نم هنيئا (قصيدة)

نَمْ هنيئاً

توفي أخي الكريم الشجاع الفارس مصطفى الغدير في دمشق ضحى الإثنين 13/2/1422هـ 7/5/2001م، وقد أكرمني الله -عز وجل- بأداء العمرة قبل أن يوارى الثرى - رحمه الله -.

رقدة الموت صحوةٌ لا منام

تتلاشى في نورها الأوهام

تتجلى فيها الحقيقة شمساً

مثل لغز قد زال عنه لثام

إنما الموت معبر لحياة

في مداها يقفو الدوامَ دوامُ

ومداها فوق العقول اتساعاً

والثواني منها لدينا عام

والرحاب التي لديها فساح

كوكب الأرض عندهن رِمام

• • •

يكشف الموت عن قلوب البرايا

ما أساؤوا فيه وفيه استقاموا

وغطاءً عن العيون لتغدو

بصراً فيه حدة واحتدام

كلنا رائح وغاد فمودٍ

والمآلان جنة وضرام

كل ما أسلفت يداه يراه

في سطور قد خطهن كرام

نحن ننسى والله محصٍ علينا

ما فعلنا فإنه العلام

فاستبقْ يومك القريب بعزم

عمريّ المتاب فالموت جام

كلنا شاربوه ذات صباح

أو مساء كرهاً وفيه الفطام

والحصيف الذي يعيش نقياً

فيه بالبارئ الكريم اعتصام

• • •

أمنا الأرض أطعمتنا زماناً

ثم عدنا لها فنحن الطعام

أكلتنا أذاك عدل وحق

وقصاص أم غدرة وانتقام

• • •

أيها الفارس الذي عاش شهماً

أصغراه الإسلام والإقدام

فيه طبع الحسام صلتاً صقيلاً

هزه في الوغى المدمّى حسام

نم هنيئاً فأنت ضيف كريم

عند مولاك والهبات جسام

وعليك السلام حياً وميتاً

وعلى الأهل والصحاب السلام

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي