• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع العلامة محمد بهجة الأثريالعلامة محمد بهجه الأثري شعار موقع العلامة محمد بهجة الأثري
شبكة الألوكة / موقع العلامة محمد بهجة الأثري / ديوان الأثري


علامة باركود

دمشق .. في ذكرى جلاء فرنسة (قصيدة)

دمشق .. في ذكرى جلاء فرنسة (قصيدة)
العلامة محمد بهجه الأثري


تاريخ الإضافة: 12/3/2013 ميلادي - 29/4/1434 هجري

الزيارات: 9882

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دِمَشْقُ.. في ذكرى جَلاءِ فِرَنْسَةَ


"أنشدها الشاعر في (دار المجمع العلمي العربي) بدمشق، في 16/9/1947، وقد جلا منها الفرنسيون المستعمرون".

يا نَسْمَةً خَطَرَتْ من أرْضِ (جَيْرُونِ)
حُيِّيتِ عاطِرَةً، جاءَتْ تُحَيِّينِي[1]
بَكَرْتِ، والفَجْرُ في أوْضاحِ فاتِنَةِ
تَبَرَّجَتّ لِفَتىً هَيْمانَ مَفْتُونِ،[2]
هَلْ أنْتِ لِلْوافِدِ المُشْتاقِ حامِلَةٌ
من رَوْحِ أهْلِكِ أنْفاسَ الرَّياحِينِ[3]
اللِّينُ واللُّطْفُ والرَّيّا الّتي انَبعَثَتْ
رُسْلُ الأحِبَّةِ تَلْقانِي وتَدْعُونِي[4]
(بنو أمَيَّةَ).. ما زالُوا كما خُلِقُوا،
بَنُو المكارِمِ والآدابِ والِليّنِ
لاقَيْتُ منهم كلألاءِ الضُّحَى غُرَراً
هَشَّتْ إليَّ تُحِييّنِي وتُحْيِينِي[5]
مِنْ كُلِّ ناصِيَةٍ زَهْراءَ لامِعَةٍ
كعَسْجَدٍ، تَحْتَ وَقْدِ الشَّمْسِ، مَفْتُونِ[6]
أصْبَحْتُ فِيِهمْ تَهادِاني سَراتُهُمُ
كأنَّنِي مُصْحَفٌ في بيتِ ذي ديِنِ[7]
أنا المُفَضَّلُ بالنَّعْمَى، ومِنْ عَجَبٍ
أنْ جاءَ يشكُرُنِي مَنْ باتَ يَقْرِيِني![8]
عُوِّدْتُ كُلَ جَزِيلٍ مِنْ فَواضِلِهِمْ
قِدْماً، وكُلَّ وِدادٍ غيرِ مظنونِ[9]
أنا الشَّكُوُر على ما قد خُصِصْتُ بِهِ
من الأيَادِي، وما شُكْرِي بِمَمْنُونِ[10]
سيذكُرُ الدَّهْرُ عَنِّيِ كُلَّ سائِرَةٍ
من الثَّناءِ عليهِمْ في الدَّواوِين
قد أوْسَعُونِيَ إجْلالاً وتَكْرِمَةً،
فَجِئْتُ أوسِعُهُمْ مَدْحِي وتَلْحِيِني
غَفَرْتُ لِلدَّهْرِ أيّاماً.. سَلَفْنَ له
لمّا أتانِيَ في (الفَيْحاءِ) يُشْكِيِني[11]
لي في خَمائِلِها الخُضْرِ الَّتِي حَسُنَتْ
عُلْيا المَقاصيِرِ مِنْ سُكْنَى الميَامِينِ[12]
من تحتِها (بَرَدَى) نَشْوانُ مُطَّرِدٌ
بدافِقٍ من رَحِيقِ (الخُلْدِ) مَضْنٌونِي[13]
كأنَّهُ، وشُعاعُ الشَّمْسِ ذَهَّبَهُ،
فِرِنْدُ سَيْفٍ صَقِيلِ الوَجْهِ مَسْنُونِ[14]
تَنَضَّرَتْ حَوْلَهُ الدُّنْيا بهِ، وزَهَتْ
بِزُخْرُفٍ من لِباسِ الحُسْنِ مَوْضُونِ[15]
ما أجْمَلَ الأيْكَ في شَطَّيْهِ حانِيَةً
من الحَفاوَةِ في أثْوابِها الغِينِ![16]
تلك المَفاتِنُ.. شاقَتْ كُلَّ ساجِعَةٍ،
فهَيَّجَتْها بألْحانٍ أفانِينِ[17]
أْكْرِمْ به مُنْبِتاً زَهْراً، وفاكِهةً
شَتَّى، ومُسْدِيَ خَيْراتٍ وماعُونِ[18]
•    •    •
أيُّ المَفاتِنِ في دارِ النَّعِيمِ.. خَلَتْ
منها (دِمَشْقَ)؟ وأيُّ الرَّبْرَبِ العِينِ؟[19]
خَمِيَلةُ (الله).. ما اهْتَزَّ الثَّرَى طَرِباً
بمثلِ ما طافَ فيها مِنْ تزايِينِ
كُلٌّ ضَحُوكٌ على ضاحِي مَشارِفِها
زُهْرُ السَّماءِ، وأزْهارُ البَساتِينِ[20]
كأنَمَّا الْجُوُّ، إذْ يَنْدَى بِها عَبِقاً،
لِطَيمَةٌ نُثِرَتْ مِنْ عِطْرِ (دارِينِ)[21]
•    •    •
يا دارَ (مَرْوانَ).. دامَ البِشْرُ مُؤْتَلِقاً
على جَبِينِكِ لَمّاحَ التَّلاوِينِ[22]
كَرَّمْتِ مَجْدَكِ أنْ لَمْ تَعْقِدِى عَلَماً
إلاَّ على فَرْقِ بَرٍّ منكِ ميمونِ[23]
سَتذْكُرُ الدَّوْلَةُ الرَّعْناءُ مُعْتَرَكاً
تَعَضُّ منهُ يَدَيْ نَدْمانَ مَحْزُونِ
خَرَجْتِ منه كنَصْلِ السَّيْفِ مُنْصَلِتاً
يَزْهُو، وباءَتْ بخِذْلانٍ وتَوْهِينِ[24]
يا لَيْتَ عَيْنِيَ، لَمّا أجْلِيَتْ، شَهِدَتْ
بِشْرَ الْجِنانِ بإجِلاْءَ الشيَّاطِينِ!
من كُلِّ أصْهَبَ.. كانَ الكِبْرُ شارَتَهُ
يَرْمِي بَنِيكِ بطَرْفٍ منهُ مَسْنُونِ[25]
فَنكَّسَ (الله) بالإذْلالِ هامَتَهُ
وعادَ خَزْيانَ يمشي مَشْيَ مَوْهُونِ[26]
لا يَرْفَعُ اللَّحْظَ إلاَّ وَهْوَ يَخْفِضُهُ
أعْجِبْ بِلَحْظٍ.. بِخَدِّ الأرْضِ مَقْرُونِ!
•    •    •
يا حُرّةً.. لم تَدِنْ يَوْماً لآسِرِها
ويا فَتاةَ المَطاعِيمِ المَطاعِينِ
إنَّ (العُرُوبَةَ) و(الإسِلاْمَ).. ما فَتِئا
هُنا بِواديِكِ في عِزٍّ وتَمكْيِنِ
في جَبْهَةِ الفَلَكِ الأعَلْىَ مَقامُهُما
منهُ، وفي مَرْبَأِ الشُّمِّ العَرانِينِ[27]
هُما جَناحاكِ.. مَدَّ (الله) ظِلَّهُما
على البَرِيَّةِ مِنْ دُنْياً ومِنْ ديِنِ
صُونِي جَمالَكِ في الدُّنْيا بِسِرِّهِما،
يَصُنْكِ من دَرَكاتِ الخَسْفِ والهُونِ[28]
•    •    •
ما يبتغي (الَغْربُ) من فَيْحاءَ وارِفَةٍ
تعيشُ في كَنَفٍ للدَّهْرِ مَأمْوُنِ؟[29]
شمّاءَ.. تَفْرَعُ هامَ البَغْيِ عِزَّتُها
بأساً، وتَجْبَهُ عُدْوانَ المَهاجِينِ[30]
وَقَتْ (دِمَشْقَ) الرَّزايا رحمةٌ، بَرَأت
(دِمَشْقَ) من نَفَحاتِ اللُّطْفِ والِلّينِ[31]
نفسي فِداءُ جَمالٍ.. طالما نَعِمَتْ
نَفْسي بِه في ليَالِي عَيْشِيَ الْجُونِ![32]

 


[1] جيرون: دمشق الفيحاء

[2] الأوضاح: الغرر، والأضواء. -الهيمان: المحب الشديد الوجد.

[3] الروح، بفتح الراء: نسم الريح.

[4] الريا: الرائحة الطيبة.

[5] الغرر: الوجوه البيض المشرقة.

[6] عسجد مفتون: ذهب مصهور مصفى.

[7] السراة: الأشراف.

[8] يقريني: يضيفني.

[9] مظنون: متهم غير موثوق به.

[10] الممنون: المنقطع.

[11] يشكيني: يزيل شكواي.

[12] الميامين: ذوو اليمن والبركة.

[13] بردى: نهر دمشق. - الرحيق: الخالص الصافي من الخمر. - مضنوني: نسبة إلى «مضنونة»، وهي بئر زمزم في بيت الله الحرام بمكة.

[14] الفرند: ما يلمح في صفحة السيف من أثر تموج الضوء. -المسنون: المصقول.

[15] الموضون: المنسوج.

[16] الأيك: الشجر الكثير الملتف. - شطاه: جانباه. - الغين: الملتفة الأغصان التي نعم ورقها وكثر.

[17] ألحانٍ أفانينِ: ذوات فنون من التطريب.

[18] الماعون: المعروف، واسم جامع لمنافع البيت.

[19] الربرب: الجماعة، لا واحد له. - النساء العين: اللواتي اتسعت عيونهن وحسنت.

[20] المشارف: الأعالي. - الضاحي: البارز للشمس.

[21] اللطيمة: وعاء المسك. - دارين: ميناء بالبحرين، يجلب إليه المسك من الهند.

[22] دار مروان: دمشق، عاصمة الدولة الأموية. وهو مروان بن الحكم، أبو عبد الملك بن مروان، تنسب إليه الدولة المروانية، بويع بالخلافة سنة 64 هـ، بعد اعتزال معاوية بن يزيد بن معاوية، وتوفي سنة 65 هـ-وولي بعده ابنه عبد الملك. وكان الخليفة مروان أول من ضرب الدنانير الشامية، وكتب عليها: (قل: هو الله أحد).

[23]) الفرق: من الرأسِ: الفاصل بين صفين من الشعر. - البر: البار المحسن الوصول.

[24]) باءت: رجعت.

[25] أصهب: ذو لون أصفر ضارب إلى شيء من الحمرة والبياض. - شارته: هيأته. - طرف مسنون: نظر حديد، من أثر الغرور والاستعلاء.

[26] هامته: رأسه. - الموهون: الواهن الضعيف لا بطش عنده.

[27] المربأ: الموضع العالي. - الشم العرانين: الأباة الآنفون الضيم.

[28] الخسف: الإذلال، وأن يحملك الإنسان على ما تكره. - الهون، بالضم: الخزي.

[29] الكنف: الجانب، والظل.

[30] تفرع: تعلو. - الهام: الرؤوس. - تجبه سلطان المهاجين: تضرب جبهته وترده، وتلقاه بما يكره، والمهاجين: اللؤماء.

[31] برأت: خلقت.

[32] الجون: السود.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • ديوان الأثري
  • قالوا عن الأثري
  • مراسلات
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة