• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع  محمد الدبلد. محمد بن سعد الدبل شعار موقع  محمد الدبل
شبكة الألوكة / موقع د. محمد الدبل / بحوث ودراسات


علامة باركود

نماذج من الشعر الملحمي الإسلامي قديما

نماذج من الشعر الملحمي الإسلامي قديما
د. محمد بن سعد الدبل


تاريخ الإضافة: 7/5/2014 ميلادي - 7/7/1435 هجري

الزيارات: 29638

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نماذج من الشعر الملحمي الإسلامي قديمًا


حين جاء الإسلام ذلك الحدث التاريخي الهام الذي هو وحي السماء إلى الأرض، حين جاء ظهَر على صعيده أمة ليس لها مثيل في تاريخ الأمم؛ لأنها الأمة الوسط في كل شيء، وكان لزامًا أن يُغيِّر الإنسان في مسار فِكرها وأدبها فيُخرجه مِن طلاسم الوثنية والجاهلية إلى صحة المبدأ وسلامة المصير إخراجَه لها مِن ظلام الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان، فحلَّ مكان البطولات والمعلقات والمسمطات والمجمهرات والحوليات قصائد إسلامية عصماء في الذبِّ عن العقيدة والمُنافحَة عن عِرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحسبُنا في ذلك بقصائد كعب بن مالك وكعب بن زهير وشِعر حسان بن ثابت ذلك الشاعر الذي قصر شِعره على الإسلام ورسول الإسلام، ومِن شِعره قصيدته التي يَعدُّها دارسو الأدب من قبيل الشعر الملحمي الذي صنَّفه النقاد في عداد المُذهَّبات، والقصيدة من شِعره في الجاهلية غير أنها تَحمل في كثير مِن أبياتها قيم أخلاقية طبَعها بطابع الإسلام، مِن هذه القصيدة المطوَّلة قول حسان - رضي الله عنه -:

لساني وسَيفي صارمان كِلاهما
ويَبلُغ ما لا يَبلغ السيفُ مِذوَدي
فلا المال يُنسيني الحيا وحفيظتي
ولا وقَعات الدهر يَفلُلنَ مِبرَدي
أكثِّر أهلي مِن عيالٍ سِواهم
وأطوي على الماء القَراح المُبرَّد
• • •
وإني لمُزجٍ للمَطيِّ على الوجا
وإني لترَّاكٌ لما لم أُعوَّد
وإني لقوَّال لدى البيت مرحبًا
وأهلاً إذا ما ريع مِن كلِّ مرصد
وإني ليَدعوني الندى فأُجيبه
وأَضرب بَيضَ العارِض المتوقِّد

 

ويفاخِر حسان - رضي الله عنه - بشجاعة قومه وبطولتهم، فيُخاطِب الشاعر قيسًا بنَ الخُطَيم قائلاً:

فلا تعجَلنْ يا قيسُ واربع فإنما
قُصاراك أن تَلقى بكل مُهنَّد
حسامٍ وأرماحٍ بأيدي أعزَّة
متى ترهم يا بن الخطيم تبلَّدِ
أُسودٌ لدى الأشبال تَحمي عرينها
مداعيسُ بالخطِّي في كلِّ مَشهَدِ

 

إلى قوله:

فغنِّ لدى الأبيات حورًا كواعبًا
وحجر مآقيك الحسان بإثمَدِ

 

ومن المطوَّلات ذات المعاني الإسلامية قصيدة النابغة الجعدي تلك التي صنَّفها دارسو الأدب في عداد الملاحم المُسماة "بالمشوبات"، ومنها:

خليليَّ عُوجا ساعة وتهجَّرا
ولُوما على ما أحدث الدهر أو ذَرا
ولا تَجزعا إنَّ الحياة قَصيرة
فخِفَّا لرَوعاتِ الحَوادث أو قِرا
وإن جاء أمر لا تُطيقان دفعَه
فلا تَجزعا مما قضى الله واصبِرا
ألم ترَيا أنَّ الملامة نفعُها
قليل إذا ما الشيء ولَّى وأدبَرا
تَهيج لذي البخلِ الندامة بعد أن
تغيَّر شيء بعدما كان قُدِّرا
أتيتُ رسول الله إذ قام بالهدى
ويَتلو كتابًا كالمَجرَّة نيِّرا
خليليَّ قد لاقَيتُ ما لم تُلاقيا
وسيَّرتُ في الأحياء ما لم تُسيِّرا
وما زلتُ أسعى بين بابٍ ودارَة
بنجران حتى خِفتُ أن أتنصَّرا

 

إلى أن يقول النابغة مُفتخرًا بقومه:

ومهما يَقُلْ فينا العُداة فإنهم
يقولون معروفًا وآخَر مُنكَرا
فما وجدتْ مِن فِرقة عربية
كميلاً دَنا مِنَّا أعزَّ وأنصَرا
وأسرع مِنَّا إن أردْنا انصِرافه
وأكثر منا دارِعين وحُسَّرا
وأجدر ألا يَتركوا عانيًا لهم
فيَغبُر حولاً في الحديد مُكفَّرا
ونُنكِر يوم الروع ألوان خيلِنا
مِن الطعن حتى تَحسب الجونَ أشقَرا
ونحن أُناسٌ لا نُعوِّد خيلَنا
إذا ما التقَينا أن تَحيد وتَنفرا
وما كان معروفًا لنا أن نَردَّها
صِحاحًا ولا مُستنكَرًا أن تُعقَّرا
بلغْنا السما مجدًا وجودًا وسُؤددًا
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهَرا

 

ويروى هذا البيت:

بلغنا السماءَ مجدُنا وسناؤنا
وإنا لنَرجو فوق ذلك مظهَرا

 

وأثبتت مصادر الأدب أن النابغة وفَد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنشده هذه القصيدة إلى أن وصل إلى قوله: وإنا لنرجو فوق ذلك مظهَرا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إلى أين يا أبا ليلى))، فقال النابغة: إلى الجنة يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم إن شاء الله، لا يَفضُضِ اللهُ فاك))، فكان النابغة مِن أحسن الناس ثَغرًا، وكان إذا سقطت له سنٌّ نبتَت أخرى، ومن المعاني السامية في قصيدة النابغة هذه قوله:

ولا خير في حِلمٍ إذا لم يكن له
بوادِر تَحمي صفوَه أن يُكدَّرا
ولا خير في جَهلٍ إذا لم يكن له
حَليم إذا ما أورَد الأمر أصدَرا

 

ولم يزل نغم الشعر الإسلامي الملحمي يَنساب في آفاق رحبَة، وتَدوي أصداؤه منذ فجر الدعوة المحمدية إلى اليوم، وقد سمعنا ووقفْنا على شيء مِن شِعر الملاحم الإسلامية عند شعراء الإسلام من الرعيل الأول، أولئك الذين جاهدوا في الله بأرواحهم وأموالهم ومواهبهم الأدبية فكانوا خير مثال يُحتذى في الدعوة والتضحية والفِدى للذب عن عقيدة الإسلام ورسول الإسلام وقيم الإسلام وأخلاقياته، وأحكامه العادلة ومثُلِه الرشيدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • قصائد
  • أناشيد
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة