• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

يحيى بن زكريا عليه السلام

يحيى بن زكريا عليه السلام
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 2/8/2021 ميلادي - 23/12/1442 هجري

الزيارات: 35979

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يحيى بن زكريا عليه السلام

 

مرَّت رغبة زكريا في الولد، فدعا ربه كما ورد في سورتي "آل عمران ومريم" ﴿ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، وفي سورة "مريم": ﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴾ [مريم: 5]، وفي "سورة الأنبياء": ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 89، 90]؛ فكانت الاستجابة لهذا النبي الكريم من رب العالمين سريعةً، وفيها أصلح الله له زوجه وكانت عاقرًا فعادت تحيض وتستعد للإنجاب، ونتيجة لذلك كان المولود يحيى، وقد ذكر الله تعالى صفات يحيى: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39]؛ فهو وريثه في العلم والدعوة، ونبيًّا متبوعًا، حيث لا يتبع إلا السيد، وجعله حصورًا لا يأتي النساء، وليس في حاجة إليهن، وفي هذا تقوية له، ورفعه فوق شُبَه التهمة من هذه الناحية، فكان نموذج النبي العابد المهتم بالآخرة بلا شواغل من الدنيا؛ لأن شواغلها عادة تأتي من الأسرة والأبناء، وهذا يذكِّر بقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يضم إلى صدره الحسن والحسين ابني فاطمة رضي الله عنهم: ((إن الولد مَبْخَلة مَجْبنة))؛ أخرجه ابن ماجه؛ أي: مَن يكون له أولاد فإنه ينشغل بهم، فلا يقدم على الاقتحام والمخاطرة أو الإنفاق، وإنما لأجلهم يُمسك، وهكذا حمَل عبء الدعوة مع والده وهو لا يزال صغيرًا، وكونه نبيًّا من الصالحين أنه لا يحمِل ذنبًا، وعن عبدالله بن عمرو قال: ما أحد إلا يلقى الله بذنب، إلا يحيى بن زكريا، ثم تلا هذه الآية: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [مريم: 12]؛ أي: ابن ثلاث سنين، وقيل: ابن سبعة، والكتاب هو التوراة، وهو أصل الدِّين لبني إسرائيل من لدن موسى، وقد أمره الله أن يأخذ الكتاب بقوة وعزيمة لا تردد فيها، وقد آتاه الله الفهم الواسع للكتاب وأحكامه، ملَكة وهبه الله إياها، وهذه معجزة له تحببه إلى الناس الذين يفتنون بمثل هذا النبوغ المبكر ويجلونه، تذكر الآيات بقية ما منحه الله من الصفات، ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم: 13 - 15]، فقد أعطي الأمانَ والسلام في المواقف الثلاثة المهمَّة للإنسان.

 

نُبذة من حياة يحيى عليه السلام:

كان عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ابني خالة - تجوزًا؛ لأن أم يحيى خالة مريم - وكان عيسى يلبَس الصوف، وكان يحيى يلبَس الوبر، ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم، ولا عبد ولا أمة، ولا مأوى يأويان إليه، أينما جنهما الليل أويا، فلما أرادا أن يتفرقا قال له يحيى: أوصني، قال: لا تغضب، قال: لا أستطيع إلا أن أغضب، قال: لا تقتنِ مالًا، قال: أما هذه فعسى.

 

وروى الإمام أحمد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات؛ أن يعمل بهن، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، وكاد أن يبطئ، فقال له عيسى عليه السلام: إنك قد أُمرتَ بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تبلِّغَهن وإما أن أبلغهن، فقال: يا أخي، إني أخشى إن سبقتني أن أعذَّبَ أو يخسف بي، قال: فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد، فقعد على الشرف، فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن اللهَ عز وجل أمرني بخمس كلمات؛ أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن، وأولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا؛ فإن مثَلَ ذلك مثل من اشترى عبدًا من خالص ماله بورِقٍ أو ذهب، فجعل يعمل ويؤدي غلَّتَه إلى غير سيده، فأيكم يسُرُّه أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله خلقكم ورزقكم، فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأمركم بالصلاة؛ فإن الله ينصب وجهه قِبَل عبده ما لم يلتفت، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، وأمركم بالصيام؛ فإن مثَل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة، كلهم يجد ريح المسك، وإن خُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وأمركم بالصدقة؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل أسَره أعداؤه فشدوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم، فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه، وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرًا؛ فإن مثَل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثره، فأتى حصنًا حصينًا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل))، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن؛ بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله؛ فإن مَن خرج عن الجماعة قِيدَ شِبر فقد خلع رِبقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومَن دعا بدعوى الجاهلية فهو مِن جثا جهنم))، قالوا: يا رسول الله، وإن صلى وصام! قال: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، ادعو المسلمين بأسمائهم، بما سماهم الله عز وجل: المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل)).

 

وذكر أن يحيى بن زكريا عليه السلام كان كثير الانفراد من الناس، إنما كان يأنس إلى البراري، ويأكل من ورق الأشجار، ويرِد ماء الأنهار، ويتغذى بالجراد في بعض الأحيان، ويقول: مَن أنعم منك يا يحيى؟! ورُوي أن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعامًا، فكان يأكل مع الوحش؛ كراهة أن يخالط الناس في معايشهم، وطلب زكريا ابنه يحيى ثلاثة أيام، فخرج يلتمسه في البرية، فإذا هو قد احتفر قبرًا وأقام فيه يبكي على نفسه، فقال: يا بني، أنا أطلبك منذ ثلاثة أيام وأنت في قبر قد احتفرته قائم تبكي فيه، فقال: يا أبت، ألست أنت أخبرتني أن بين الجنة والنار مفازة لا تقطع إلا بدموع البكائين؟ فقال له: ابكِ يا بني، فبكيا جميعًا، وذكر أن كثرة البكاء أثرت في خديه من كثرة الدموع.

 

نُبِّئ يحيى وهو ابن ثلاثين سنة، وكان يكبر عيسى بستة أشهر، وقد اختار يحيى الشام للدعوة فيها، وكان عيسى في فلسطين، وقيل: التقيا عند نهر الأردن، وقيل: إن تعليمات في الشريعة بلغها عيسى للحواريين ليبلغوها للناس كما بلغها ليحيى ليبلغها في منطقته، وكان منها منع نكاح ابنة الأخ، وكان الملك هيرودوس بالشام، فأراد أن يتزوج ببعض محارمه، أو ممن لا يحل له تزوُّجها، فسأل يحيى فنهاه عنها، وقال: لا تحل لك، وعلمت أمُّ البنت بذلك فأضمرت الشر ليحيى؛ لأنه سيحرم ابنتها من أبهة الملك ونعيمه، فقالت لابنتها: إذا دخلت عند الملك فاسقِيه خمرًا حتى السكر، ثم اطلبي منه قتل يحيى، ففعلت، فامتنع أول الأمر، ثم لبى طلبها وقتله وقدم رأسه لها في طست، ولما أصبح كان دمه يغلي، ففاض من الطست، ثم سقط على الأرض وهو في شدة غليانه، فوضع فوقه التراب فلم يسكن، وهم في خضم هذا الحدث بعث الله عليهم ملكًا من ملوك بابل غزاهم ونكل بهم، حتى قتل منهم سبعين ألفًا، فسكن الدم، ورُويت القصة بغير هذا السياق، لكن كلها حول هذه المرأة تدندن، وقيل: كان هذا ببيت المقدس، لكن الصواب في دمشق، وروي عن زيد بن واقد قال: رأيت رأس يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق أُخرج من تحت ركن من أركان القِبلة، يلي المحراب مما يلي الشرق، فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير، وفي رواية: كأنما قتل الساعة، وذكر في بناء مسجد دمشق أنه جعل تحت العمود المعروف بعمود السكاسكة، والله أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة