• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

أمانة الكلمة

أمانة الكلمة
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 17/12/2014 ميلادي - 25/2/1436 هجري

الزيارات: 13295

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أمانة الكلمة

ثم قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [الأنعام: 152] (2)

ذلكم وصاكم به (الوصايا العشر)

 

الرسلُ صلوات الله عليهم هم القدوة في نقلِ أمانة الكلمة؛ لأنهم المؤتَمنون مِن الله عليها، فكل نَبيٍّ حملها وبلَّغها إلى قومه كما أمَره الله تعالى بها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الأعراف: 104، 105]، كما ذكَر الله سبحانه وتعالى ما كان بين النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكفَّار قريش لما سمعوا القرآنَ؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [يونس: 15].

 

إن قُرَيشًا تريد تبديل القرآنِ على هواها، وطلبَتْ ذلك من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فبيَّن لهم أن هذا من عند الله، وأنه صلى الله عليه وسلم مبلِّغٌ فقط، يبلغ ما يوحَى إليه من ربه دون تبديل أو تغيير، فإن فعَل ذلك فله عذابُ يوم عظيم؛ فالأمر فيه ضبطٌ مُحكَم من الله، والله سبحانه عالِم أين يجعل رسالتَه في رسلٍ اختارهم يتحمَّلون الأمانة، وقال تعالى أيضًا مبينًا دقةَ البلاغ وأدائه كما أراد الله: ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾ [الحاقة: 44 - 47]؛ لذلك كان قولُ جميع الرسل لأقوامهم عند أداء الرسالة: ﴿ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ﴾ [الأعراف: 79]، وقال أيضًا: ﴿ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النحل: 35].

 

ومن بعدِ الرسل يأتي العلماءُ العاملون الذين يحملون أمانةَ الكلمة، ويعمَلون على تبليغها للناس؛ فهم يسلُكون مسلك الرسل، لا يريدون مالاً لذلك ولا شُهرة؛ فعن أبي الدرداءِ قال: إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سلَك طريقًا يبتغي فيه عِلمًا، سلك اللهُ به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكةَ لَتضع أجنحتَها رضًا لطالب العلم، وإن العالِمَ لَيستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض، حتى الحِيتانُ في الماء، وفضلُ العالم على العابد كفضلِ القمر على سائرِ الكواكب، وإن العلماءَ وَرَثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثوا العِلم، فمن أخَذ به فقد أخذ بحظٍّ وافر))، وفي الحديثِ عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثلُ أجور مَن يتبعه، لا ينقُص ذلك من أجورِهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثلُ آثام مَن يتبعه، لا ينقُص ذلك من آثامِهم شيئًا))[1]، ولقد حث النبيُّ صلى الله عليه وسلم المسلِمين على التبليغِ، ورغَّبهم فيه؛ فعن عبدِالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نضَّر الله امرأً سمِع منا شيئًا فبلَّغه كما سمِعه، فرُبَّ مبلَّغ أوعى مِن سامع))[2]، وهو دعاء خير لِمَن بلَّغ الحديث كما سمعه، وبالمقابل تهدَّد مَن يكذِب في التَّبليغ على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكذِبوا علَيَّ؛ فإنه مَن كذب علَيَّ يلج النارَ))[3].

 

ولقد عاب عليه الصلاةُ والسلام على مَن يتشدَّق بالكلام، ويتقعَّر فيه، ويخطُبُ ليجمَع حوله الناس ويكوِّن أتباعًا، فعَنْ أنسٍ أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مررتُ يومَ أُسرِيَ بي بأقوام تُقرَض شفاهُهم بمقاريضَ من نار، قلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: خطباءُ أمتِك الذين يقولونَ ما لا يفعَلون))[4].

 

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أولَ الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهِد، فأُتِي به، فعرَّفه نعمه فعرَفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشهِدتُ، فقال: كذبتَ، ولكنك قاتلتَ لأنْ يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحِب على وجهه حتى ألقي في النَّار، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به، فعرَّفه نعمه فعرَفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العلم وعلَّمته، وقرأتُ فيك القرآنَ، قال: كذبتَ، ولكنك تعلَّمتَ ليقال عنك: عالم، وقرأتَ القرآن ليقال: هو قارئٌ، فقد قيل، ثم أمر به فسُحِب على وجهه حتى ألقيَ في النار...))، فهذا مصيرُ الذي لا يؤتَمن على العلم، فقد قام في مقامِ الأنبياء، ولكنه خان العلمَ الذي تعلَّمه؛ فعند الترمذيِّ عن كعب بن مالك قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من طلَب العلمَ ليُجاريَ به العلماءَ، أو ليماريَ به السفهاء، ويصرف به وجوهَ الناس إليه، أدخَله الله النَّار))؛ رواه الترمذي، والمماراة: المجادَلة والمناظَرة.

 

فالكلمة في الحقِّ لها ثوابُها الكبير؛ ففي الحديث الشريف، أن رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "أيُّ الجهاد أفضلُ؟ فقال: ((أفضلُ الجهاد كلمةُ حقٍّ عند سلطان جائرٍ))؛ رواه النَّسائيُّ بإسنادٍ صحيح.



[1] رواه الترمذي، وهو حسن صحيح.

[2] رواه الترمذي، وهو حسن صحيح.

[3] رواه الترمذي، وهو حسن صحيح.

[4] رواه أحمد، وهو حسن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة