ باسرهْ:
بل النصر ما أنتمُ فاعلونَ
وإلا فأنتم يدٌ خاسرهْ
وما يُشترى النصر أو يستعارُ
لقومٍ عزائمهم خائرهْ
إذا ذلتِ الأُسد أزرَت بها
كلابٌ بأنيابها العاقرهْ
وإن فرَّطَ الحرُّ في أرضهِ
تداعى لها النذلُ والعاهرهْ
وجاؤوا مواكب من أرذلينَ
ومن فاجرينَ ومن فاجرهْ
ومن سادرٍ في مهاوي الضلال
يهيمُ بهنَّ، ومن سادرهْ

♦♦♦

وأطرق عمرو، وفي صمتهِ
مواعظُ آمرةٌ ناهرهْ
وهنَّ الكَلامُ، وهنَّ الكِلامُ
وهنَّ سبيلٌ لنا سافرهْ
فإن نحنُ كنا لها أهلها
فإنا غداً أمة ظاهرهْ
فعَمرو هو العقلُ، إن يتقدْ
فدون رؤاهُ الرؤى حاسرهْ
وعمرو هو السيفُ إن ينتصرْ
وفي نصرهِ روحهُ الشاعرهْ

♦♦♦

ويا عَمرو، حيِّيت من عبقريٍّ
بَصيرتهُ تسبقُ الباصرهْ
سنجعل ما قلتَ في نصحنا
حُداءً دِمانا به هادرهْ
ونصنع نصراً يهزُّ الدُّنى
يجُوز مدى الظنِّ والخاطرهْ
فنرضى وترضى وترضى العُلا
وفسطاطُ نُبلكَ والقاهرهْ
ونسجدُ للهِ في فرحةٍ
وبالشُّكرِ أعيُننا هامرهْ



[1] لأديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي مقال نفيس بعنوان: (اليمامتان) في كتابه (وحي القلم) صوَّر فيه روح عمرو السمحة الرفيقة حتى بالحيوان، حين أمر بترك فسطاطه ليمامتين اتخذتا منه سكناً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • إبداعات شعرية
  • مرئيات
  • قصائد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة