• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

الاستماع إلى القرآن الكريم

الاستماع إلى القرآن الكريم
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 29/11/2018 ميلادي - 20/3/1440 هجري

الزيارات: 14650

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستماع إلى القرآن الكريم


عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، في قَوْلِهِ: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16]، قَالَ: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16، 17] قَالَ: جَمْعَهُ في صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، قَالَ فَاسْتَمِعْ وَأَنْصِتْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ، قَرَأَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَقْرَأَهُ.

 

تخريج الحديث:

الحديث أخرجه مسلم (448)، وأخرجه البخاري في كتاب "بدء الوحي"، وأخرجه الترمذي في كتاب "تفسير القرآن" "باب ومن سورة القيامة" (3329).

 

شرح ألفاظ الحديث:

"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً": قال النووي: "سبب الشدة هيبة الملك وما جاء به، وثقل الوحي؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5]، والمعالجة المحاولة للشيء والمشقة في تحصيله"؛ [شرح النووي لمسلم (4/ 387)].

 

ويدل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا".

 

"كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ": قال ابن حجر: "وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر إذا لُقِّن القرآن، نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ؛ لئلا ينفلت منه شيء"؛ قاله الحسن وغيره، ووقع في رواية للترمذي: "ويحرك به لسانه يريد أن يحفظه"، وللنسائي: "يعجل بقراءته ليحفظه" ... وفي رواية الطبري عن الشعبي: "عجل يتكلم به من حبه إياه"، وكلا الأمرين مراد، ولا تنافي بين محبَّته إيَّاه، والشدة التي تلحقه في ذلك فأُمر بأن ينصت حتي يُقضى إليه وحيُه، ووُعِد بأنه آمنٌ من تفلُّتِه منه بالنسيان أو غيره، ونحوه قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾ [طه: 114]؛ [الفتح (1/ 30)].

 

﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنُهُ ﴾؛ أي: نتكفَّل بجمعه في صدرك فلا تنساه ﴿ وَقُرْآنُهُ ﴾؛ أي: قراءة جبريل بالوحي لمحمد صلى الله عليه وسلم لكي تقرأه كما أُنزل؛ ولذا فسَّرها ابن عباس بقوله: "جمعه في صدرك ثم تقرؤه".

 

﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾؛ أي: استمع لما يُقرأ عليك، وأنصت له؛ قال النووي: "الاستماع: الإصغاء له، والإنصات: السكوت، فقد يستمع ولا ينصت؛ فلهذا جمع بينهما؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]"؛ [شرح مسلم (4/ 388)].

 

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على القرآن وحفظه مع ما يجده صلى الله عليه وسلم من شدة التنزيل.

 

الفائدة الثانية: الحديث دليل على تكفُّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بحفظه للقرآن وجمعه في صدره وبيانه أوضح التبيين.

 

الفائدة الثالثة: الحديث دليل على حق من حقوق القرآن وأدب من آدابه حين يُتلى؛ وهو الأمر بالاستماع له والإنصات كما أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حين التنزيل، وإذا كان هذا حق القرآن خارج الصلاة، فهو في الصلاة من باب أولى؛ ولذا ساق مسلم هذا الحديث في كتاب الصلاة؛ ليستدل لهذا المعنى، وهو وجوب الإنصات لقراءة الإمام في الصلاة، وتقدَّمَ الخلاف في قراءة المأموم للفاتحة في الصلاة الجهرية، وأنها تُستثنى من هذا الإنصات الوارد في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]، لوجوبها على المأموم في الصلاة الجهرية على القول الراجح لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))؛ متفق عليه إلا إن عجز عنها، فالواجبات تسقط بالعجز.

 

وأما حكم الاستماع للقرآن في مكان ربما يطرأ عليه فيه انشغال كمكان العمل أو في المكتب ونحوها من الأماكن العامة، وكذا الاستماع له عند النوم ثم يتركه وينام ما حكمه؟

 

فالجواب عن هذا أن يُقال: الأولى للعبد أن يشتغل بسماع القرآن وتدبُّر معانيه؛ ليحصل على الرحمة المذكورة في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]".

 

ولا بأس بتشغيل القرآن أثناء جلوسه في محل عمله أو مكتبه الذي ربما يعرض له ما يشغله ما دام أنه قصد الاستماع ابتداءً، ويحرص قدر المستطاع أن يسمع القرآن، وعند الجمهور لا يجب عليه الاستماع، وأما الأمر في الآية فقد حمل ابن عباس الأمر فيها على ما إذا سمع القرآن في الصلاة، وكذا قال الإمام أحمد: "أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة"؛ [المغني 1/ 330].

 

وحمله بعض السلف على الصلاة والخطبة معًا، ونقل ابن كثير في تفسيره كثيرًا من الآثار عن السلف بهذا المعنى، ونقل القرطبي في تفسيره عن النقاش أنه قال: أجمع أهل التفسير على أن هذا الاستماع في الصلاة المكتوبة وغير المكتوبة؛ [انظُر: تفسير القرطبي 7/ 354، وتفسير البغوي 2/ 263 وتفسير ابن كثير 3/ 573].

 

وإذا دعت الحاجة إلى التحدُّث مع الغير أثناء القراءة، فينبغي أن يغلق المسجل، فقد نصَّ العلماء على منع رفع الصوت على القراءة والحديث، أخذًا من قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]، قال القرطبي عند تفسير آية الحجرات تلك: وكلامه – يعني: النبي صلى الله عليه وسلم - المأثور بعد موته، مثل كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر ألَّا يرفع صوته عليه، ولا يعرض عنه، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به؛ [انظُر: تفسير القرطبي 7/ 354].

 

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الصلاة)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة