• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

عام الوفود

عام الوفود
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 10/6/2024 ميلادي - 3/12/1445 هجري

الزيارات: 3713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عام الوفود

 

لن نتكلم كثيرًا عن عام الوفود؛ فهو عام سلام واستقبال للوفود التي جاءت إلى المدينة مسلِمة بعد أن توقف القتال وتوقفت الحملات، وعرفت القبائل العربية قيمة الإسلام، وأنه دين الله الهادي لإصلاح المجتمع ونقله من الحياة القبلية إلى حياة الدولة والنظام والبناء والتقدم والرقي والأخوة المبنية على المحبة والإيثار، ولما فهم مجتمع الجزيرة هذا القصد أتوا مبايعين، وأحضر كل وفد معه نخبة من شعراء القبيلة وفصحائها ومفكريها ليظهروا بالمظهر اللائق بهم أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فكان لا بد أيضًا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج لهم من أصحابه من امتاز بالفصاحة والنبوغ في الخطب والشعر وقوة البيان، حتى إنه قال لما سمع من الطرفين ما يروق من الفصاحة والبيان: ((إن من البيان لسحرًا، ومن الشعر لحكمة))، كما اعترفت الوفود بقوة حجة المسلمين وما بلغوه من البيان والخطابة والشعر؛ لأن الإسلام قد صقلهم وقوَّى من حججهم ومنطقهم، فقالوا: والله لخطيبهم أقوى من خطيبنا، ولشاعرهم أشعر من شاعرنا، فكان عام الوفود عام الثقافة والبيان، فقد أدلى كل بدلوه، وكانت الحصيلة تفوق المسلمين، ودخول القبائل في دين الله أفواجًا، ومن هذه القبائل:

• وفد بني تميم، ورد في صحيح البخاري: أن وفدًا من بني تميم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقبلوا البشرى يا بني تميم))، قالوا: يا رسول الله، قد بشرتنا فأعطنا، فرئي ذلك في وجهه، فجاء نفر من اليمن، فقال: ((اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم))، قالوا: قبلناها، والبُشرى - كما ورد فيما بعد - هي إخبارهم عن بَدْء الخَلْق إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال))، وكانت فيهم سبية - مملوكة - عند عائشة، فقال: ((أعتقيها؛ فإنها من ولد إسماعيل))، وجاءت صدقاتهم فقال: ((هذه صدقة قوم أو قومي))، وكان سبب مجيء الوفد أن الأقرع بن حابس سبى منهم بعض الرجال والنساء والأولاد فأتوا ليستردوهم، وقد كان بينهم وبين المسلمين خطب متبادلة وأشعار، وكان خطيب المسلمين ثابت بن قيس، وشاعرهم حسان بن ثابت، وكان شاعرهم الزبرقان بن بدر، وخطيبهم عطارد، فلما انتهوا من الخطابة والشعر، قالوا: إن الرجل لمؤتى - يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مؤيد - خطيبهم أخطب من خطيبنا، وشاعرهم أشعر من شاعرنا، ثم أسلموا.

 

• وفد ثقيف، قبل قدوم وفد ثقيف، قدم عروة بن مسعود الثقفي إلى النبي صلى الله عليه وسلم - وقيل: لقيه في الطريق عند منصرفه من الطائف - فأسلم وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بالعودة إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام، فقال له: ((إنهم قاتلوك))، فقال عروة: أنا أحبُّ إليهم من أبكارهم، راجيًا أن يوافقوه؛ لمنزلته عندهم، فلما رجع إلى الطائف صعد علية له وأشرف منها على قومه وأظهر لهم الإسلام ودعاهم إليه، فرموه بالنبل، فأصابه سهم فقتله، فقيل له قبل أن يلفظ روحه: ما ترى في دمك - أي من تتهم - فقال: كرامةٌ أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي، ليس فيَّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فادفنوني معهم، فلما مات دفنوه معهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مَثَله في قومه كمَثَل صاحب يس في قومه)).

 

ولم تطُلْ مدة قدوم وفد ثقيف بعد حادثة عروة؛ فقد وجدوا أن القبائل حولهم قد أسلمت وأصبحوا غرضًا لغاراتهم والتعرض لهم، وكان من أشد الناس عليهم مالك بن عوف حليفهم بالأمس، فقدم وفدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وفيهم: عبدياليل، والحكم بن عمرو بن وهب، وشرحبيل بن غيلان، وغير هؤلاء، فأنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة في المسجد، فكان خالد بن سعيد يمشي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل إليهم بالطعام فلا يأكلون منه حتى يطعم منه خالد إلى أن أسلموا، وقد كانت لهم شروط لم تقبل منهم إلى أن تخلوا عنها، ومنها: ترك الطاغية - الصنم - فلا يهدم إلا بعد ثلاث سنين، فنزلوا إلى أقل ثم إلى شهر فأبى عليهم إلا هدمها، وسألوه أن يعفيهم من الصلاة، فقال: ((لا خير في دين لا صلاة فيه))، ثم أرسل معهم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان بن حرب فهدما الصنم، وبكاه النساء والأولاد وتوقعوا انتقامه من هادميه، لكن لم يحدث شيء وأيقنوا باطله وفشا الإسلام بينهم.

 

• وفد طيئ، في شهر ربيع الثاني من سنة تسع للهجرة، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة علي بن أبي طالب فهدم صنم الفلس وغنِم وأسر بنتًا لحاتم الطائي اسمها سفانة، وتفرق القوم، وهرب أخوها عدي بن حاتم إلى الشام، وكان على الصنم سيفان أهداهما الحارث بن أبي شمر للصنم فعلقا عليه فعاد بما غنم إلى المدينة، ويروي عدي بن حاتم قصة إسلامه وقومه، قال: جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا أختي وناسًا فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أختي: يا رسول الله، هلك الوالد وغاب الوافد، فامنن عليَّ منَّ الله عليك، فقال: ((ومن وافدك؟))، قالت: عدي بن حاتم، قال: ((الذي فر من الله ورسوله؟!)) فمنَّ عليها، وإلى جانبه علي بن أبي طالب واقف، فقال لها: سليه حملانًا، فسألته، فأمر لها به وكساها وأعطاها نفقة، وقال لها: ((لا تعجلي في الذهاب حتى تجدي رفقة))، ثم خرجت حتى أتت أخاها عديًّا بالشام، وأخذت تلومه على تركها وهربه بأهله دونها، ثم قالت له: أرى أن تلحق بمحمد سريعًا، فإن كان نبيًّا كان للسابق فضله، وإن كان ملكًا كنت في عز وأنت أنت، قال: فقدمت المدينة ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفته نفسي، فانطلق بي إلى بيته، وفي الطريق استوقفته امرأة ضعيفة فوقف لها طويلًا فكلمته في حاجتها، فقلت: ما هذا بملك، ثم دخلت بيته فأجلسني على وسادة وجلس على الأرض، فقلت في نفسي: ما هذا ملك، فقال لي: ((يا عدي، إنك تأخذ المرباع وهو لا يحل في دينك، ولعلك إنما يمنعك من الإسلام ما ترى من حاجتنا وكثرة عدونا، والله ليفيضن المال فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ووالله لتسمعن بالمرأة تسير من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف إلا الله، ووالله لتسمعن بالقصور البيض من بابل وقد فتحت)) - شارك في فتحها مع سعد بن أبي وقاص - قال: ورأيت المرأة تخرج إلى البيت لا تخاف إلا الله، ووالله لتكونن الثالثة، فأسلم وأسلم قومه، وكان من المجاهدين، وقدم من طيئ وفد فيهم زيد الخيل، وهو سيدهم، فأسلموا وحسن إسلامهم، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذُكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل))، ثم سماه زيد الخير، وأقطع له فيد وأرَضين معها، فلما رجع أصابته الحمى بقرية من نجد فمات بها.

 

• وفد عبدالقيس، أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: قدم وفد عبدالقيس على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إن هذا الحي من ربيعة، وقد حال بيننا وبينك كفار مضر، فلسنا نخلص إليك إلا في شهر حرام، فمُرْنا بأشياء نأخذ بها وندعو إليها من وراءنا، قال: ((آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله - شهادة أن لا إله إلا الله، وعقد واحدة - وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزاد في رواية - وصوم رمضان - وأن تؤدوا لله خمس ما غنتمم، وأنهاكم عن الدبَّاء والنقير والحنتم والمزفت))، التمر أو الزبيب ينتبذ في هذه الآنية، فالنقير تجويف في أصل النخلة - جذعها - يسكب فيها الماء مع التمر أو الزبيب حتى يتخمر، وكذلك البقية، الدباء: القرع، والحنتم إناء يصنع من طين وشعر ودم، والمزفت إناء يطلى بالزفت - القار - كلها آنية للتخمير.

 

وكان فيهم الجارود، وكان نصرانيًّا فأسلم، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي مع وفد عبدالقيس عاملًا على الصدقات، وكانت من أهم الصدقات التي ترد إلى المسلمين في المدينة، فيستفيد منها الفقراء ومَن وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعطاء.

 

• وفد بني حنيفة، أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلًا قِبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما عندك يا ثمامة؟))، فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فترك حتى كان الغد، قال: ((ما عندك يا ثمامة؟))، فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: ((ما عندك يا ثمامة؟))، فقال: عندي ما قلت لك، فقال: ((أطلقوا ثمامة))، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم بمكة قال له قائل: صبوتَ؟ قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء الوفد الذي فيه مسيلِمة الكذاب، وقد ورد أنه لم يلتقِ النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان في رحال قومه، فلما أسلموا أهداهم هدايا فقالوا: إن في رحلنا مسيلمة فأرسل معهم بهديته، ثم ذكر عن مسيلمة أنه كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه شريكه في النبوة، وأرسل الكتاب مع رسولين، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فصدقاه، فقال لهما: لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما، وكان في كتاب مسيلِمة الآتي: من مسيلمة إلى محمد رسول الله، أما بعد، فإني قد أشركت معك في الأمر، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصفها، ولكن قريشًا قوم يعتدون.

 

فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد فالسلام على من اتبع الهدى، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين))، ثم كان إعلان ردته بعد مرض النبي صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه.

 

• قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب ملوك حِمْيَر مقرين بالإسلام مع رسلهم، منهم: الحارث بن عبدكلال والنعمان، قيل: ذي رعين وهمدان، وأرسل إليه زرعة ذو يزن مالك بن مرة الرهاوي بإسلامهم، وكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم بما عليهم في الإسلام وينهاهم عما حرم عليهم، وقدم أيضًا وفد بهراء فنزلوا عند المقداد بن عمرو، وقدم وفد بني البكاء، وقدم وفد بني فزارة، فيهم خارجة بن حصن، وقدم وفد ثعلبة بن منقذ، وقدم وفد سعد بن بكر، وكان وافدهم ضمام بن ثعلبة، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام وأسلم، فلما رجع إلى قومه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لئن صدق ليدخلن الجنة))، فلما قدم على قومه اجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى، فقالوا: اتقِ البرص والجذام والجنون، فقال: ويحكم إنهما لا يضران ولا ينفعان، وإن الله قد بعث رسولًا وأنزل عليه كتابًا وقد استنقذكم به مما كنتم فيه، وأظهر إسلامه، فما أمسى ذلك اليوم في حاضره رجل مشرك ولا امرأة مشركة، فأسلم جميع قومه، فما سمع بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.

 

• وقدم جرير بن عبدالله البجَلي في رمضان مسلمًا، فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذي الخلصة فهدمها، وكان من حجر أبيض بتبالة، وهو صنم بجيلة وخثعم وأزد السراة، فلما أتى خبر هدمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد لله شكرًا.

 

• وفد نجران، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاثًا، فإن أجابوه أقام فيهم وعلمهم شرائع الإسلام، وإن لم يفعلوا قاتلهم، فخرج إليهم ودعاهم إلى الإسلام فأجابوه وأسلموا، وعاد خالد ومعه وفد منهم، فقدموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما عادوا إلى ديارهم أرسل معهم عمرو بن حزم يعلمهم شرائع الإسلام ويجمع صدقاتهم، أما نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب والسيد في نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما سمعوا منه توقفوا ولم يسلموا وأصروا على التمسك بدينهم، ثم طلبوا مباهلته بشأن عيسى عليه السلام - والمباهلة: التضرع في الدعاء ليكون الحق مع أحد الفريقين مع قول: اللهم العن الكاذب - ثم قال كبيرهم: قد عرفتم نبوته، وما باهل قوم نبيًّا إلا هلكوا، وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدوه قد استعد للمباهلة ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي، وقال لهم: ((إذا دعوتُ فأمِّنوا))، فامتنع وفد نجران عن المباهلة وأخذوا برأي صاحبهم، فوادعوا النبي صلى الله عليه وسلم على دفع جزية معلومة وانصرفوا؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 59 - 61].

 

فأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا لهذه الوفود، وأهدوا له أيضًا، فطابت النفوس، وبدأت مرحلة التعليم لكي يتفقه المسلمون في أمور دينهم، ونشط أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أخذوا عنه العلم وحفظوا القُرْآن، فانتشروا بين القبائل معلِّمين ومفقِّهين، كما خرج بعضهم لجمع الزكاة يفقهون الناس بأحكامها، فنزل قوله تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة