• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع العلامة محمد بهجة الأثريالعلامة محمد بهجه الأثري شعار موقع العلامة محمد بهجة الأثري
شبكة الألوكة / موقع العلامة محمد بهجة الأثري / بحوث ودراسات


علامة باركود

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها ( الممزج )

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها ( الممزج )
العلامة محمد بهجه الأثري


تاريخ الإضافة: 21/12/2013 ميلادي - 17/2/1435 هجري

الزيارات: 10796

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها

المُمزَّج


أجمعَ أهلُ العلم على أن لغة العرب هي من السَّعَة بحيثُ لا يستطيع أن يُحِيط بها أحد، وأنها لم تنتهِ إلينا كُلُّها، وأنَّ الذي جاء عن العرب قليل من كثير، ولا ريب في أن أئمة اللغة والرُّواة الأوائل قد أبلغوا في الجهد في تحصيل هذه اللغة العظيمة بمشافهة العرب العاربة بها في ديارهم بالبادية، فأتقنوها روايةً ودرايةً، ولم يألوا في ذلك نصحًا، ولا ادَّخروا وُسْعًا، والتزموا في تدوينها الأمانة والصِّدق كما يفرضهما الدِّين، وأسوق في حديثي الآن أمثلةً من هذه الألفاظ التي ضِيمَتْ في كتب اللغة أو أهملت فيها، تكون فيها منبهةً لما أريده..


ومن هذا النَّوع: (المُمزَّج).


وقد ذكرت في أثناء الكلام على (البرفرا) لفظ (المُمَزَّج)، وهو لفظ عربي خالص، من هذه الألفاظ الحضارية، دارَ في كتب التاريخ، وفي كتب التمدن الإسلامي، وفي الشعر، وأغفلته المعاجم، وربما نجده يعرِض لمحقق من محققي هذا التراث العربي، فلا يدري ما هو، فيهمله، وقد يشك في صحته.


أذكر من هذا ما نراه في بعض مظانِّ استعمالاته، مثل: "كتاب الذخائر والتحف"، فإننا نقرأ فيه هذه العبارة:

"وحَمل طغرلبك إلى ملك الروم في سنة 448هـ... صدورة[1] لؤلؤ، فيها خاتم سليمان... ومائة ثوب ملا (كذا) ممزج، ومائتي (كذا) ثوب سقلاطون..".


ونرى محقق الكتاب الفاضل يقف عند (الممزَّج) وِقفةَ الشاكِّ أو المنكر؛ إذ يضع بجانبها قوله "كذا"، وهو بأن يفعل هذا خليقٌ؛ ذلك بأن مراجعه اللغوية قد أهملت هذا اللفظ، فلم يظفر به فيها، فهل يخرجه بالحدس، أو يُبقِيه على حاله ويشير إلى شكِّه فيه؟


لا ريب أن ما فعله هو النهج الصحيح في التحقيق، فليس من حق أحد أن ينزع في مثل هذا إلى التخريجات، ومن هنا أهمله أيضًا في فهرست الألفاظ الحضارية الذي صنعه للكتاب، على حين أورد في هذا الفهرست لفظ "ملا" المذكور في النص قبل (ممزَّج)، وفسَّره بـ: "ثوب"، وأرى صحة "ملا" (مُلاء) بالمدِّ، جمع المُلاءة، وهو من الألفاظ العامة التي نجدها في هذه المعاجم كبيرها وصغيرها، قديمها وحديثها، وما زالت تحيا في استعمالات الناس في بلاد الشام وغيرها، فإنا نسمع الشاميين يقولون ملاية وملايات، وما إلى هذا أقصد، ولكن جرت إليه المجاورة، فلزم التنبيه على صحته.


ويحضرني من استعمالات (الممزَّج) في الشعر العباسي شعر صَبُوحي للكامل أبي عبدالله الحسين بن أبي الفوارس (شاعر بغدادي من شعراء المائة السادسة الهجرية)، قال فيه:

صبا إلى اللَّهوِ في هُبُوبِ صبا
وقال: قُمْ؛ فالصَّبُوحُ قد وجبا
ها أنجمُ الصُّبحِ من مخافتِها
مِيلٌ إلى الغربِ تطلُبُ الهربا
وأدهمُ الليلِ كلما حاولَ ال
حُظْوةَ من أشهُبِ الصباحِ كبا
والدِّيكُ قد قام في (مُمَزَّجةٍ)
شمَّر أذيالَها، وشدَّ قُبا
يَصيحُ إما على الدُّجى أسفًا
منه، وإما على الضُّحى طربا[2]


وشعر آخر لأبي بكر القصَّار البغدادي المتوفَّى في ثامن المحرم سنة 514هـ، يصف فيه ديكًا أيضًا، وقد وضع فيه (الممزوجة) في موضع (الممزجة)، خلافًا للشائع الذائع في كتب التاريخ والأدب، قال:

ومُشمِّر الأذيالِ في (مَمْزوجةٍ)
متتوِّج تاجًا من العِقْيانِ
للجاشِريَّة ظلَّ يهتفُ سُحْرَةً
ويصيحُ من طربٍ إلى النُّدْمانِ
هبُّوا إلى شربِ الشَّمُول، فإنما
لصَبُوحِكم لا للصَّبُوح أذاني
يا طيبَ لذَّةٍ هذه دنياكمُ
لو أنها بَقِيَت على إنسانِ
طلعت شموسُ الرَّاحِ في أيديهمُ
وغَرَبْنَ حين غَرَبْنَ في الأبدانِ

 

و(المُمَزَّج) في كل هذا نسيج حرير مُوَشًّى بغزل الذهب، ومن ذلك جاءته هذه التسمية[3]، وهي اسم مفعول من مزَّجه بالتشديد، وصف به هذا النسيج، ثم نقل إلى الاسمية، فصار علمًا على نسيج بعينه من نوع "السقلاطون"، ولكن (المُمزَّج) عربي الاشتقاق، وهذا دخيل معرَّب من اليونانية، وهو فيها سجلاطس (Sigllatus)، يقال: سِجِلاَّط، وكان هذان النَّسيجان يُصنعان ببغداد إبَّان العهد العباسي، ويرِدان في الأخبار مقترنينِ، فلا يذكر (السقلاطون) إلا ويذكر (الممزَّج) معه، وقد جاء في أحداث سنة 512هـ من تاريخ ابن الأثير (1/382): أن الخليفة المسترشد بالله أطلق ضمانَ غَزْل الذهب، وكان صنَّاع (السقلاطون) و(الممزج) وغيرهم ممن يعمل منه، يلقَوْن شدة من العمال عليها وأذى عظيمًا".

 


[1] كذا، ولعله، "صرة".

[2] أخذه الشاعر من عبدالله بن المعتز.

[3] وقد ذكرت هذا في التعليقات على خريدة القصر - قصر شعراء بغداد 2/184.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • ديوان الأثري
  • قالوا عن الأثري
  • مراسلات
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة