• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع العلامة محمد بهجة الأثريالعلامة محمد بهجه الأثري شعار موقع العلامة محمد بهجة الأثري
شبكة الألوكة / موقع العلامة محمد بهجة الأثري / بحوث ودراسات


علامة باركود

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها ( الكنكلة )

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها ( الكنكلة )
العلامة محمد بهجه الأثري


تاريخ الإضافة: 30/12/2013 ميلادي - 26/2/1435 هجري

الزيارات: 13324

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها (4)

(الكنكلة)

 

أجمعَ أهلُ العلم على أن لغة العرب هي من السَّعَة بحيثُ لا يستطيع أن يُحِيط بها أحد، وأنها لم تنتهِ إلينا كُلُّها، وأنَّ الذي جاء عن العرب قليل من كثير، ولا ريب في أن أئمة اللغة والرُّواة الأوائل قد أبلغوا في الجهد في تحصيل هذه اللغة العظيمة بمشافهة العرب العاربة بها في ديارهم بالبادية، فأتقنوها روايةً ودرايةً، ولم يألوا في ذلك نصحًا، ولا ادَّخروا وُسْعًا، والتزموا في تدوينها الأمانة والصِّدق كما يفرضهما الدِّين، وأسوق في حديثي الآن أمثلةً من هذه الألفاظ التي ضِيمَتْ في كتب اللغة أو أهملت فيها، تكون فيها منبهةً لما أريده..

 

ومن هذا النَّوع: (الكنكلة):

نقرأ في الأغاني (17/122- ط/ ساسي)، في أخبار الشاعر العباسي المطبوع، والمغني المحسن المشهور في عصره بجودة صنعته، عبدالله بن العباس الربيعي، حفيد الفضل بن الرَّبيع وزير الرَّشيد والأمين:

"حدثني جَحْظَة، قال: حدثني أحمد بن الطيب، قال: حدَّثني حماد بن إسحاق، قال: سمعت عبدالله بن العباس الربيعي يقول: أنا أول من غنَّى بـ: (الكنكلة) في الإسلام، ووضعت هذا الصَّوت:

أتاني يُؤامِرُني في الصَّبُو
حِ ليلاً، فقلتُ له: غادِها"

 

وفيه أيضًا (17/134 - 135):

حدثني الصولي، قال: حدثني الحسين بن يحيى، قال: قلت لعبدالله بن العباس: لك خبر مع الرشيد أول ما شهرت بالغناء، فحدثني به، قال: نعم، صوت صنعتُه:

أتاني يُؤامِرُني في الصَّبُو
حِ ليلاً، فقلتُ له: غادِها"

 

فلما تأتَّى لي، وضربت عليه بـ: (الكنكلة)، عرضته على جارية يقال لها: "راحة"، فاستحسنتْه، وأخذتْه عني...".

 

ونجد هذين الخبرين في "نهاية الأرب" (5/22 و26)، وقد نقلهما النُّوَيرِي من "الأغاني"، وفيهما (الكنكلة) هذه، فما هي؟ أنغمةٌ أم آلة؟ فإن كانت آلة، فما نعتُها؟ وما أصلها؟ أعربي، أم غير عربي؟ ولفظها - وهو يحتمل تسع قراءات - كيف يُنطَق؟

 

هذا كلُّه استوقفني، فطلبت معناه وأصله وضبطه في هذين الكتابين، ولا سيما "الأغاني"؛ فإن أبا الفرج يجُود أحيانًا بتفسير الغريب، فلم أجد ذلك في شيء منهما، ومددت بصري إلى التعليقات في حواشي "الأغاني"، ولا سيما طبعة دار الثقافة البيروتية، وفي حواشي "نهاية الأرب" التي تزخر بالشروح، فانقلب البصر عنها خاسئًا[1] وهو حَسِير، فيمَّمتُ شطر المعاجم وكتبِ المعرَّب والدخيل من قديم ومن حديث، فما رأيتُني إلا كطالب الماء من السراب، فمددت يدي إلى "الموسوعة التيمورية"، وصاحبها - رحمه الله - مَن نعرف علمًا وإحاطةً وتحقيقًا، فألفيتُ في الصفحة الـ: 214 منها ما يأتي، أورده بحروفه، قال:

"الكنكلة: في الأغاني (ج17 ص122): "عبدالله بن العباس الربيعي أوَّل مَن غنى بالكنكلة"، فلعلَّها نغمة من نغمات الموسيقا، أو آلة من آلات الطرب، وفي نهاية الأرب للنويري (ج5 ص22 س6): "الكنكلة والغناء بها إلخ"، وفي (ص 26 منه س1): الغناء بالكنكلة".

 

ونتبيَّن من هذا أن "الموسوعة التيمورية" قد وقفت عند النص الأول من نصي "الأغاني" فاستنتجت منه معنيين مختلفين للكنكلة على وجه الشك، نغمة أو آلة، وهو يحتملهما معًا، ولكن التأمل في النص الثاني، وقد تجاوزته الموسوعة، يدفع الشك باليقين؛ إذ يقرر أن الكنكلة آلة يضرب عليها، وليست نغمة، ألا نرى إلى الفتى الربيعي يقول: "... صوت صنعته... فلما تأتَّى ضربت عليه بالكنكلة"؟ فلا جرمَ أن ما يضرب به آلة، وليس نغمة من نغمات الموسيقا، وإذًَا فالكنكلة اسمُ آلةٍ من آلات الطرب عرَفها العباسيون، واستعملوها في أواخر المائة الثانية للهجرة، ولكن ما أصلها؟ هل هي من مخترعات العرب في ذلك العهد؟ أو هي منقولة مسمًّى واسمًا من بعض هذه الأمم التي اتصلوا بحضاراتها؟ ثم ما شكلها؟ وكيف تُنعَت؟

 

لقد أذكيتُ عينيَّ في طلب ذلك في هذا التراث القديم زمنًا، ولم يَرُعْني ذات يوم إلا أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وهو يوافيني على غرَّة بما ألتمسه غنيمة باردة، ولكن بعد قرع الظَّنابيب وكثرة الطَّواف، وإذا ما أريده يُجمِله أبو عثمان في عبارة بليغة وجيزة يجلسها القرفصاء بين سُودانه وبيضانه - أعني كتابه: "فخر السودان على البيضان" - وإذا الكنكلة آلة طرب هندية، وإذا هي وَتَرٌ واحد يُمدُّ على قرَعة فيقوم مقام أوتار العود، أما نطقها، فلنطلبه من أحد الهنود الثقات، أو من معجم من معاجمهم، وجزى الله أبا عثمان خيرًا.



[1] خسأ البصر: كلَّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • ديوان الأثري
  • قالوا عن الأثري
  • مراسلات
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة