• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله الفريحالشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح شعار موقع الشيخ عبد الله الفريح
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / مقالات


علامة باركود

فضل يوم عرفة والاجتهاد فيه

فضل يوم عرفة والاجتهاد فيه
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 19/7/2021 ميلادي - 9/12/1442 هجري

الزيارات: 12945

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل يوم عرفة والاجتهاد فيه


الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء، وبعد:

فإن ليوم عرفة شأن عظيم قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِيبِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ »؛ رواه مسلم.


قال الأوزاعي: "أدركت أقوامًا كانوا يخبّئون الحاجات ليوم عرفة؛ ليسألوا الله بها".


وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "ويوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتق الله تعالى من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار - أي البلدان - من المسلمين؛ فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده، لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة".


ومن الاجتهاد في هذا اليوم أن:

أولًا: تستحضر عظمة هذا اليوم، فهو ضمن أيام الأشهر الحُرُم، وأحد الأيام المعلومات التي قال الله فيها: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، وأحد أيام عشر ذي الحجة المفضلة التي أقسم الله بها بقوله: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2]، وهو يوم كمال الدين، وتمام النعمة؛ كما في حديث عمر ابن الخطاب في الصحيحين أن قوله تعالى: ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3] قَالَ عُمَرُ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ».


ثانيًا: اعلم أن أخصّ عبادات يوم عرفة أربع:

الأولى: صيام يوم عرفة سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"؛ رواه مسلم، فاحرص على صيامه فهو فرصة ثمينة.


الثانية: الدعاء، وأوصيك أن تملأ قلبك بحسن الظن بالله أن يعتقك من النار فهو أكثر يوم فيه عتق من النار، وأن يستجيب دعاءك، وعليك بجوامع الأدعية وأعقبها بدعواتك العامة والخاصة مراعيًا آداب الدعاء.


الثالثة: الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل لكونها مسنونة في جميع العشر وعرفة منها، ولا تنس أن التكبير المقيد بأدبار الصلوات يبدأ من يوم عرفة (لغير الحاج) ومعه التكبير المطلق في كل وقت حتى غروب يوم الثالث من ذي الحجة، ففي "صحيح البخاري" قال صلى الله عليه وسلم: "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ ". قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ"، وفي رواية لأحمد قال صلى الله عليه وسلم: "فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ".


الرابعة: الإكثار من الذكر الوارد في سنن الترمذي: قال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" رواه الترمذي وحسنه الألباني وضعفه بعض أئمة الحديث، ولكن ورد في صحيحي البخاري ومسلم فضلٌ عظيم لهذا الذكر يشعرك بأنه من أعظم الأذكار ثمرة في سائر أيامك فاستثمر به يوم عرفة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ - كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".


قال النووي - رحمه الله - عن هذا الذكر في يوم عرفة: "يُسْتَحَبُّ الإِكثارُ من هذا الذِّكر والدُّعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفْضَلُ أيامِ السَّنَة للدُّعاء، وهو مُعْظَمُ الحَجِّ ومَقْصُودُه، والمُعَوَّلُ عليه، فينبغي أنْ يَسْتَفْرِغَ الإنسانُ وُسْعَهُ في الذِّكر والدُّعاءِ وفي قراءةِ القرآنِ، وأنْ يدعوَ بأنواعِ الأدعية، ويأتي بأنواعِ الأذكار، ويدعو لِنَفْسِه ووالديه وأقارِبِه، ومشايِخِه وأصحابِه وأصدقائِه وأحبابِه، وسائِرِ مَنْ أحْسَنَ إليه، وجميعِ المسلمين".


ثالثًا: اعلم أن كل عمل صالح في هذه العشر -ويوم عرفة منها- هو أعظم من غيره؛ لما رواه أبوداود وغيره بسند صحيح قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ.." الحديث وأصله في صحيح البخاري كما تقدم، فمن الاجتهاد فيه الإتيان بالعبادات الفاضلة والمشروعة كل يوم ومنها: صلاة الفرائض جماعة والمحافظة على السنن الرواتب، وأذكار الصباح والمساء والجلوس في المسجد حتى ترتفع الشمس وصلاة الضحى وقراءة القرآن وسائر الذكر.


اجتهد في الدعاء فهو من أخص عبادات يوم عرفة، وقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعاءه من بعد الظهر في عرفة في حجة الوداع، فإن استطعت أن تعمره بالدعاء إلى غروب المشمس فحسن، أو استجمع نفسك من بعد صلاة العصر لتغلق كل ما يقطعك عن هذه العبادة التي يجتهد فيها العباد حجاجًا وغيرهم، وقد مُلئت قلوبهم حسن ظنٍّ بالله وإخباتٍ وضراعة وخضوع، كلهم يؤمّل عطايا المنّان جل جلاله، ومن المهم أن تحرص على آداب الدعاء وتنوّع بين أدعيتك بادئًا بالثناء على الله تعالى ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصيك بكثرة الثناء على الله فهي عبادة تليّن قلبك وتورثه الخضوع والخشوع، وعليك بجوامع الدعاء ثم ثنّها بأدعيتك الخاصة والعامة.


اسأل الله تعالى أن يعتقني وإياك من النار ويستجيب دعاءنا وجميع أعمالنا إنه جواد كريم.


ليلة عرفة من عام ١٤٤٢ هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • إبهاج المسلم بشرح ...
  • الدر الثمين
  • سلسلة 10 أحكام ...
  • فوائد شرح الأربعين
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة